مصر ترسم مُستقبل العرب

ثلاثونَ يوماً مرّت على الثورة المصرية التصحيحية .

ثورة 30 يونيو 2013 التي أزاحت خلال بضعة أيام نظام الجماعة الباغية . تلك التي قامت بأحمق الأعمال وأسخفها خلال عام كامل لتُعيد مصر وشعبها في جميع مجالات الحياة لعصور ما قبل التأريخ .

إنّها الثورة الأرقى والأكبر ( 30 مليون مشارك ) بين ثورات العالم المُعاصر .

والمكمّلة لمسيرة ثورة 25 يناير 2011 , التي أزاحت الطاغية العسكري وأبناءهِ (وكانت بمليونيّ مواطن مصري فقط ) .

وأخيراً حقّ لي بالزهو قليلاً لما كتبتُ يوماً عن شعب مصر النبيل .

عندما توّقعتُ (مثل باقي العقلانيين) ,أنّ ثورات الربيع العربي على الطُغاة العسكر , لابُّد وأن تتبعها بوقتٍ قصير ثورات جديدة على البغاة من الإسلامويين تجّار الدين , الذين إمتطوا ثورات الشباب العربي , ليجعلوها حصان طروادة يدخلون عبرها الى الحياة العامة لشعوبنا , فيدمروها تدميرا .

وتلك الثورات على البغاة , هي التي ستضعنا على أوّل الطريق للإلتحاق بركب العالم المتحضّر والمتطوّر !

********

مَنْ مثلَ الإخوان , يمكنهُ الإساءة للإسلام ؟

كلّ عمل وقول شائن يخطر أو لا يخطر على بال بشر فعلوه وقالوه .

هكذا كشف الإخوان المتأسلمين في مصر عن وجوههم الكالحة وحقيقة تخلّفهم وغدرهم بانت واضحة .

من إحتمائهم بالنساء والأطفال ( كما يفعل الجبناء عادةً ) .

الى رمي الشباب المُعارض لهم من على سطوح البنايات .

الى محاكمة وتعذيب وقتل بعض المشاركين معهم والمغرّر بهم من البسطاء ,عندما يحاولون الإنسحاب .

الى دخول وخروج قيادات الإخوان لساحة الإعتصام بملابس المنقبّات

الى أخيراً محاولة خروج تلك القيادات من (رابعة العدوية والنهضة ) بواسطة توابيت , اُعدّت للتمويه على جمهورهم ذاته , والشرطة .

هل يكفي هذا لإيضاح صورتهم الجميلة ؟

وهل بقيّ من الأخلاق شيئاً يدّعوه ؟

**************

ملاحظة : سأنسخ جزء من مقال لي كتبته يوم إنتصار الثورة المصرية الأولى في 11 فبراير 2011 وكان بعنوان : مبروك حبيبتي مصر ! وسأضع رابط المقال لمن يشاء .

مطلوب منكم الآن رغم فرحتكم الغامرة العامرة .. الهدوء والسلام !

مصر أمّكم الوفيّة تحتاج أياديكم البيضاء , فلا تخيبوا آمالها فيكم .

لاتتركوا الفاسدين يستغلون اللحظة فيندسوا في صفوفكم .

حذاري من الإخوان المُسلمين !

حذاري من مغيري جلودهم حسب الطلب .

حذاري من المؤدلجين الذين يحاربون طواحين الهواء من العالم الحرّ الذي وقف بكل ثقلهِ وإعلامهِ مع ثورتكم البيضاء وحذّر النظام من الإستهتار بدمائكم .

إجعلوها ثورة مصرية , لا شرقية ولا غربية , ولا إسلامية .. بل علمانية ليبرالية تقدميّة !

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245556

***************

الخلاصة

المفاجئة والعبقرية المصريّة في 30 يونيو ,تكمن هاهنا :

شعبٌ يتمّرد ( ويُعلن موعد تمرّدهِ قبل 3 أشهر ) على رئيسهِ الإسلامي المُنتخب ( محمد مرسي ) , الذي أخّلَ بوعدهِ وحنثَ بقسمهِ و تصرّف خلال عام كامل كرئيس لحزبهِ وجماعتهِ من دون باقي المصريين .

وجيشٌ (وقائدهِ ) يستجيب لصوت الشعب الصارخ ويقف الى جانب الملايين الهادرة , عندما لا يُذعن الرئيس لمطالبها ويتجاهلها كلياً .

لشعب مصر النبيل الأصيل أقول : ستقطفون ثمار تضحياتكم قريباً .

الغدُ سيكون لكم , وها أنتم تعودون كسابق عهدكم الى موقع الطليعة والريادة , لتشعوّن حضارة وعلماً وفنّاً وأدباً على شعوب المنطقة المقتفية لآثاركم .

فلا الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة من جهة , ولا الأعداء الخارجيين والداخليين (الصغار) من جهة اُخرى , ولا الجنّ الأزرق نفسه قادر على ليّ إرادتكم !

ولإخوانجية مصر الذين مازالوا يقرقعون بطبول الحرب وخطب وعّاظ الكفارات,عليهم إستغلال الفرصة السانحة لعودتهم الى جادة الحقّ والصواب ,أقول لهم ما قالهُ (( فريدريك نيتشه )) :

لا راعٍ ولا حفّار قبور اُريد أن أكون

هذهِ آخر مرّة أتحدّث فيها الى ميّت !

تحياتي لكم

رعد الحافظ

30 يوليو 2013

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.