(مذكرات عريف 6 ) ” السجن “‎

 ” السجن “

عندما رحلت بالناقلة لمديرية السجون شعرت بمرارة غريبة .. لماذا أنا؟ هل يوجد عسكرى غيرى يتنقل مثل المومس من حضن الى حضن؟ و من وراء ذلك؟!

امام باب السجن لبرهة و هُنَيئة فكرت فى الهروب و كان شعورى بأنى انا المسجون!

ففى اول يوم شعرت فعلاً انا المسجون و رأيت ماذا يحل بالإنسان عندما يسجن بسبب فعل او مكيدة او غباء او تجنى و اكثرهم فقراء, و هذه ملاحظة خطيرة و قلت لماذا فقراء؟ إذن الغنى يستطع الإفلات فالمال عصب الحياة..

فى الأسبوع علمت بأن المساجين انواع منهم المذنب و منهم من دخل السجن نيابة عن <<مذنب احدهم>> و منهم من لُفِق له التهمة و منهم غبى جداً جداً و منهم من الجوع الجنسى ضحايا الاغتصاب, اعنى مُنَفذى الاغتصاب وكانت المعاملة تختلف حسب الجريمة, فمنهم جرائم شرف و انا ابن عشيرة و كنت اهتم بهم و يخرجون فى اشهر معدودة و هنا اثيرت فى مخى افكار المدنية .. هل يجوز القتل من اجل الشرف؟ و لأول مرة فكرت و قلت نعم و لكن الشرف هو ليس المرأة فقط و هذا ما تعلمته فى السجن.

كذلك استغلال رجال الأمن للسجناء فى غسل الملابس و تنظيف الأمكنة و الحلاقة , و الأكل و الشرب و امور اخجل ان اذكرها … و هى تحدث بين ألمساجين . 

كذلك انها الحياة المتوحشة للإنسان و لكونى انسان اتعلم يومياً فتفكيرى يتقلب بين فكرى القديم و الفكر الجديد و قلت الأفضل قطع يد السارق بدلاً من جحيم السجون و بعد قلت, لا انها مأساة و هكذا كنت فى دوامة يومية حتى حدث حريق فى السجن و كنت احد المحروقين و نقلت الى المستشفى لمدة شهر.

يتبع

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.