هل الكرسي عندكم اغلى واثمن من الدم العراقي؟

• فعل الخير مع ناكر الجميل .. مثل إلقاء ماء الورد في البحر

(مثل بولندي)

عجيب امر هذه الحكومة برئاسة المالكي !

هل فعلا يتصرفون وكأن الكرسي اغلى من دم العراقي؟

يبدو ان الامر كذلك بدليل ماقاله المالكي هو نفسه تاكيدا على اهمية الكرسي.

ويبدو كذلك ان في “كنتور” المالكي وغيره ملفات خطيرة جدا لايريد اظهارها الا اذا اقتنع بان اصحابها سوف يقدمون له مراسم الطاعة والانتخاب.

حين دعاه مجلس البرطمان قبل اسبوعين للحضور والاجابة على سبب الخروقات الامنية التي هزت البلاد مؤخرا قال بالحرف الواحد:

” إنه يمتلك ملفات تخص بعض اعضاء مجلس النواب ومسؤولين آخرين في الحكومة يستخدمون إمكانياتها من سيارات وباجات واموال واسلحة لقتل المواطنين العراقيين وترويعهم والتسبب في انهيار الوضع الامني واذا حضرت سأجعل الدنيا تنقلب.

عيني ابو اسراء تعتقد العراق لم ينقلب بعد؟ مو احسن تنقلب الدنيا ولا يظل اللصوص والقتلة في كراسيهم.

سمعت احد اولاد الملحة يسأل :ايهما اغلى الدم أم خشب الكراسي؟.

وسمعت احدهم يرد ساخرا:طبعا الكراسي عزيزي، شنو بيه الدم غير مجموعة كريات حمراء وبيضاء،الاولى لاوظيفة لها سوى نقل الغذاء والثانية ، كما يقولون، تدافع عن الجسم ضد الميكروبات والجراثيم.. اما ألكراسي ياعزيزي فهي تصنع من اخشاب بعضها عالي التكلفة مثل الابنوس وخصوصا حين يكون مرصعا ومحفور فيه شيء من التطعيمات الصينية والزخرفة الاسلامية وهناك انواع اخرى ومعظمها تمتص الرطوبة وتحتفظ بها مثل: الخشب الأبيض،خشب السويد،خشب البينو

Pino

،خشب العزيزي

Pitch Pine

، أخشاب التنوب ،خشب الحبيب ، خشب اتيكوبورد ،الألواح السدية (الكونتريلاكية) الخشب المضغوط (الهاردبورد) ،البلوط ” Ash ” ،القرو

” Oak “

 : الــــزان ،المـاهوجني ، خشب لسان العصفور ، واخيرا وليس اخرا خشب الجــــوز .

شفت اخويه كم نوع من الخشب؟شلون تريد المسعولين يتخلون عن الكراسي ويفضلون الدم خصوصا وانه احمر!!

ماذا يعني هذا؟ انه يعني بدون “عصبية رجاءا” ان المالكي يرى بام عينيه شعبه يذبح يوميا ويعرف القتلة ولكنه لايريد ان يكشفهم مالم تحن الفرصة.

يعني بالعراقي الفصيح”خلي ينقتلون وينذبحون،شنو يعني،المهم انا احصل على الكرسي واذا لعبوا القتلة بذيلهم فسوف اكشفهم في الوقت المناسب.

لأول مرة نسمع بان رئيس اعلى سلطة في البلد يتستر على القتلة.

اليس عجيبا انه يقول ان هناك 15 عضوا برلمانيا يقدمون الدعم للارهاب؟ اليس غريبا ان يقول ان مسؤولين في الحكومة يستعملون سيارات وباجات الدولة في قتل الناس؟.

قضائنا ليس “اعرج” فقط انه مصاب بالكساح والشلل الكلي مع الاسهال المزمن وفقر الدم الوراثي.

لو كان لدينا قضاء نزيه،وهي كلمة تثير الشفقة، لاطاح برئيس الوزراء وقدمه الى المحاكمة بتهمة التستر على القتلة.

فاصل حساس جدا: ناس يتحدثون عن القتلة والارهابيين وناس آخرين يحسبون كم عدد المناسبات الدينية في وفاة الزهراء؟ ترى كم مرة يموت المسلم عند البعض؟ سؤال بريء جدا.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.