مُروجي الصهيونيّة‎

رعد الحافظ

ألا لعنةُ الله على الصهيونيّة ومُروجيها
ألفُ كلمةٍ ومُصطلح ستظهر كبدائل , لولا توّفر مفردة الصهيونيّة .
سايكس بيكو , أخذ من عمرنا دهراً ولم يزل البعض يذكرونه كعُذر رئيس لتخلفنا العربي / من العهد الأموي , الى العصر الصدامي القذافي الأسدي .. الى الربيع العربي اليوم , وحكم الإخوان المُسلمين .
ولو شئتم الدقة , لولا السيّدين سايكس و بيكو لتقسمت بلادنا الى أضعاف ما قسّموه هم .
كما نشاهد اليوم جلياً مايحدث في العراق والسودان وأماكن اُخرى .
لاحظوا أيضاً أنّ الأوربيين لايقومون بالتقسيم بقصد التآمر ولغرض إضعاف المقسوم  , وإلاّ كانوا سيرفضون تقسيم يوغسلافيا الى ست دول .
وبما أنّ سايكس بيكو , لم يكن معروفاً في ظلمات تأريخنا , لكن بدله كانت / الحروب الصليبيّة مثلاً , وقبلها / الإسرائيليات وكعب الأحبار .
دائماً كانت هناك شمّاعة جاهزة لتعليق بؤسنا وتخلفنا وإخفاقاتنا عليها .
المروّجون لهذهِ الشماعات , هم المقصودين في عنوان مقالي هذا .
بينما العقلانيين الساعين لنهضة بلادهم , لا تتوقف الحياة عندهم بظهور الصهيونيّة أو مرادفاتها .
نعم , فنحنُ لا نروّج للصهيونيّة كما يدعوّن , بل نتجاهل وجودها إنْ كانت مازالت على قيد الحياة . لأنّ الحياة في عُرفنا يجب أن تستمر !
لاتقولوا  لي الآن / تجاهل الحقائق , لا يغيّر الواقع .
نعم , لكنّي أتحدّث عن تجاهل شيء غير موجود على أرض الواقع أصلاً
قبل فترة كان حوار ( التخوين ) يدور حول فائض القيمة . قالوا لنا أنتم ثمّة إمبرياليون لأنكم تناقشون / جدوى فائض القيمة .
واليوم تدور الإتهامات حول الصهيونية . فيقولون لنا أنتم صهاينة عندما تطالبون بالحياة والسلام للجميع
نسألهم / لكن مساحة فلسطين التأريخية أقل من 27 ألف كم مربع , بينما مساحة الدول العربيّة أكثر من 14 مليون كم مربع . ولو شئتم الدقّة ( ثانيةً ) فهي 14.291.469 كم مربع .
وبقسمة الرقمين ( أنا أحبّ القسمة والرياضيات ) , ستجدون نسبة فلسطين من العرب واحد على 530 / هل تُصدّقون ؟ يا للهول إبن أبي الهول !
يعني أقل من نسبة الحمصة في قَدر كبير ( أيام عاشوراء ) .
راجعوا بأنفسكم بعض الارقام من الرابط التالي
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=23340fa8c2a1f946
*******************
أتوّقع مستقبلاً , بعد ملل ( القوم ) من عبارة الصهيونيّة . أو عندما يتأكد لهم عدم فاعليتها في جلب المؤيدين .
سيكتبون ربّما عن الماسونيّة . ولَم لا ؟ فهي مدموغة ببعض أسماء اليهود حسب ظنّي .
وشدّوا راسكم يا كرعين ( في الشلّة ) وإبحثوا منذُ الآن عن الماسونية وجذورها / وهل يمكن أن تقبل أمثالنا من أصله ؟
فحسب علمي , أقلّ ماسوني فيهم , كان رئيس وزراء سابق ( بمستوى تشرشل ) أو رئيس شركة عملاقة . . ما علينا
في حياة كلّ الاُمم والشعوب ظهرت مُعطلاّت الحياة والنهضة , لكنّهم لم يتوقفوا عندها الى الأبد .
منذُ الإسكندر المقدوني الذي إجتاح العالم القديم بجيوشهِ , الى هتلر ونازيتهِ , وموسليني وفاشيتهِ , وصدّام وبعثيتهِ , وبن لادن وقاعدتهِ
لم تتوقف الحياة , ولا توّقف التطوّر , على هذا الكوكب الأزرق .
لماذا علينا أن نستكين اليوم لما يقولهُ المثبطين للعزائم والهمم في بلادنا , فنقعد عن العلم والعمل , بحجّة وجود الصهيونية ؟
لو كانت المؤامرة موجودة في هذا الخصوص , فهي من هؤلاء الذين يروجون للصهيونيّة ويعتبرونها نهاية المطاف .
هل سبب تخلّف دولة المغرب مقارنةً بفرنسا سببه الصهيونيّة ؟ لماذا تونس إذن ناهضة نسبياً عنها وهي بنفس الظروف تقريباً ؟
الفرق بين تونس والمغرب / ليس سوى فترة (بو رقيبة ) العلمانيّة .
والفارق بين الهند والباكستان / ليس سوى التطرّف في الديانات .
والفارق بين إسرائيل والضفة الغربية / ليس سوى ثقافة العمل والعلم والبحث العلمي .
والفارق بين كوريا الجنوبية وجارتها الشماليّة / ليس سوى الأيدولوجيا الحزبيّة المقيتة .
والفارق بين الولايات المتحدة وروسيا / ليس سوى الديمقراطية وحقوق الإنسان .
تذكروا حكم المحكمة ( البوتينيّة ) الأخير على الروسيات الثلاث في قضية ( بوسي رايوت ) وغنائهنّ في الكنيسة / يعني هو خايف على الكنيسة ؟
نعم جميع الشعوب تحّب الحياة والسلام .
لكنّنا نخدع أنفسنا لو قلنا جميعها تملك نفس الفلسفة والثقافة وحبّ العمل مثلاً .
لماذا حياة الناس بسيطة الى تلك الدرجة في اليمن وهي أصل العرب ؟
ألم تمّر بها حضارات الشرق والغرب ؟ منذُ بلقيس وحضرموت الى يومنا ؟
ألا تملك ساحل بحري طويل, يكفيها خيراً لو شاء الناس ؟
يعني لازم النفط حتى تنهض الدولة ؟ و ماذا فعل النفط لإنسان الخليج والسعودية ؟
هل تظنوه ( بالعموم ) فعلاً ناهضاً ؟ أم مستهلكاً لحضارة ومنتجات الآخرين , ولا عنهم ليل نهار ؟
لكن لو إتحدّ النفط مع فكر الإنسان المتطوّر مع تلك المساحات الشاسعة في دولنا البائسة , لأملَ الجميع بالنهوض , ربّما الى مستوى أوربا .
ولن تنفع يومها , ألف صهيونية لتعطيل تلك النهضة المأمولة .
**********
الخلاصة
لا أحد مُحايد , ناهيك عن ( إنساني ) , يُنكر حق الفلسطينيين في أرضهم
لكن من جهة اُخرى / هل الصهيونيّة تمنع اليوم , السعودية من الإستثمار في الصومال وغزّة وسيناء والسودان بمليارات الدولارات ؟
لتقيم نهضة صناعية زراعية عمرانية بشريّة , هناك ؟
لن أتفاجأ لو سمعتُ وشاهدتُ المخونين يزدادون إصراراً كلّ يوم رغم أن الحقائق على الأرض تناقضهم .
وربّما سيجيبني أحدهم بما يلي / لا نُريد العمل وكلّ خير الدُنيا لو كان سيُنسينا أرضنا في فلسطين .
و من قال لكم إنسوا فلسطين ؟
لكنّها طريقة وفلسفة حياة إختاروها بكامل وعيهم ومشيئتهم , فهنيئاً لهم !

و تحياتي لكم

رعد الحافظ
18 / 08 / 2012

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.