مُسلمي أمريكا بين ناقصة عقلٍ ومتشدّد ضدّ الإرهاب !

رعد الحافظ

رعد الحافظ

خياران أحلاهما مُرّ ,يواجهان الناخب الأمريكي المُسلم!
فعندما يحين موعد إنتخابات الرئاسة الامريكية القادمة (رقم 58) يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 لإنتخاب الرئيس الأمريكي (رقم 45) سيكون على الناخبين المُسلمين هناك الإختيار بين السَيّء والأسوء (حسب ظنّهم)!
فالحزبُ الديمقراطي ستمثّلهُ السيدة هيلاري كلينتون!
بينما الحزب الجمهوري سيمثله (غالباً) السيد دونالد ترامب!
السيدة كلينتون أصلها من ولاية إلينوي ـ شيكاغو .نالت شهادة الدكتوراه في الحقوق (كلية ييل) عام 1973 .لها تأريخ طويل في العمل الحكومي والسياسي والدبلوماسي وحتى الإجتماعي .كانت وزيرة الخارجية السابقة في فترة رئاسة (باراك أوباما) الاولى .وهي زوجة الرئيس الأسبق (الثاني والأربعين) للولايات المتحدة (بيل كلينتون) .معناها نالت شرف كونها السيّدة الاولى لـ 8 أعوام هي فترة حكمه من عام 1993 الى عام 2001 .
كذلك عملت في مجلس الشيوخ الامريكي لـ8 سنوات بين 2001 و2009 ما يعني خبرة طويلة وكبيرة نسبياً !
هذه السيّدة معروفة بمواقفها المتسامحة مع الأقليّات (ومنهم المسلمين).
لكنّها إمرأة ! وهذا سبب كافٍ لدى عموم المسلمين لرفضها تبعاً لأحاديث كثيرة من قبيل:
شاوروهم وخالفوهم !
ناقصاتُ عقلٍ ودين !
إطلّعتُ على أهلِ النار فوجدتُ غالبيتهم من النساء!
ولو أنكرَ (متحذلقي) المشايخ تلك الأحاديث ,فلن يتمكنوا من إنكار آيات من قبيل :
[..أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء] النساء 43
[.. إنّ كيدكنّ عظيم] يوسف 28
فخلاصة هذا الموضوع (موقف الإسلام من المرأة) واضحة لكل مُحايد لايحتاج جدَل ونقاش وتنظير وتلاعب ورقص على المعاني !
***
أمّا السيّد دونالد ترامب فهو حاصل على بكالوريوس في علوم الإقتصاد (كلية وارتون جامعة بنسلفانيا) ,رجل أعمال ومليادير أمريكي من الحزب الجمهوري .شخصية تلفازية شهيرة ,كاتب ومؤلف ورئيس منظمة ترامب العقاريّة ,يملك مشاريع سياحية وترفيهية في مناطق مختلفة حول العالم .
طريقته في الحديث السياسي والحياة العامة (كما شاهدناه على الشاشات) هي الصراحة الوضوح المباشرة التلقائية !(هذا لايمنع التشكيك بسلوكه المالي في السابق) ,الى درجة جعل البعض يميل لتصديقه وتأييده والبعض ينفر منه ويعاديه ,بينما بعضاً آخراً يشّك في نجاحه سياسياً كون السياسة عموماً تتطلب الدهاء والمكر والمساومة والتلاعب بالألفاظ ,وهذه عكس طريقة ترامب تقريباً !
السيد ترامب مشهور عنه أيضاً تشدّده ضدّ الإرهاب(خصوصاً الإسلامي) وضدّ سياسة الهجرة المنفلتة وغير الشرعيّة!
كأنّه يؤمن بالمثل المصري القائل (إقطع عرق وسيّح دم)!
يقول بوضوح علينا أن لا نُرحّب ولا نقبل بيننا مَنْ يكرهنا ويريد دمارنا!
***
مواقف كلينتون وترامب مؤخراً !
فيما يخصّ الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة أورلاندو ـ وسط ولاية فلوريدا ,الذي قامَ به مسلم أمريكي من أصل أفغاني إسمه (عمر متين صديقي) ,على ملهى ليلي للمثليين جنسيّاً ,يوم الأحد 12 يونيو 2016
والذي أدّى الى مقتل 50 شخص وجرح أكثر من هذا العدد .
فإنّ دونالد ترامب قال نصاً :
قبولنا لعائلة هذا المجرم بالأساس ,هو السبب في وقوع الكارثة!
وإتهّمَ مسلمي أمريكا بعدم التعاون مع السلطات لكشف المشبوهين من بينهم .وأضاف :نحتاج لمراكز جمع المعلومات ,فالناس في المنطقة أو الحيّ يعلمون بوجود أمر مريب لكنّهم لايخبرون السلطات!
وبالفعل أثبتت التحقيقات اليوم أنّ زوجة القاتل الحالية (نور سلمان) قالت بأنّها حاولت منعه من القيام بالهجوم على الملهى الليلي (لكنّها لم تُبلغ عنه) ماسوف يعرّضها ربّما للإتهام بالتستر على الجريمة !
بالمناسبة :بعض التقارير اليوم تشير (كما توّقعتُ شخصياً منذُ رؤيتي صورته) الى أنّ القاتل كان مثليّاً جنسيّاً ,و ربّما هذا هو السبب بالذّات لقيامه بالهجوم .(أقصد وقوعهِ بين مطرقة شذوذهِ وسندان تعاليم دينهِ)!
المهم كان دونالد ترامب صريحاً كعادته,لايجادل ,يقول مايعتقده صحيحاً نافعاً لمواجهة الإرهاب!
أمّا السيّدة هيلاري كلينتون (الأقرب للمسلمين) فقد ندّدت بسياسات حكومات دول إسلاميّة بعينها ,ساهمت في التمويل العالمي لآيدلوجيّة التطرّف(الإسلامي) .ذكرت بالتحديد السعودية والكويت وقطر !
بل ذهبت أبعد من ذلك فشرحت خطتها (في حال فوزها بالرئاسة) لمكافحة التهديد الجهادي ,ليس فقط خارج أمريكا بل في الداخل أيضاً .تقصد الذئاب المنفردة (التي تنهل من نفس المصدر في الواقع) .ولاحظ جميع مستمعيها كيف أنّها لم تهتم للتسمية (الجهادية المتشددة أم الإسلاميّة المتشددة كما فعل ترامب) ,وقالت إنّ الأمرَ سيّان عندها ,التسمية ليست هي المشكلة!
***
الخلاصة :
جريمة فرنسا يوم الإثنين 13 يونيو التي إرتكبها (العروسي عبدالله) في ضاحية (مانت لاجولي) قرب پاريس .الذي قتل شرطيّاً وصديقته طعناً بالسكين وصوّر جريمته (ولا أفهم كيف نجا الطفل ذي الـ 3 سنوات من تلك المذبحة) ,جاءت بعد يوم واحد من جريمة أورلاندو في أمريكا !
الملاحَظ أنّ كلا القاتلين أعلنا بيعتهما لداعش (أو الدولة الإسلامية)!
لماذا في ظنّكم تزداد مثل تلك الجرائم في شهر رمضان بالذات ؟
ببساطة لأنّ مشايخ الإسلام عموماً (والسلفيّين منهم خصوصاً) يخبروهم بأنّ الفضل والأجر والثواب (لقتل الأبرياء) يتضاعف في هذا الشهر!
فحتى (المثلي) عمر متين فَكّر ربّما بغسل ذنوبه ومضاعفة أجره !
على أيّة حال :لو فازت السيّدة هيلاري كلينتون فسوف تكون المرّة الأولى التي تصل فيها سيّدة الى سدّة الرئاسة لأقوى دولة في العالم!
نعم هي متساهلة ومتسامحة ومتعاطفة مع عامة المُسلمين ,لكنّها تراقب حكومات الدول الإسلامية الراعية للإرهاب وسوف يأتي يوم الحساب!
ولو فاز السيّد دونالد ترامب بالرئاسة ,فسيكون أوضح وأصرح رجل (حتى أكثر من جورج دبليو بوش) يحمل لواء محاربة الإرهاب والتطرّف
لكن في جميع الأحوال ستبقى مشكلة عامة المُسلمين المتمثلة في الكراهيّة المُتجذرة في نفوسهم تجاه أمريكا (والغرب عموماً),سائدة في الأقوال والأفعال رغم حاجتهم ولجوئهم وهجرتهم الى هناك ليحصلوا على الحُريّة والعدالة والمساواة والرفاهيّة التي حرموا منها في بلدانهم!
تلك الكراهيّة ليست لكون أمريكا عدوّة الشعوب أو أنّها الشيطان الأكبر كما يتغنى قادة ومشايخ المسلمين طيلة الوقت.
إنّما لكونها الدولة الأعظم التي ظهرت على ظهر هذا الكوكب الأزرق!
لكونها رائدة الحريّة والليبراليّة والعولمة والتقدّم الإقتصادي والصناعي وتكنلوجيا الإتصالات والمعلومات في هذا العالم !
فالمسلون حسب عقيدتهم وثقافتهم التي يعتبرونها الحقّ المُبين يكرهون مَن هو أفضل منهم ,يعتبرونه عدواً صريحاً يجب مقاتلته عند المقدرة .
خصوصاً أذا كان طريقه العمَل والعِلم والمعرفة ,عكس طريقهم التقاعس والجهل والخرافات والنوم في العسل!
***
الروابط :
الرابط الأول / هيلاري كلينتون
http://www.france24.com
الرابط الثاني / دونالد ترامب
http://www.france24.com

تحياتي لكم
رعد الحافظ
15 يونيو 2016

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.