ملعون داعش هو السبب في البطالة

بكل فخر واعتزاز قال محافظ بغداد علي التميمي امس ان هناك مليونا ونصف مليون عاطل في بغداد وحدها.
بعد ذلك باقل من ساعتين رمى نائب محافظ البنك المركزي الكرة الى فريق الخصم قائلا :ان غالبية المقاولين المحليين لايملكون الكفاءة المطلوبة”.
التصريحان مترابطان مع بعضهما، فالمحافظ يعتقد ان سبب البطالة هو في استقطاع 300 مليار دينار من موازنة المحافظة لهذا العام (لانعرف لحد الان ماهو السر في ذلك) والذي اثّر على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية”.
وحتى اذا افترضنا وجود نية لتنفيذ مشاريع جديدة فسيقفز نائب محافظ البنك المركزي ليقول ماقاله من عدم كفاءة المقاولين المحليين.
وهكذا نعود الى المربع الاول حيث العروس تريد غرفة نوم خشبية والخشب عند النجار والنجار “مضيع” القفل ونسخة منه عند الحداد والحداد موفد الى خارج العوراق العظيم.
لاندري بعد ذلك اين تصرف هذه الميزانية وهل هناك من شريف يقول لنا لماذا وجود هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل في بغداد وحدها؟.
موازنة العراق لهذا العام تعدت حاجز ال”125″ مليار دولار،وبعيدا عن صرف اكثر من نصفها على التسليح لمحاربة “داعش”، فان البقية من هذه الدولارات هي مصروف جيب للشباب وايداع بعضها لأيام التقاعد او رواتب المجاهدين.
البطالة تخلق الفقر،هذا امر بديهي، والفقر يخلق الانتفاضة فقد قالوا قديما الفقير لايخسر الا قيده حين يثور،فهل يرتدع من له رادع ام ان الامر متروك للمقادير كما غنى المرحوم المغني المصري محمد رشدي.
هذا الرادع لايغيب عن السيد المحافظ حين قال في نفس المناسبة ان “المحافظة وضعت خطة لمحاربة الفقر في مدينة بغداد بالتعاون مع الجهات المسؤولة”.
ولاندري كيف يريد المخافظ،وهو حسن النية طبعا، ان يحارب الفقر وهو الذي يعتبر ان”موازنة المحافظة تعتبر قليلة وغير كافية لخدمة كافة مناطق بغداد التي تحتاج إلى بنى تحتية ومشاريع جديدة”
رجعنا الى اسطوانة”البنى التحتية” التي تعزف دائما لطمية “صعوبة تنفيذ المشاريع الخدمية الجديدة”.
ولأن المحافظ لاعب سلة محترم فقد رمى الكرة الى فريق السلطة اذ قال”ان عبثيات الحكام وعدم وجود اياد امينة وفقدان العدالة في توزيع ثروات البلد جعل المواطن العراقي لا ينتفع من تلك الثروات و”العراق بحاجة الى ثورة اقتصادية كبيرة وفقا لخطة علمية مدروسة ذات اهداف محددة وهي متوقفة على محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.
ياسلام على هذا الكلام الذي شنّف آذاننا منذ عقد من الزمان حتى بتنا وكأنه “طبخة” بدون ملح.
وحين سمع السيد النائب هذا الكلام قال:أن “المشكلة الإنمائية في العراق تتركز في مشكلة التنفيذ بشكل صحيح، وهذا ما اعلنته وزارة التخطيط بأن هناك ستة آلاف مشروع لم ينفذ خلال السبع سنوات الاخيرة.
ياحبيبي، 6آلاف مشروع لم ينفذ خلال ال 7 سنوات الماضية.
بصراحة ربنا،كم من المليارات “شطفها” المعنيون من هذه المشاريع الورقية.
فاصل سيء النية رقم 1: هل رأيتم الكرسي الذي جلس عليه امبراطور اليابان اثناء استقباله للامير سلمان بن عبد العزيز، تمعنوا جيدا وسترون الفرق في الكرسي الذي جلس عليه وزير خارجية العراق وهو يستقبل لافاروف.
خمطوا شكو وراكم.
فاصل عوازة:قدم الى اوكلاند عاصمة نيوزيلندا التجارية قبل ايام وفد من السفارة العراقية في استراليا لأنجاز معاملات الجالية العراقية.
رائع جدا، ولكن هل من المعقول ان يظهر اعضاء السفارة بملابس لاتلبس الا في العش الزوجي ، الاول يلبس قاط اسود وحذاء رياضي ثمنه لايتجاوز دولارين استرالي والثاني يضع علكة في فمه ويلبس “تي شيرت” من النوع الذي لايلبس حتى في البيت مع حذاء ابيض رياضي الموديل يستعمل في ملاعب الدرجة الخامسة وكان الاولى بالجمعية الثقافية النيوزيلندية التي استضافت الوفد ان تبادر الى اظهار حسن الضيافة بتقديم الماء البارد لكبار السن والشاي والقهوة لمن يرغب.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.