مليون دولار… للصحوة الانسانية

مليون دولار… للصحوة الانسانية
عبدالله حبه – موسكو
خصص رجل الاعمال الروسي الارمني الاصل روبين فاردانيان مبلغ مليون دولار كجائزة تمنح سنويا لكل من يعرض نفسه للخطر لكي يصون حياة الآخرين أو لمن يدعم القضايا الانسانية بالرغم من الصعوبات التي تواجهه. واطلقت على هذه المبادرة عنوان
“100LIVES “.
وقد فكرت بأننا في العراق اليوم من احوج الناس في العالم أجمع الى مثل الدعم الانساني. وحبذا لو قام احد رجال الاعمال العراقيين الذين هربوا اموالهم الطائلة الى خارج البلاد بتخصيص جائزة مماثلة لمن ينقذ الايزيديين والمسيحيين والاشوريين العراقيين اليوم من خطر الابادة التامة في العراق كما جرت ابادة الارمن في تركيا.

massacararminianothman

مجزرة التنكيل العرقي بالأرمن من قبل الدولة العثمانية

لقد أعادتتي مبادرة رجل الاعمال الارمني ذكرى مآثر الارمن وخدماتهم الى الثقافة والعلوم في العراق بعد أن لجأوا إليه هرباً من مجازر السلطة العثمانية التي هلك فيها 1,5 مليون شخص أرمني في عام 1915، وتمر في هذه الايام الذكرى المئوية لها. وقد احتضنهم الشعب العراقي وقدم لهم المساعدة واستقر

اللاجئون الأرمن في بغداد عام 1918

اللاجئون الأرمن في بغداد عام 1918

بياتريس اوهانسيان

بياتريس اوهانسيان

بهم المقام في صفوفه واصبحوا جزءا من ابناء البلاد . فما اكثر ما استمتعنا بأمسيات الموسيقى الكلاسيكية التي كانت تحييها في قاعة الشعب عازفة البيانو الفذة بياتريس اوهانسيان وشقيقتها سيتا وشقيقها ارشان وعازف الكمان وارتان مانوكيان .
كما كنا نتمتع بحفلات فرقة كورال الشبيبة الارمنية في نادي الارمن في بغداد التي قدمت صنفا جديدا من الفن لم يعرفه مجتمعنا. وفي المسرح برز الفنان المسرحي والسينمائي البارز كارلو هارتيون وشقيقته نورا التي اعتلت مسرح معهد الفنون الجميلة لأول مرة في مسرحية ” شهرزاد ” لتوفيق الحكيم في عام 1956. إضافة إلى الفنانة المسرحية آزادوهي صموئليان التي أعتلت خشبة المسرح وقدمت آدواراً مسرحية عديدة في فرقة المسرح الحديث وفي فرق عراقية أخرى. وجرى ذلك في ظروف كانت التقاليد تمنع صعود المرأة على خشبة المسرح. وبهذا كانت هذه الفنانة العراقية الأرمنية الأصل في طليعة الفتيات العراقيات اللواتي تحدين تلك التقاليد. كما تحضر في ذاكرتي شخصية صديق صباي الفنان التشكيلي ارداشيس كاكافيان ولوحاته الرائعة والمصور الفوتوغرافي ارشاك. وفي الواقع ان فضائل الجالية الارمنية في العراق لا تعد ولا تحصى في مجال الثقافة والعلوم وفي الحركة الوطنية والنسائية التي شارك فيها العديد من الشخصيات الارمنية.

كارلو هاريتون

كارلو هاريتون

 نورا هاريتون- مارغريت العبودي- سعاد حبه

نورا هاريتون- مارغريت العبودي- سعاد حبه

آزادوهي صموئيليان الفنان أرداشيس كاكافيان لريشة عبدالله حبه

آزادوهي صموئيليان الفنان أرداشيس كاكافيان لريشة عبدالله حبه

آزادوهي صموئيليان

آزادوهي صموئيليان

ان مبادرة
100 LIVES
في منح الجائزة التي تحمل اسم
Aurora Prize
قد ارتبطت بإسم اورورا مارديجانيان الطفلة الارمنية التي شهدت فظائع ارتكبها افراد ينسبون انفسهم الى البشر لكنهم اكثر وحشية من وحوش الغاب. انهم اسلاف “داعش” ومن لف لفهم من العصابات التي استغلت الاسلام والاسلام منها براء لتحقيق اهداف وضيعة لا انسانية. إن اسم اورورا كان يرمز الى الفجر عند الرومان القدامى. وقد كرست هذه الفتاة حياتها لاحقا لأعمال الاغاثة الانسانية.
وسيتم فتح الترشيح لنيل الجائزة على الانترنت في يونيو القادم بغية تحديد الاشخاص الذين تنطبق عليهم معايير الجائزة. وستقرر اللجنة الخاصة المشكلة لهذا الغرض اسم المرشح الفائز بالجائزة. وسيجري حفل تقديم الجائزة في ابريل عام 2016 في العاصمة الارمنية يريفان.

About عبدالله حبه

ولد عبدالله محمد حسن حبه في بغداد وفي محلة صبابيغ الآل عام 1936. انهى الدراسة الابتدائية في المدرسة الجعفرية والمتوسطة في مدرسة الرصافة المتوسطة في السنك والثانوية في الاعدادية المركزية. وانهى الدراسة الجامعية في كلية الآداب فرع اللغة الانجليزية. أنهى معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل. وحصل على بعثة لدراسة الدكتوراه في الاتحاد السوفييتي ونال الشهادة من معهد غيتيس للتمثيل في منتصف الستينيات. في بداية مشواره الفني مارس الرسم لعدة سنوات، إلى جانب كتابته للقصة. وأصدر مع صديقه القاص منير عبد الأمير مجموعة قصصية تحت عنوان "الحصان الأخضر" في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. عمل في الصحافة الفنية وتحديداً في مجلة السينما التي كان يصدرها الفنان كاميران حسني في الخمسينيات من القرن الماضي. ثم انتقل للعمل في المجال المسرحي، وفي البداية مع الفنان جعفر السعدي ثم الفنان جاسم العبودي ثم انتسب الى فرقة المسرح الحديث قبل سفره الى الاتحاد السوفييتي عام 1960. شارك في التمثيل في الجامعة وفي اخراج عدد من المسرحيات في كليان بغداد، كما شارك في التمثيل في عدد من المسرحيات وفي تصميم الديكورات والمكياج للفرق التي عمل معها في تلك الفترة. ومنذ منتصف الستينيات توجه للترجمة من اللغة الروسية في موسكو،وترجم للعديد من فطاحل الأدب الروسي الكلاسيكيين والمعاصرين. عمل في وكالة تاس في موسكو وفي عدد من الصحف الصادرة ياللغة العربية في موسكو وفي عدد من البلدان العربية، ثم عمل لفترة في تلفزيو روسيا باللغة العربية، وعاد الآن للعمل في وكالة تاس.
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.