هنيئا لكم ايها المفقودين العراقيين

في العوراق العظيم أكثر من 16 الف عراقي فقدوا منذ دخول القوات الاميركية للبلاد في العام 2003، وترجح وزارة حقوق الانسان أن يكون هؤلاء قتلوا على ايدي “المليشيات المتنكرة بزي الشرطة”.

هؤلاء المفقودون سعداء جدا فهم اختاروا سبيل المثل القائل” لاعين تشوف ولا قلب يحزن”، فهم مثلا لايهمهم ان يعرفوا ماهي وزارة حقوق الانسان في العوراق كما لايهمهم ان يكتشفوا حصيلة الانجازات الرهيبة التي قامت بها وكم عدد بيانات الاستنكار والشجب التي قامت باصدارها.

لماذا؟

لانهم يعرفون تماما ان حقوق الانسان تضيع اذا ارتبطت باي سلطة من سلطات الشرق الاوسط.

فليس من المعقول ان تقوم وزارة مهمتها صيانة حقوق الانسان بالتصدي لاستهانة الحكومة بحقوق الافراد وهي مرتبطة بها بمرسوم وزاري،اكيد سيكون الوزير من جماعة “لايهش ولا ينش”.

ويقول واحد يشتغل رئيس قسم الشؤون الإنسانية في وزارة حقوق الإنسان اسمه أركان ثامر صالح في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن “العديد من العراقيين تم سوقهم عنوة تحت أنظار أهلهم، فيما اختفى عدد أخر بظروف غامضة ولم يعرف شيء عن مصيرهم منذ عشر سنوات على بدء الغزو الاميركي على العراق”.

كلام جميل ويثلج الصدر خصوصا اذا عرفنا ان ملاك هذه الوزارة استلموا ملايين الدنانير كرواتب دون ان يفعلوا شيئا.

ويعتقد العديد من المراقبين والمقربين ان سبب هذا الاهمال هو ان هذه الوزارة ليس بها “محصول يستاهل” ولا مشاريع تدر بالربح الوفير والعمولات المغرية حتى ان الشيطان، كما يؤكدون ، لم يوسوس لهم منذ اكثر من عقد من الزمان.

ولم يستح صالح حين يقول: أن “العدد الحقيقي للمفقودين قد يكون اعلى من هذا الرقم بكثير، إذ لم تسجل جميع حالات الاختفاء،وأن “الالاف من ذوي المفقودين يخشون بأن يكون أولادهم قتلوا أو ما يزالون محتجزين في سجون سرية”.

لو اضفنا لهذا العدد اكثر من مليون شهيد في الحرب العراقية الايرانية المجنونة مع نصف مليون في غزو الكويت مضافا اليه نصف مليون معاق مع مليونين مشرد داخل العراق سنعرف حجم الكارثة التي تواجه هذا الشعب واولها قضم وجوده ثم دولاراته ثم حدوده ثم تاريخه.

واذا بقى الحال كما هو عليه الان وظل الشعب ياكل القيمة وينتظر مناسبات ركض الضاحية فسيكون من الملائم ان نفتح مجلسا للعزاء في الكويت او قطر ونطلق عليه عزاء “الانقراض العراقي”.

واذا نجت تشكوسلفاكيا من الانقراض واكتفت بتقسيمها الى 9 دول فمثل الفرصة قد لا تمر على العراق لانه يعج بالديكتاتوريين واللصوص واصحاب الضمير الغائب وحاملي نكتة الموسم عن المواطنة والولاء للوطن.

ويظهر لنا حاكم الزاملي عضو لجنة الدفاع النيابية من “فوك”السياج ليقول انه يعتزم تشكيل لجنة لتحقق في الخروقات الامنية.

الناس تموت والاخ يعتزم تشكيل لجنة.

لا والالعن من هذا يكول الاخ ان لجنة الامن والدفاع ستشكل لجنة للخروقات الامنية وستحيل توصياتها الى القائد العام للقوات المسلحة للحد من الافتراءات والكذب بعد اعلان بعض القيادات الامنية بانهم قتلوا الارهابيين الذين اقتحموا مبنى وزارة العدل مضيفا “اننا لسنا مغفلين ونعلم من هو الضابط المهني ومن هو المفسد “.

فاصل حزين: اضاف الصدريون يوما جديدا في السنة اسموه “يوم المظلوم العالمي” ولاندري هل سيكون عطلة رسمية ام لا؟.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.