هل سيكون محمد مرسي الشعرة التي تفصم ظهر الثورة السورية؟

طلال عبدالله الخوري    23\8\2012

عندما نقول محمد مرسي نعني بذلك جماعة الإخوان المسلمين المصرية, والتي لا تخف إعجابها بثورة الخميني بإيران, لا بل تعتبر أن نظام الولي الفقيه في إيران هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه بنسخة سنية منذ نشوء هذه الجماعة على يد مرشدهم حسن البنا وحتى الأن؟

أسوء سيناريو يمكن أن ينتظر الثورة السورية هو ان تتحالف مصر الاخوانية المرسية مع الولي الفقيه الإيراني وخطه (المقاوم) (طبعا المقاوم بين قوسين لان مقاومتهم هي لحفظ انظمتهم الاستبدادية بالحكم ليس إلا) والذي يتضمن النظام الأسدي بسوريا وحزب الله بلبنان وحماس بغزة, لكي تزيد من مآسي شعبنا السوري وتكون القشة التي ستفصم ظهر الثورة السورية,

بدون انضمام مصر لهذا الحلف فان الدعم والمساندة الذي يقدمه نظام الولي الفقيه بإيران للنظام السوري على كل الأصعدة اللوجستية والعسكرية والمالية والسياسية, قد أدمى كاهل الثورة السورية وكلف الشعب السوري حوالي ثلاثين ألف شهيد حتى الأن, معظمهم من النساء والأطفال, هذا عدى الدمار الهائل بالممتلكات والبنية التحتية, وبالكاد هذه الثورة تتابع مسيرتها مع وجود معارضة سورية غبية ومفككة, فما الذي سيحدث إذا انضمت مصر لهذا المحور الشيطاني الذي يؤذي ويضر الشعب السوري منذ نشوئه؟

ما هي  مبررات مخاوفنا هذه؟

اولاً: من أدبيات الاخوان المسلمين قيام الخلافة والحكم الإسلامي, اي بكلام اخر حكم الولي الفقيه, وهم يعتبرون انجاز النظام الايراني لنموذج الدولة الأسلامية هو الحلم الذي يسعون اليه.

ثانياُ:كنا نتمنى بأن يكون قد حصل تطور حقيقي على سياسة وادبيات الاخوان المسلمين, وأن ينهجوا نهج الحزب الأسلامي التركي وهو حزب العدالة والتنمية , ولكن للآسف فان صلاحيات حزب العدالة والتنمية في دولة علمانية متطورة اقل بكثير من الحدود الدنيا لطموح حزب الاخوان المسلمين الرجعي وذو الجذور الاستبدادية في الحكم الإسلامي؟
وكلنا نذكر كيف هاجم الاخوان المسلمين رجب طيب اردوغان عندما قال في زيارته لمصر بانه رئيس مسلم لدولة علمانية! فهم يعتبرون العلمانية كفر والعياذ بالله؟

ثالثاً: عندما اراد نظام الولي الفقيه في ايران ضرب استقرار مصر, في عهد عدوهم مبارك, عن طريق إدخال عملاء من حزب الله للقيام بعمليات ارهابية بمصر, استماتت جماعة الإخوان المسلمين في الدفاع عن الارهابيين ضد مصالح شعبهم, فكما قال مرشدهم طظ بمصر وابو مصر ويلي بمصر, فالمهم هو الخلافة الاسلامية وليس لديه مانع من ان يكون الحاكم لمصر مسلماُ ولو كان من اندونيسيا, أي بكلام اخر فأن نظام الملالي الإسلامي الشيعي  في إيران أقرب لهم من أي نظام غير اسلامي وغير  مبني على مبدأ الخلافة في مصر السنية, وهذه من المسلمات بالنسبة لهم.

رابعاُ: لقد اظهر الأخوان المسلمين تعاطفا كبيراً مع ما يسمى ممانعة نظام الأسد الكاذبة وارسلوا القرضاوي كوسيط لكي يصالح بين النظام الاسدي ( الممانع) مع الاخوان المسلمين السوريين ( والذين هم من نفس نوع الممانعة ويا للصدف)!

خامساً: مما يزيد من مخاوفنا هو ان الرئيس محمد مرسي والذي وصل للسلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية, قد قام بعدة خطوات شمولية و غير ديمقراطية, حيث انه عمد إلى إقالة كبار المسؤولين العسكريين، و أصدر إعلاناً دستورياً يمنحه صلاحيات تنفيذية وتشريعية كاملة، فضلاً عن سلطة اختيار المسؤولين عن صياغة الدستور المصري الجديد, وبالتالي يصبح محمد مرسي يمتلك السلطات التشريعية والتنفيذية اي بمعنى اخر الحاكم الشمولي لمصر.

لقد قالها محمد مرسي صراحة بأنه ضد التدخل الخارجي بسورية, وهذا حق يراد به باطل, وهذا بالضبط ما تريده ايران والنظام الأسدي الاستبدادي, لكي يستفردوا بالشعب السوري الأعزل ويقضوا على ثورته المطالبة بالحرية والكرامة, باسلحتهم الفتاكة من دبابات وطائرات وقنابل فراغية وربما الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

 استناداً إلى الأدلة المتوافرة حتى اليوم، سيستعمل الرئيس المصري صلاحياته الواسعة لتنفيذ أجندة “الإخوان المسلمين” المتطرفة, من ولاية الفقيه و الخلافة الاسلامية, الى مساندة ايران وخطها (الممانع) مع النظام السوري, اي وقوفها ضد الثورة السورية, والمساهمة بإجهاض الثورة السورية.

سادساً: لقد استقبل الرئبس مرسي وفوداً رفيعة المستوى من حماس, و رحب بنائب الرئيس الإيراني, ودُعي إلى حضور اجتماع “حركة عدم الانحياز” المرتقب في طهران   وهذه خطوات لا تدعو للتفاؤل بمستقبل مصر او سوريا.

من كل ما سبق نرى بأن توجه الأخوان المسلمين بمصر هو الوقوف بجانب نظام الاسد الاستبدادي وضد الشعب السوري, مما سيضاعف من محنة الشعب السوري وإطالة امد ثورته, وبالتالي إعطاء طاغية سوريا الفرصة لابادة الشعب السوري.

من المهم جداً معرفة رأي جماعة الإخوان المسلمين  السورية بخطط مرسي من ناحية سوريا؟
المطلوب من جماعة الاخوان السورية وبشكل عاجل التعليق على مقالتنا هذه باكبر سرعة, لكي يعرف الشعب السوري مدى وطنية الاخوان المسلمين السوريين وهل هي باي حال من الاحوال احسن من وطنية نظرائهم المصريين؟ نحن نشك بذلك ونتمنى ان يثبتوا لنا العكس!

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

2 Responses to هل سيكون محمد مرسي الشعرة التي تفصم ظهر الثورة السورية؟

  1. محمد البدري says:

    صحيح أن نظام الولي الفقيه في إيران هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه جماعة الاخوان بنسخة سنية منذ نشوءها على يد مرشدهم حسن البنا وحتى الأن؟ لكنها وكاي حركة اسلامية لن تقبل شريكا لها في حكم المسلمين علي طريقة الخلافة الاسلامية التي كرروها كثيرا في ادبياتهم. وعلينا الا ننخدع في لقاءات العقارب مع كالرزيارات المتبادلة بين الحركات الاسلامية بعضها البعض فخادم الحرمين عانق الشيعي أحمدي نجاد الذي يتهمة زعماء الفكر الوهابي في مكة وتحت راعيته بانه كافر. ولهذه السبب كتبت تعليقا في جريدة الشرق الاوسط لماذا لا يدعو خادم الحرمين نتنياهو الي حفلة الدجل الاسلامي في ليلة القدر هذا العام اليس هو ايضا كافر علي طريقة الوهابية وموحد علي الطريقة السنية؟ فلا يخدعنك مرسي بما قاله عن رفضه بالتدخل الاجنبي فهو لديه تصنيفات بمن هو اجنبي ومن هو حبيب يؤكل له الزبيب حسب ما تراه الجماعة وحسب الزمان والمكان. فمن يحقق مشروعهم سيكون اقرب للقلب ولهذا نجدهم علي وفاق وعناق مع الامريكيين حاليا، حتي تنجلي الغمة السورية التي لا يقدر أحد علي حسم صراعها بل ويتلكأ الجميع في الاتيان بموعد يوم القيامة في سوريا بما فيهم الامريكيين انفسهم احباب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.

  2. طلال عبدالله الخوري says:

    اشكرك اخي الكاتب محمد البدري جزيل الشكر على قراءة المادة والمشاركة بالرأي

    انا اتفق معك بأنهم في نهاية الأمر سيتصارعون دمويا فيما بينهم
    ولكن ما اخشاه ان يتضافروا حاليا وعلى المدى القريب ويخربون على الثورة السورية
    انا اتصور بان مرسي ينظر لخامنئي والقوة التي بين يديه من بناء قوة نووية وكيف انه يناكف الغرب ويريد ان يسير على دربه
    فينضم اليه في ممانعة الغرب وتضيع الثورة السورية

    كل المودة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.