نداء الى اللاجئات السوريّات / توّقفوا عن الإنجاب!

mf87 (2)

صورة لأطفال سوريين !

أتفهّم طبعاً أنّ الحياة يجب أنْ تستمر قدر الإمكان وأغلب الأحيان !
وأنّ الكفاح والنضال من أجلِ البقاء ,هي غريزة أصيلة لدى جميع البشر والأحياء بصرف النظر عن تفاصيل ظروفهم !
إنّما هذا المفهوم ,هو غير مفاهيم وتفاصيل أخرى منها :
الحديث عن (الموت الرحيم) الذي يلجأ إليه الميؤوس شفائه من مرض مؤلم طيلة الوقت.أقصد عندما يصبح الألم هو كلّ الحياة وليس جزءً بسيطاً أو مُحدّداً من تلك الحياة !
ومنها (وهذا ما أوّد جلب الإنتباه له اليوم) ,إنجاب الأطفال الى هذا العالم وبالذات في جزء منه هو الأخطر والأسوء (على البشر البالغين القادرين) بجميع الأعراف الإنسانيّة ,فما بالك مع الأطفال حديثي الولادة ؟
هنا سيكون الكلام عن موضوع آخر سوى غريزة حُبّ البقاء !
الأمّ والأبّ هما المسؤولان أولاً في هذه الحالة (أتحدّث عن سوريا الجريحة بالتحديد) .مادام الحاكم ديكتاتور بلا أدنى ضمير ,لن يترك منصبه حتى الرمق الأخير .والثقافة السائدة وفرّت معارضة أكثر دمويّة منه ! فما العمل في مثلِ تلك الظروف ؟
أينبغي أن نستمر في التكاثر (البهيمي) ,لنُفعّل حديث [تنتن ـ تنتن..أو تناكحوا تكاثروا فإنّي مُباهٍ بكم الأُمم يومَ القيامة] ؟
ثمّ بعد ذلك نضطر الى التعايش مع صور مُعاناة ومآسي أؤلئك الأطفال البائسين وهم جوعى أو جُثث غرقى ,يُتاجر بدمائهم تُجّار الدين السفلة ؟
أوّاه ,هل حقّاً هذا ما تفهموه عن معنى إرادة الحياة أو غريزة حُبّ البقاء؟
ألا يقود هذا الى تبلّد الضمير الإنساني وموتهِ التدريجي ؟
في الواقع أنا أتعجّب من إقبال الأحبّة المصريين على كثرة الإنجاب وقلقهم غير المُبرّر من تأخرّه للأزواج الجُدّد ,فقط لكون حالة البلد ومواردها الإقتصادية لا تُساعد على إضافة ملايين جُدّد !
بالمناسبة وفي موضوع ذو صلة فإنّ تركيا العثمانيّة الاردوغانيّة كانت أكبر المُتاجرين بهذه المآساة ,مآساة الأطفال السوريين .وجميعنا يذكر تلك الصورة التي لا أجرؤ على تذكيركم بها حتى !
والدليل على قولي هو الإتفاق الذي تمّ التوّصل إليه بالامس بين الأتحاد الاوربي وتركيا / الرابط أدناه !
نعم تركيا الإسلاميّة إبتزّت العالم الحُرّ وتاجرت بدماء وأرواح اللاجئين المسلمين (ومنهم بالطبع الأطفال السوريين) .وسوف تحصل على أكثر من (ثلاثة ورُبع) مليار دولار.كذلك وعود بقبولها ضمن الإتحاد الأوربي (وتلك مآساة بحدّ ذاتها ليس مجال التفصيل فيها) .
حقّاً أحلى من الشرف والشحاته التركيّة مفيش !
***
كلام مفيد :
أيتّها الأمّ السوريّة وكلّ سيّدة في هذا العالم تعلم يقيناً أنّ مولودها سينالهُ الأذى والعذاب (وربّما الموت) توّقفي عن الإنجاب ولو الى حين!
لا تقولي تلكَ مشيئةُ الله(هو يطعمني ويسقين) أو (نحنُ نرزقهم وإيّاكم)!
لا تقولي زوجي سافل يُجبرني على ذلك ,القرار الأخير حتماً بيدك والوسائل في عالم اليوم متوفرة رغم وضعكم المآساوي!
لا أقول فكّري وتصرّفي مثل السيّدة الغربيّة التي تحتسب قبل حملها المساحة في شقتها لوضع الألعاب الإضافية في عيد ميلاد طفلها الأوّل.
لكن يكفي أن تفكّري بالآلم والأذى المُحتمل جداً لوليدكِ !
بالمناسبة (للمتفذلكين): دعوتي هذه لاتشبه اليوجينيا Eugenics
التي تنصح بعدم الإنجاب في حالة تأكّدَ علميّاً أنّ الجنين يحمل تشوّهات خَلقيّة أو عَقليّة .وهي فكرة معقولة لولا أنّهُ أسيء إستغلالها من بعض الأفراد والجماعات (هتلر المجنون مثلاً) !
أخيراً ..الى كلّ رجل يملك أدنى ضمير إنساني أقول :
مَنْ تُراه (عاقلاً) يريد إنجاب الأطفال الى عالَم غير آمن البتّه ؟
على المرء السيطرة على عنان قلبه وعقله وشهوته وغريزته ,خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بأذيّة مَن نُحّب .تلك هي الرجولة الحقيقيّة !

***
الرابط / إتفاق تركي أوربي للحدّ من اللاجئين !

http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/11/151129_turkey_europe_migrant_?SThisFB

تحيّاتي لكم

رعد الحافظ
30 نوفمبر 2015

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.