مشاهد مضحكة تبعث على البكاء

المشهد الاول:
شوهد احد النواب مطرقا برأسه الى الارض ويبدو غارقا في التفكير حتى النخاع بينما اعضاء البرطمان الاخرين دخلوا في نقاشات حادة حول العراقيل التي سيسببها الغاء تقاعدهم.
دنا احد المقربين من هذا النائب اليه وسأله بود خالص:
شنو القضية ابو محمود اشوفك اليوم مو على بعضك.
النائب: خليني بحالي الله يخليك.
أي عيني فهمني ممكن اساعدك.
اكو نملة واكو نمل بس اريد اعرف ماأسم مذكر النمل؟.
….
اكو حمامة واكو حمام اريد اعرف ماأسم مذكر الحمامة؟.
رد عليه صاحبه:اعتقد ان الافضل ان اشارك في نقاشات الشباب حول تقاعدنا بدلا من ان اصغي اليك.
المشهد الثاني:
فكر وزير الاسكان العراقي طويلا في اشكالية كانت تؤرقه وهي غيابه الطويل عن مسايرة ركب المسؤولين في الظهور على الفضائيات حتى باتوا نجوما اكثر شهرة من نانسي عجرم وهيفاء وهبي، واستقر رايه اخيرا على التحدث عن الوضع الامني في البلاد وليكن مايكون.
قال: محمد صاحب الدراجي “أن الوضع الأمني في البلاد “أكثر استقراراً” منه في لبنان وتركيا.
كانت فعلا مفخخة لم يسلم منها اولئك الذين مروا من امامه .
خوية دراجي،تركيا شهدت خلال الشهر الماضي تظاهرات ضد رئيس الوزراء اردوغان وهي حالة طبيعية تحدث في ارقى دول العالم ولم نسمع ان انتحاريا فجر نفسه في ساحة الميدان وسط اسطنبول كما لم نسمع ان سلفيا دخل الى حفلة عرس والقى عبوة ناسفة .
اذن اين وجه المقارنة يا اخينا الدراجي.
والامر نفسه في لبنان فالتفجيرات التي حدثت مؤخرا معروف من يقف ورائها.انها بايجاز جهود دولية لزعزعة امن الجنوب لغرض في نفس يعقوب.
اما في العراق ياأخينا الدراجي فالسيل بلغ الزبى والناس تموت يوميا بالجملة وبدون سبب.
ولاندري لماذا لم تذكر سوريا الغارقة الان بالدماء عدا تشريد اكثر من مليوني مواطن في الصحراء؟ هل تخاف من الملامة ام انك …!.
وياليتك نوقفت عند هذا الحد فقد تعديت على حقوق وزارة الصحة حين قلت: أن عدد ضحايا مرض السرطان فيه “يفوق كثيراً” الذين يتوفون من جراء العمليات الإرهابية.
عجيب امرك ايها الدراجي، في العراق استشهد لحد الان اكثر من مليوني عراقي وعدد الاصابات بالسرطان،حسب احصاءات وزارة الصحة، لاتتجاوز نصف مليون.
فاين وجه المقارنة ياوزير الاسكان والاعمار؟.
ثم هل انت وزير اسكان ام وزير صحة ام وزير امني؟.
اذا كنت تغار من “ربعك” من الظهور على الفضائيات وتريد تقليدهم فعلى الاقل تحدث الى البشر عن مشاريع وزارتك التي يعلم الله وحده كم رصدت للاسكان وكم للاعمار وكم راحت دولارات اولاد الملحة الى جيوب من يهمه الامر.
ومازلت ترمي مفخخاتك على الناس حين قلت في تصريحات صحفية :برغم محاولات الآلة الإعلامية للدول الأخرى أن تظهر العراق بنحو مغاير في الوقت الذي تقل فيه خسائر العمليات الإرهابية عن الضحايا الذين يسقطون في كل من لاغوس ومدينة ريو دي جانيرو البرازيلية”.
هاي شلون دبرتها يادراجي، لو انت غشيم لو تعتقد الناس غشمة مثلسكان المنطقة الخضراء.
بشرفكم يا شباب هل سمعتم بضحايا في هاتين المدينتين مؤخرا؟.
ولم تكتف بذلك بل رميت عبوة ناسفة وقوية حين قلت “إن مؤتمر دبي للاسكان الذي سيستمر لمدة يومين، ينعقد لمناقشة الواقع العمراني في العراق وسبل النهوض به من خلال جذب المستثمرين وكبريات الشركات العالمية ومناقشة الفرص الاستثمارية في مجال الاعمار والبناء والبنى التحتية، والعمل على جعل العراق سوقاً استثمارية كبرى للشركات العربية والعالمية من خلال جذب الشركات العالمية والتسويق للعراق كسوق كبيرة وواعدة في مجال الاستثمار والبناء”.
استحلفك بالله كم ساعة قضيت في البيت الزوجي وانت تحاول ان تحفظ هذه الكليشة؟.
عمي دراجي أي شركة بناء مجنونة تجي تستثمر في العراق وهو “متروس” عبوات ومفخخات من شماله الى جنوبه.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.