مستعمرة الصين : أمريكيه وشيوعيه‎

رغم أنك تسمع بإسم الصين وتظنها دولة تحت حكومة واحده , إلا أن الحقيقة غير هذا , فقد حكمت البرتغال مكاو ( 300 مليون نسمه ) مدة 442 سنه ولم تعدها الى الصين إلا عام 1999 , أما بريطانيا فقد حكمت هونك كونك حوالي 150 سنه ولم تعدها الى الصين إلا عام 1997 . وإضافة الى البرتغاليين والبريطانيين كانت هناك مقاطعات تحكمها اليابان , روسيا , ايطاليا . المانيا , فرنسا أخرجوا منها أما بالحرب العالمية الأولى أو الثانيه نتيجة تدمير هذه الدول .

إحتاجت الولايات المتحده الى جهود جبارة ومضنيه للإستئثار بالصين , وغيرت خطتها أكثر من مره , فقد بدأت بنشر نفوذها في الصين عبر المسيحيه , لكنها أثناء الحرب العالمية الأولى حين نجحت في السيطرة على روسيا بواسطة الماركسية البلشفيه , حملت نفس ( الكليشة ) الى الصين وطبقتها فيها , فكانت الماركسية الماويه رغم أن الولايات المتحدة الأمريكيه لم تتخل عن حلفائها المسيحيين الصينيين … وكما سنرى .

كانت العاصمه بيجين تحكم من قبل سلاله ( جرچان ) حين وقع فيها تمرد عام 1644 فانتحر الإمبراطور بسبب التمرد عندها قام الجرچان بالتحالف مع قائد سلالة ( منگ ) من أجل إعادة السيطره على بيجين التي أصبحت الان عاصمة لسلالة المنگ .

حين ضعفت قوة هذه الدوله حاولت بريطانيا أن تفرض عليها تجارة الأفيون التي عارضتها الصين مما أوقع حرب الأفيون الأولى عام 1840 .

عام 1842 تنازلت الصين الى بريطانيا عن حكم هونك كونك بموجب ( معاهدة نان كنگ ) التي عدها الصينيون وغيرهم من القوى المتواجده في الصين ( معاهدة غير منصفه ) لأن بريطانيا فرضت فيها أن لا يتم تصدير أو استيراد أي مادة من الموانيء الصينية إلا بعلمها وموافقتها وبعد دفع التعريفة الكمركية عليها .

لم يحل عام 1844 إلا وكانت الولايات المتحدة الأمريكيه قد أجبرت الصينيين على توقيع ( معاهدة وانگاي ) معها حيث فرضت عليهم عدم محاكمة أي أمريكي ومهما كانت التهمه الموجهه له ولا يتم ذلك إلا من قبل ضباط القنصلية الأمريكيه , وإصلاح التعريفات الكمركيه على التجارة في الموانيء , وأخذت منهم حقها في شراء الأراضي في الموانيء لبناء الكنائس والمستشفيات , والحق في تعلم اللغة الصينية الذي تحرمه حكومة الصين على الإجانب , كما أقرت الولايات المتحده حقها في تعديل بنود هذه الإتفاقيه بعد 12 سنه .

من أجل أن تهيأ الولايات المتحده الأمريكيه الأجواء لمزيد من التنازلات في التعديل المقبل .. هل تذكرون الثورة الأوربيه الشعبيه التي وقعت في فرنسا وعمت منها الى كل اوربا عام 1848 ؟

( نفس كليشة ) هذه الحرب وقعت في الصين بين عامي 1851 – 1864 قتل فيها ما لا يقل عن عشرين مليون إنسان .

ووسط كارثة هذه الحرب وقعت حرب أخرى متزامنة معها هي حرب الأفيون الثانيه 1856 – 1860 بنهايتها تم توقيع ( معاهدة تيانجن ) التي نصت في أهم بنودها على ما يلي :

# الولايات المتحده الأمريكيه وفرنسا وروسيا وبريطانيا لهن الحق في فتح مفوضيات في بيجين حيث كان ذلك ممنوعاً .

# افتتاح 11 ميناء جديد للتجاره .

# وسفن هذه الدول التجاريه والحربيه لها حرية التنقل في نهر اليانغستي .

# حق رعايا هذا الدول بالسفر والتنقل داخل الصين لأغراض التجارة والتبشير .

# تدفع الصين الى كل من فرنسا وبريطانيا 2 مليون تايل من الفضه وتعوض تجار بريطانيا بدفع 3 مليون تايل من الفضه . إضافة الى استخدام العديد من الكلمات في المعاهدة بشكل غامض حيث هناك خلط واضح بين كلمتي ( تسويه ) و ( إمتياز ) فالتسويه معناها قطعة أرض مؤجره الى جهة أجنبيه لمدة طويله دون سيطرة سياسيه بينما ( الإمتياز ) يعني الإيجار مع حق السيطرة السياسه على الأرض والشعب الذي على تلك الأرض عن طريق تمثيل قنصلي , مما دفع الى تفسير المعاهدة حسب هوى المحتل .

وسًّعت الولايات المتحده الأمريكيه أسطولها البحري وأسست لها إمبراطوريه تجاريه مع الصين رغم انها لم تحكم أية قطعة أرض في كل مساحة الصين وحتى حين دعتها بريطانيا الى تسلم مقاطعه في شنغهاي البريطانيه إلا انها رفضت ذلك … لأن النظام الإستعماري الأمريكي يربط الدول بمعاهدات تبقي الأمريكان خارجاً رغم أنهم متغلغلون الى كل دقيقة في الداخل , عكس النظم الإستعمارية القديمه .

عام 1868 نجحت الولايات المتحده الأمريكيه في الحصول على موافقة الحكومة الصينية في وضع الحماية الأمريكيه على كامل التراب الصيني في ( معاهدة بورلنگام ) مقابل أن تسمح الولايات المتحده للصين بوضع قناصل في الموانيء الأمريكيه يعاملون بنفس الإحترام الذي يعامل به قناصل بريطانيا وروسيا , والسماح بالحرية الدينية لجالية كلا البلدين في البلد الآخر , ومنح الجنسية الأمريكيه للصينيين المهاجرين ( عام 1882 أوقف الأمريكان العمل بحق التجنس ) ..

هل سمعتم بمن يرضى وضع كامل أرض بلاده تحت الحمايه من أجل إبتعاث قنصل أو من أجل حرية دينيه الى كم صيني يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكيه !!! ؟

الآن صار للأمريكان حق الحمايه على كامل التراب الصيني .. لذا بدأ التهيؤ لطرد بقية الشركاء في الغنيمة تباعاً . ولهذا كثرت حركات التمرد والعصيان داخل الصين بشكل غير طبيعي من أجل جعل نهار الحكومات الأجنبية الموجودة فيها نهارا لا يطاق يعكر صفوه امراء الحرب الذين لا يهدأ قتالهم .

الجيش الإمبراطوري هزم هزيمتين منكرتين على التوالي في الحرب الصينية الفرنسيه 1883- 1885 عندما تم دفعه لقتال الفرنسيين وإخراجهم من الصين , والحرب الصينية اليابانيه الأولى 1894- 1895 .

ما بين الأعوام 1898 وحتى عام 1908 كان الإمبراطور الصيني ( جوان جكسو ) يفهم ما يدور حوله لهذا أراد أن يتماشى مع الأمريكان في سياستهم حتى لا تنفجر عنده الأوضاع فوقع عليه انقلاب بريطاني على ( الكليشه البريطانيه التي كررتها بريطانيا عدة مرات في العالم ) فقد وضعته الإمبراطوره ( سيزي ) تحت الحجر بتهمة اختلال قواه العقليه , ولأن النساء لا يحكمن في الصين إلا من خلال رجل ضعيف فقد بحثت عن الطفل ( بويا ) وهو ابن ( إبن عمها ) وعينته ولياً للعهد , يوم جلوسه على العرش كان عمره سنتان وعشرة أشهر .

الأمريكان خلال هذه الفتره كانوا يخططون للسيطرة على الصين من خلال الدين لهذا بدأوا بنشر المسيحية فيها .

طفل عمره عشر سنوات يدعى ( سُن يات سِن ) ينحدر من عائلة فلاحية فقيره كان طموحاً بما فيه الكفايه ليهرب عام 1876 من قريته ويسافر الى هونك كونك , وفيها يدخل الى مقر البعثة التبشيرية الأمريكيه ويعلن تنصره فيتم تعميده مسيحياُ ثم يعطى دروساً في الطب ليمنح بعد ذلك رخصة التبشيرية لممارسة الطب .

عام 1895 قام هذا الفتى بإنقلاب فاشل ضد الحكم الإمبراطوري أدى لإعدام عدد من رفاقه أما هو فقد هرب الى الولايات المتحده الأمريكيه وكندا واليابان .

في العام 1911 ( بمساعدة الأمريكان طبعاً ) قام ضابط كبير في الجيش الإمبراطوري بإسقاط الحكم الإمبراطوري , وتمت الإطاحة بالعائلة الحاكمه لينتخب ( سُن يات سِن ) أول رئيس لجمهورية الصين عام 1912 رغم أنه لم يكن يعلم شيئاً عن الإنقلاب وساعة وقوعه كان خارج البلد .

قام على الفور بتأسيس الحزب الوطني ( القومندان ) ونشر مبادئه الإجتماعيه وهي : القوميه , والديمقراطيه , وتحسين حياة الشعب .

أما عن نظرته لحركة المجتمع فقد فسرها في ثلاث خطوات هي : مرحلة الحرب العسكريه , مرحلة الإصلاحات , مرحلة الحياة الديمقراطيه .

بريطانيا لم تقف مكتوفة اليدين أمام ما يحصل فقد مدت يدها الى القائد العام للجيش في حكومة الجمهوريه الجديده , فتجاهل الرجل الكثير من التعليمات والقرارات وختمها بإعلان نفسه إمبراطوراً جديداً للبلاد مما سبب نكسة الحكومة الجمهوريه .

من ناحية ثانيه فقد تم إعادة تنصيب الإمبراطور المخلوع بويا في إحدى المقاطعات الشماليه عام 1917 من قبل أحد أمراء الحرب مدة 12 يوم فقط وبعد تعرض مقره للقصف لجأ الى السفارة اليابانية في بيجين ليبقى فيها مدة عام ونصف على أمل توفر فرصة لإعادته من جديد الى عرشه القديم , وفي العام 1925 غادرها الى ( فيللا الحديقة الهادئه ) في الحي الياباني في تيانجين ليبقى فيها حتى عام 1931 وهو العام الذي تم ترحيله فيه الى مقاطعة منشوريا الصينيه حيث بالتعاون بين البريطانيين واليابانيين تم تنصيبه إمبراطوراً للمرة الثالثه في حياته على الإمبراطوريه المنشوريه ( مانشينكو ) وقد حاول الصينيون اختطافه لكنهم لم يتمكنوا من اختراق دفاعات اليابانيين .

ألمانيا كانت تحكم مقاطعة ( شان تونگ ) الصينيه , والولايات المتحده الأمريكيه قلنا أن لديها حق كامل الحمايه على جميع التراب الصيني منذ عام 1868 لذلك أمدت الجيش البريطاني ب 140 ألف مقاتل صيني أثناء الحرب العالمية الأولى مقابل طرد ألمانيا من شان تونگ , وتم أرسالهم الى الجبهة الفرنسية الألمانيه .

بسبب الصراع البريطاني الأمريكي الحاد خلال الحرب العالمية الأولى لشق التحالف الروسي البريطاني في أوربا . لهذا أصرت بريطانيا خلال التوقيع على معاهدة فرساي 1919 على إعطاء مقاطعة شان تونگ الى اليابان وعدم إرجاعها الى الصين ( بما يعني ضمناً الى الولايات المتحدة الأمريكيه ) وهذا ما دفع الأمريكان الى تنظيم ( حركة الرابع من مايس ) التي كانت مصممة خصيصاً ضد الوجود البريطاني في الصين .

بعد نجاح ثورة أكتوبر الإشتراكيه في روسيا قام لنين بتأسيس الأمميه الثالثه – الكومنترن عام 1919 واستمرت هذه الأمميه حتى عام 1943- على أنقاض الأممية الثانيه التي إنحلت بسبب الحرب العالمية الأولى عام 1916 .

في نفس العام 1919 تأسس الحزب الشيوعي الأمريكي وكان ماركسياً لنينياً , وفي العام 1920 تأسس الحزب الشيوعي الفرنسي من نفس الشيوعيين الفرنسين الذين كانوا ينتظمون في الأممية الثانيه المنحله وكان ماركسيا لنينياً ايضا … ولكن كيف يوصل الأمريكان الماركسية الى الصين بأقصى سرعة ممكنه لأن أوضاعها لا تحتمل التأخير لتقف بوجه بريطانيا في الصين كما وقفت في أوربا ؟

ماوتسي تونغ في طفولته كان طفلا عنيداً مشاكساً دائم الشجار مع والده ولا يقبل العمل في الحقل , لذلك ما أن بلغ 13 من العمر حتى قام والده بتزويجه الى فتاة أكبر منه تبلغ حوالي العشرين من العمر لكي تهتم هي بشؤونه على شرط أن يعمل في الحقل , وكانت هذه عادة متبعه في الصين .. بعد الزواج صار ماو يتعارك مع والده وزوجته بشكل شبه يومي مما دفعه الى هجر القريه والذهاب الى مدينة ( چنچا ) حيث انتسب الى إحدى مدارسها الثانويه .

بعد التخرج 1918 وجد عملاً في مكتبة احدى الكليات ونشأت صداقه سريعه بينه وبين البروفيسور يانغ الذي له قصة بديعه مع الماركسيه , فمن أجل استقطاب الطلبه الآسيويين للدراسة في فرنسا لتلقينهم الماركسيه لكي يعودوا الى بلدانهم لقيادة الحركات الثورية فيها , كانت الجهه الداعمه للمشروع قد فتحت مدارس داخل بلدان آسيا لتعليم الطلبه دروساً في الفرنسيه وتلقينهم بعض المعلومات المهمه التي يجب أن يعرفونها عن الحياة والدراسه في فرنسا .

حين كان الطلبه يصلون فرنسا كانت نفس الجهه الداعمه للمشروع تمنحهم عملاً يستطيعون الإنفاق منه على دراستهم ومعيشتهم وكانت هناك إدارات من أشخاص آسيويين يقومون بإستقبال الطلبه لتوطينهم على الحياة الجديده وإرشادهم منذ أول وصولهم الى أماكن التجمعات الماركسيه .

البروفيسور يانغ عاش عدة سنوات في باريس مديراً لواحد من مقرات استقبال الطلبه ولخبرته في التعامل مع هذا الموضوع فقد أعيد الى الجامعة في الصين ليجمع نخبة ممتازة من الطلبه ويعمل على إرسالهم في اسرع وقت .

نشأت علاقه ممتازه بين ماو والبروفيسور أدت الى زواج ماو من إبنة البروفيسور , ورغم أن ماو وفي كل أدبياته يقلل من شأن السفر الى الخارج للدراسه ويعتقد أن التعليم الذاتي أكثر أهميه .. إلا أنه سافر الى فرنسا 12 آذار 1919 وبقي فيها حتى عام 1921 ولكن ليس من أجل الدراسه ولكن لتلقي منهاج في الماركسيه والقيادة والقتال , وحالما عاد الى الصين كان واحداً من مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني وهو حزب ماركسي لنيني .

لأجل تكريس ماو قائداً قام بنشر كتابه ( مذكرات من جامعة هونان عن دراستي الذاتيه ) وبعد فترة قصيرة من ذلك نشر اعلاناً عن فتح مدرسه سماها ( كلية التعليم الذاتي ) استخدم بعض أبنية جمعية شوانشان لفتح هذه المدرسه ومن المحتمل أنه كان يوزع بعض المساعدات على الطلبة المحتاجين أو يوفر فرص للعمل لهذا تجمعت حوله أعداداً من الطلبه وأصبحوا أداة لنشر الماركسية في الصين .

الآن لدينا في الصين الولايات المتحده الأمريكيه تبسط كامل نفوذها على الصين منذ عام 1868 ونجحت مؤخراً بتشكيل حزبين صينيين كبيرين الأول هو حزب القومندان الذي وصلت زعامته الى ( شان كاي شيك ) بعد وفاة ( سُن يات سِن ) , والحزب الشيوعي الصيني بزعامة ماوتسي تونغ يقف الى جانبه ( شو إنلاي ) .

كيف يستعمل الأمريكان هذين الحزبين : لطرد بريطانيا وبقية الدول صاحبة النفوذ عن أرض الصين ؟ وهزم أمراء الحرب الذين قويت شكيمتهم بسبب ضعف الدوله ؟ ودحر اليابان العدو اللدود لمصالح الولايات المتحده في الباسفيك ؟ والحيلولة المطلقه دون عودة أي شكل من أشكال النفوذ الأجنبي الى الصين مستقبلاً ؟

لم يكن الحل غير إستعمال سياسة الأرض المحروقه وذلك بإشعال قتال دامي بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب القومندان استمر منذ عام 1927 حتى عام 1950 وراح ضحيته 50 مليون إنسان .

بمعايير حقوق الإنسان فإن ماوتسي تونغ مجرم حرب غير اعتيادي كان يعطي تعليماته المباشره ضد خصومه السياسيين بقطع أثداء نسائهم واحراق أعضائهن التناسليه .

وكان يشرف بنفسه على تصميم عمليات تعذيب مبتكره ويعطيها اسماء خاصه مثل ( ضفدع يشرب ماء ) أو ( راكب في سياره ) أو ( راكب في طياره ) أو ( مؤخرة القرد ) وقد راح ضحية هذه الجرائم 186 ألف إنسان .

أما الإعدامات بالجمله فقد كانت شيئأً مألوفاً جداً , وفي النهايه وبعد أن شاع الرعب الى أقصاه في الصين سمح ماو لمن تتعقبهم قواته بالإنتحار , وكانت عمليات انتحار واسعة النطاق حتى قيل أن الناس كانت تخاف السير الى جانب البنايات العاليه مخافة أن يسقط عليها منتحر .

حين وصل خبر هذه الحكايه الى ماو علّق على ذلك بقوله : إياكم أن تنقذوا منتحراً .. لدينا الكثير من البشر في الصين ولن يهمنا شيء اذا إنتحر عدد منهم .

دون الدخول في التفاصيل اشتعلت الحرب بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب القومندان منذ نيسان 1927 حتى كانون الأول 1936 .

اشتعلت الحرب الصينية اليابانيه على شكل قتال متقطع قادته الولايات المتحدة الأمريكيه بجيش صيني ومتطوعين من الإتحاد السوفييتي عام 1931 على الحدود الصينية المنغولية البورميه .

قاد ماوتسي تونغ وشو إنلاي المسيره الكبرى ضد حزب القومندان ايلول 1934 حتى ايلول 1935 .

إشتد قتال الحرب الصينية اليابانيه بضراوه منذ العام 1937 وحتى عام 1945 .

عاد حزب القومندان الى قتال الحزب الشيوعي منذ كانون الثاني 1941 حتى تموز 1945 .

إندحرت اليابان في الحرب العالمية الثانيه عام 1945 وكان عليها أن تسلم كل مستعمراتها الى دول الحلفاء , فتسلمت الولايات المتحدة الأمريكيه جزيرة فرموزا الصينية التي كانت محتله من قبل اليابان , عندها قامت بنقل حكومة ( جمهورية الصين ) الى هذه الجزيره والتي يمثلها حزب القومندان و( شان كاي شك ) الذي تسلم الحكم من ( سُن يات سِن ) أول رئيس لجمهورية الصين .

وبقي الحزب الشيوعي على بر الصين وكان عليه أن يقوم بالجولة الأخيرة من الحرب الأهلية التي استمرت منذ عام 1946 حتى عام 1950 والتي سميت بحرب التحرير وأثناءها كان قد تم إعلان ( جمهورية الصين الشعبيه ) بزعامة ماوتسي تونغ على بر الصين 1949_ والفائده والضرورة القصوى للمصلحة الأمريكيه في وجود حزب ماركسي _ لينيني على بر الصين , لأن البلشفيه لا تتحالف ولا تتعايش مع أي شكل من أشكال البرجوازيه .

وبإعتبار أن فرموزا هي أرض صينيه وأن الحزبين الشيوعي والقومندان هما حزبان صينيان والقضية بأجمعها مرجعيتها أمريكيه لهذا لم توقع بينهما هدنه منذ ذلك الوقت , مع فارق أن مقعد جمهورية الصين ( فرموزا ) قد سحب منها عام 1971 ومنح الى حكومة بر الصين الشيوعيه لسبب بسيط واحد .. هو الدور الدولي الذي سيلقى على الصين الشيوعيه خلال المرحلة المقبله ولذلك فهي محتاجة بموجبه الى الإعتراف الدولي , ومنذ ذلك الحين صارت جمهورية الصين تدعى تايوان في حين هي الى حد اليوم أسمها الرسمي هو جمهورية الصين .

الفيلسوف الأمريكي من أصل ياباني فرنسيس فوكوياما في كتابه ( نهاية التاريخ ) نص على أن السياسة الأمريكية ستعمل على محاربة الإسلام ومن بعده البوذيه , وها نحن فيها الحرب الأمريكية على الإسلام بنشر الطائفية والرجعية الدينية وتدمير بلدان الشرق الأوسط وستنتهي هذه الحرب بعد فترة قد تطول أو تقصر .

غير أن هذا لا يجوز أن يشغلنا عن الإنتباه الى الإعداد للحرب على البوذية كما سمها فوكوياما , فالقانون الذي ينظم العلاقه بين تايوان والولايات المتحدة الأمريكيه والذ تم توقيعه عام 1979 يعطي الحق الى الحكومة الأمريكية بتسليح وتدرب الجيش التايواني ولهذا قامت حكومة الرئيس باراك اوباما في كانون ثاني 1910 بتسليح الجيش التايواني بما قيمته 6,4 مليار دولار من المعدات العسكريه بسبب تصاعد حدة الصراع بين تايوان والصين حول العبور البحري عبر المضيق الواقع بينهما , وهو تأسيس لحرب لا تدري متى وكيف ستقع لتنفيذ غايات المرحلة المقبلة من السياسة الأمريكيه حول العالم .

في الموضوع المقبل سنلتقي للحديث عن أهمية تواجد الأمريكان في البلقان من خلال تجربة تيتو وأهمية شق التحالف السوفييتي الصيني اليوغسلافي لأدامة الصراع في مناطق مختلفه من العالم مثل أفغانستان واليمن والصومال والبوليساريو وأميركا اللاتينيه .ميسون البياتي – مفكر حر؟

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.