ملينا الصبر يارب

اللهم بجاه حبيبك محمد ان تلهم القادة العرب الفطنة والذكاء الكافي ليتخرجوا من دورة محو الامية التي مازالت منعقدة منذ عشرات السنين.
تعاقب على التدريس في هذه الدورات العديد من الاختصاصيين وقيل ان البعض منهم انتحر غضبا والبعض الاخر اصابه مس.
وقالت تقارير الطب الشرعي ان سبب انتحار البعض هو مستوى تفكير هؤلاء القادة الذي وصل ليس الى مستوى الحضيض وانما اسفل منه بدرجات،فقد حصلوا جميعهم على درجات متشابهة في المواد التالية:
الحساب:1 من 10
التاريخ: صفر للمرة الألف
الجغرافية:2 من 10
بقية المواد:اصفار باصفار.
اللهم نستجير بك منهم ولانريد سوى توقفهم من السخرية علينا وعلى عقولنا.
حين صاح المرحوم القذافي “من زنكة الى زنكة” مات شر ميتة لايرضاها حتى اكثر الناس قسوة.
وهاهو الان السيد الضرغان عمر البشير يفتك بشعبه لانهم تظاهروا ضد رفع الدعم على اسعار الوقود.
خرج السودانيون منذ ايام في ثلاث محافظات يطالبون بدعم اسعار الوقود وتحسين مستوى المعيشة، وبدلا من ان يخرج عليهم رئيسهم “المنتخب”ليوعدهم خيرا بعث كلابه اليهم ليقتلوا اكثر من 140 متظاهرا حتى كتابة هذه السطور.
اما كلبه الكبير”وزير الداخلية” فقد وصف المتظاهرين ب(اللصوص) وقال بحقهم ماقاله القذافي ووزير داخليته من قبل بحق الشعب الليبي.
وفرطت المسبحة في العوراق العظيم وانتقلت حباتها الى مصر وسوريا وتونس وجاء الان دور السودان.
لماذا لايقرا هؤلاء دروس التاريخ، آه عفوا نسيت انهم مازالوا في دورة محو الامية.
اتعلمون ان معظم الاجتماعات العربية تعرضت للتاجيل او الالغاء الا اجتماعات وزراء الداخلية العرب فقد استمرت بالانعقاد رغم كل الخلافات العميقة بين هذه الدول.
ولكن كل ذلك لم ينفع، فهاهو الدور قادم على السودان مادام عمر البشير لم يتخرج بعد من دورة محو الامية ويكرر نفس الاخطاء القاتلة التي ارتكبها السابقون.
ولعله يذكر ثورة طلاب جامعة الخرطوم التي ادت الى هروب جعفر نميري الى مصر.
ونفس مافعله وزراء الداخلية العرب في نهش اجساد المعارضين والمحتجين يفعل كلبه الغبي وزير الداخلية ويعتقد انه سيسلم من طوفان المد “الاخونجي الوهابي” بالتعاون مع الأم الرؤوم.
لو يقرأ هذا الوزير كم وزير داخلية عربي تم اغتياله لما قال الذي قاله بحق مواطنيه.
ولكن ماذا نفعل مع الاغبياء الذين استلموا السلطة لأنهم يعرفون كيف ينبحون لحماية سادتهم.
دورك قادم يابشير ولاتنفع ان تصيح “زنكة،زنكة”.
الى اللقاء في مصر.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.