يفتتح اليوم مزاد القدس، وتسود وفي معظم فضائيات الأسلمة والبداوة والاستعراب و”المقاومة” و(لا تقرفوا)، ومن في حكمها من إعلام التضليل والمخادعة والمماتعة والمجامعة ووسائل الدجل المملوكة لبني معرب هيصة وزنبليطة عما يسمى بـ”القدس” أو “هامقداش” (بيت المقدس) كما كان اسمها السابق قبل الغزو البربري التتري العربي والإسلامي لحضارات المنطقة وتدميرها عن بكرة أمها وأبيها، وذلك بعد القرار التاريخي الجريء وغير المسبوق لأحد معاتية وكراكوزات البيت الأبيض ومجرمي الحروب ونعني الرئيس دونالد طرامب الله، علنا من ذكره أفضل السلام.
ورغم اللغط التاريخي القائم حول الملكية التاريخية للقدس وتشترك في هذه الإشكالية القانونية مع العديد من حواضر المنطقة الكبرى كدمشق التي اغتصبها بنو أمية وادّعوا ملكيتهم وسيادتهم التاريخية عليها من 1400 عام، وكذا الأمر بالنسبة لبغداد العباسية، والقاهرة الفاطمية التي تنسب لمعز الدين الفاطمي التي بناها بعد استقرار الغزاة العرب المسلمين الوثنيين فيها، وأيضا بالنسبة لإستانبول “القسطنطينية” وهي عاصمة الإمبراطورية الرومانية خلال الفترة من 335 – 395 م وعاصمة الدولة البيزنطية من 395 – 1453 م حين فُتحت على يد العثمانيين بعد محاولات عدة في 1410م و 1422م وغيّروا اسمه من القسطنطينية إلى إسلامبول (مدينة الإسلام) أو الأستان بول، ومحوا تراثها المسيحي وسطوا على كاتدرائية آيا سوفيا وحولوها إلى مسجد السلطان أحمد كما سطا الأمويون على كنيسة يوحنا المعمدان التاريخية في دمشق الأموية وصار اسمها مذاك “مسجد بني أمية”(تخيل محتلاً غازياً يحتل بلداً ويقوم أهلها بتكريمه وإطلاق أسماء الغزاة والمحتلين على الشوارع والمدارس والمساجد والتغني بهذا الاحتلال لا بل تقديسه وطلب الرضا للمحتلين ورموزهم).
ومن هنا، وللأمانة والتاريخ، نود أن نوضح موقفاً في غاية الأهمية والخطورة وهو أنه يجب علينا فعلاً أن نقلق ونرتعب ونصاب بالهلع والذعر على مصير القدس ليس بسبب قرار طرامب الله الذي لا قيمة له من الناحية العملية ولكن لأن القوميين والمستعربين والوثنيين والفاشيست الإخوان المفلسين والبعثيين وثعابين حماس الإرهابية “أبطال” الكيماوي في الغوطة ومجرم الحرب الدولي الجزار أردوغان “لص حلب” الشهير ورموز الدعوشة والأخونة والأسلمة والفاشيات الدينية والاستبداديات الذكورية والأنظمة الظلامية البدائية المتوحشة من وزنازين الجلادين وقاطعي رؤوس البشر من طنجة لجاكرتا ورموز الحرب الإرهابية ومؤسسي داعش في الدرعية ومن في حكمهم من “أصحاب” ربيع الجرب الوثني هم من يتنطح اليوم للدفاع عن القدس وطلب وضعها تحت وصايته.
والحقيقة قد لا يكون هناك أي اعتراض من حيث المبدأ على عودة القدس لمن يسمون بالعرب والمسلمين لولا التاريخ الأسود السلطوي والفاشي الدامي لهؤلاء وتجربتهم المريرة الحمقاء في إقامة وإدارة دول الخرافة الإسلامية الكاذبة، وهم أصحاب الإرث الوسخ في الحكم والتحكم برقاب الشعوب، وكيف أصبحت عواصمهم ومدنهم اليوم مسالخ وسجوناً بشرية وحواضن للفقر والقهر والقمل والبعوض والجرب والجوع والمهانة وذل البشر والرثاثة ومستنقعات للإرهاب الدولي واللحى العفنة والجلابيب السوداء والفاقة وتفشي المجاعات والبؤس والإرهاب الدولي والجرائم والفساد والمصائب ومقرات وأكار للمافيات والعصابات والزعران ورموز الاستبداد وهذا ما سيكون عليه الحال فيما لو عادت القدس إلى قبضة هؤلاء وتحت سلطتهم وسطوتهم في أي يوم من الأيام….
إنه الكابوس والهولوكوست والمحرقة التي لا يمكن تخيلها والمرء يرى بأم عينه كيف تحولت غزة-ستان المجاورة إلى مسلخ بشري وسجن ومعتقل كبير وبؤرة للإرهاب الدولي وإجرام رجال العصابات الوثنية البدوية المتأسلمة المنظم حيث تمارس أبشع أشكال القمع والاستبداد الديني والقهر والنحر والتعذيب ومطاردة الشرفاء والمتنورين الأحرار ومصادرة الآراء والاعتقال العشوائي التعسفي وحكم قوانين الطوارئ والفاشية والاضطهاد والتكفير والذكورية والتمييز العنصري ضد المرأة والأقليات الدينية وإقامة نظام الذبح والتعذيب والصلب الرسمي الشرعي الفاشي الظالم المعروف بـ”حدود الله” ضد البشر وأصبحت هذه الغزة-ستان سكنى للفارين من العدالة الدولية والمنتج الأول للمجرمين الدواعش القتلة وعاصمة لثعابين التأسلم والأخونة الحمساويين قتلة الشعب السوري الذين صدّروا الموت والانتحاريين التكفيريين لعموم الأرض السورية “الثورة” وكما فعل أشقاؤهم من دواعش “ثوار” السعودية وتركيا ومصر وتونس والمغرب وليبيا بسوريا وووو ولا غرابة أن هؤلاء واشباههم هم من يتنطحون اليوم لعودة القدس لسيادة الدواعش العرب والمسلمين وكيف ستصبح القدس تماما كغزة-ستان السليبة الجريحة والمحتلة من عصابات برابرة حماس وستشكل حتماً رافداً من روافد الإرهاب الدولي الرئيسي.
ومن هنا لا أريد هذا المصير الأسود والكابوس المرعب لهذه المدينة التاريخية الجميلة الوادعة التي يجب أن تكون رمزاً للتعايش بين الديانات والأجناس وليست ملكية حصربة للبدو الوثنيين الغزاة القتلة التكفيريين ويجب أن توضع هذه المدينة التي تشترك في قدسيتها ورمزيتها الدينية مع عدة ديانات تحت وصاية دولية تضمن للجميع عدالة متساوية ومن دون الدخول في اللغط والجدل التاريخي البيزنطي والعبثي لتابعيتها وملكيتها والتعامل معها كواقع قائم
“De Facto.”
ألا يحق لنا والحال أن نرتعب ونخاف فيما لو عادت القدس لسطوة هؤلاء الزعران البلطجية التجار والعصابات دواعش التأسلم والبداوة والاستعراب؟
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
مقال رايييع