هل تحتاج القيم الأخلاقية إلى صراع؟

الشرق الاوسط: آدم وايتز وجيمس دونغان وليان يونغ* 

تخيل أنك تفكر في الكشف عن فضيحة ترتكبها المؤسسة التي تعمل بها، وستظهر لك ردود الفعل الحماسية تجاه ما قام به واشون مثل سنودن. إنك تواجه مأزقا أخلاقيا: هل الإبلاغ عن تصرف خاطئ بطولة أم خيانة؟

وقد ألقى البحث الذي أجريناه حول ما يفكر فيه الواشي عند اتخاذه القرار والذي سينشر في دورية علم النفس الاجتماعي التجريبي، الضوء على السيكولوجية الأخلاقية للواشي والوسائل التي تشجعه أو تثبطه عن هذا الإجراء.

في إحدى الدراسات طلبنا من مجموعة من 74 مشاركا في البحث كتابة فقرة حول مناسبة لمسوا فيها سلوكا غير أخلاقي وأبلغوا عنه (ولماذا)، وطلبنا من مجموعة أخرى، من 61 مشاركا، الكتابة عن مناسبة شاهدوا فيها سلوكا غير أخلاقي ولم يبلغوا عنه. وجدنا أن المبلغين استخدموا الكثير من المصطلحات المتعلقة بالإنصاف والعدالة 10 مرات، في حين استخدم الأفراد الذين أبوا الإبلاغ المصطلحات المتعلقة بكلمة الولاء مرتين.

ورغم أن العدالة والولاء قيم أخلاقية أساسية، فإن بعض الناس يفضل أحدهما على الآخر. فتشير الدراسات إلى أن الليبراليين الأميركيين يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على العدالة، فيما يميل المحافظون الأميركيون إلى التركيز بشكل أكبر على الولاء، وهو ما قد يساعد في تفسير اختلاف الحكم على ما قام به سنودن. فيرى البعض أنه كان يدافع عن حقوق جميع الأميركيين؛ فيما رأى آخرون أنه كان خائنا لبلاده.

هل هذا الاختلاف في القيم الأخلاقية يتنبأ بما إذا كان شخص سيقرر الوشاية بشيء ما؟ في دراسة أخرى، أعطينا 83 مشاركا في البحث استبيانا. كانت بعض الأسئلة تحاول استكشاف قلقهم من أجل العدالة، في حين كانت أسئلة أخرى تسأل عن قلقهم بشأن الولاء.

وجدنا أنه لا العدالة ولا الولاء وحدهما قادران على توقع الوشاية، لكن الطريقة التي ينظر بها الناس إلى قيمة كل منهما مقابل الآخر هي المسؤولة عن ذلك. فتحدث الأفراد الذين يؤيدون العدل على الولاء عن استعداد أكبر للوشاية، في حين بدا الأفراد الذين يحبذون الولاء بشكل أكبر من العدالة أكثر ترددا.

ولاختبار ما إذا كانت قرارات الوشاية عرضة للتلاعب، سألنا 293 مشاركا عبر تجربتين عن استعدادهم للوشاية، لكننا طلبنا منهم في البداية أن يكتبوا مقالات قصيرة عن أهمية العدالة أو أهمية الولاء. وقارنا درجات الوشاية بين المجموعتين ووجدنا أن المشاركين الذين كتبوا عن العدالة كانوا أكثر استعدادا للوشاية من أولئك الذين كتبوا عن الولاء.

هذا لا يعني أن مهمة الكتابة لمدة خمس دقائق سوف تدفع المتعاقدين مع الحكومة إلى تسريب معلومات سرية. ولكن دراستنا تشير إلى أنه إذا كنت ترغب، على سبيل المثال، في تشجيع الوشاية، ينبغي أن تؤكد على العدالة في بيان المهمة والقوانين الأخلاقية، رموز الشرف أو حتى الحملات الإعلانية. ولتنحية أولئك الذين يضعون الولاء أولوية بالنسبة لهم، يمكنك إعادة صياغة الوشاية، كما فعل الكثيرون في مناقشة قضية سنودن، على أنها «ولاء أكبر» لتحقيق الصالح العام. وبهذه الطريقة، لن تحتاج قيمنا الأخلاقية إلى الصراع.

* خدمة «نيويورك تايمز»

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.