هل عرفت الآن ياجدتى كم كانت الشحرورة شديدة الأدب والخجل؟؟‎

يحكى فى محيط أسرتنا أن جدتى لأمى- رحم الله كلتيهما – استمعت ذات مساء لصباح وهى تغنى وتقول عن نفسها ” عاشقة وغلبانة والنبى ” فاستاءت مما تسمع لأنها اعتبرت الأغنية خادشة للحياء وان مغنيتها على أعتاب الفجور إذ تصرح بلا خجل أنها ليست فقط عاشقة بل غلبانة أيضا وربما طلبت الجدة آنذاك إغلاق المذياع الذى يساهم فى نشر الرذيلة بين الشباب وهى المرأة التى لم تخلع عن رأسها الطرحة السوداء يوما واحدا بل كانت تعقدها بشكل تتفوق فيه عن جميع المحجبات المسلمات على مر التاريخ …. ظللنا نحن الأحفاد إلى الآن نذكر تلك الواقعة ونتندر عليها ضاحكين ساخرين .
آه يا ستى …. ماذا كنت إذن ستقولين وتفعلين إذا امتد بك العمر حتى العقد الثانى من الألفية الثالثة لتسمعى احداهن تغنى وتطلب من عشيقها أن يضع النقط على الحروف قبل أن يصعدا معا إلى الروف؟؟
أو لتسمعى أخرى تواجه حبيبها بأن الصراحة راحة يا عزيزى وانت لا تعرف – ألعل الفصحى انقذتنا الآن من فجور العامية وألفاظها الخارجة ؟؟ –


ماذا كنت ستقولين إذا استمعت لمن تدعو حبيبها أن يُقَبِّل الواوا لانها من دونه هى ” بردانة أح ” ؟؟ أو لمن تطلب من حبيبها أن ” ينكبها المورجيحة ” لأنها حلوة قوى ومريحة ؟؟ أو لمن فاقت الجميع فيما تغنى وتشكو لزوجها من أمه داعية إياه أن ” يبص لإمه ” – ألم أقل لكم أن الفصحى انقذتنا الآن ؟؟ .
هل عرفتِ الآن يا جدتى كم كانت الشحرورة شديدة الأدب والخجل؟؟

أنطون رمسيس .

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.