مدير مدرسة ابتدائية مو بس ادب -سز- بل تربية -سز-

محمد الرديني

بأسمي شخصيا وبأسم جميع اعضاء نقابة “البطرانين” ذات المسؤولية المحدودة نتقدم بخالص الشكر والعرفان الى اولاد الملحة بمناسبة ظهور،ليس المنتظر طبعا، مدير مدرسة ابتدائية ادب “سز” والعزاء كل العزاء الى الزعيم الشاب مقتدى الصدر بعد ان خان بهاء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار الامانة ونكث بالوعد ان الوعد كان موقوتا.
في منتصف ليلة امس استيقظ احد اولاد الملحة على صوت “بطته” القادم من جهاز الحاسوب كما يسميه العراقيون وهي اشارة لوصول ايميل مهم جدا.
نهض هذا الولد على مضض وفتح الجهاز ثم فتح الايميل الجديد ليرى العجب العجاب.
مدير مدرسة ابتدائية اوقف طلاب وطالبات مدرسته في طابور وهو يمسك عصا غليظة ويشير لواحد تلو الآخر ليتقدم ويضربه ضربيتن الاولى في باطن يده والثانية على اصابعه من الامام.
كانوا اكثر من 40 طالبا وطالبة يحيطهم اعضاء الهيئة التدريسية المحجبين والمحجبات.
وكل طالب يأخذ حصته من الضرب يهرول نحو باب القاعة الرئيسي ماشيا كالروبوت لايعرف ماذا جناه وأي خطأ ارتكبه.
وعملا بما اشار علينا ابو فراس الحمداني حين قال :اذا متّ ظمآن فلا نزل القطر، فقد ارسلته الى معظم اولاد الملحة مرفقا برسالة تلفونية بضرورة الاستيقاظ ورؤية هذا المربي الادب”سز”.
لانريد ان نكون مثل اليابان، حاشا لله، فنحن خير امة اخرجت للناس ولانريد ان نكون مثل فلندا الذين خصصوا مدّرسة علم نفس في كل مدرسة مهمتها فحص اجساد الطلاب في طابور الصبح خوفا من تعرضهم للاذى او الضرب.
وحدث مرة ان رأت احدى الخبيرات في هذا البلد الكافر ندبات صغيرة في جسم احدهم وحين سألته تبين ان اباه ضربه وهو في حالة سكر شديد.
وتعال خلًص الاب من هذه “الطلابة” فقد جاءت الشرطة المختصة واخذت الطفل ليسكن في سكن خاص مخصص للرعاية الاجتماعية وقدمت الاب الى القضاء ليسجن 4 أشهر مع حرمانه من رؤية ابنه لمدة 6 أشهر وغرامة 3 آلاف دولار امريكي.
لانريد ان نصل ،اكرر حاشا لله، الى هذه المرحلة فنحن نؤمن بان الضرب خير علاج في التربية الحديثة، وكلما كان الضرب مبرحا فان الولد او البنت سيستقيم لهما الامر ويرتاح المربي من مشاكل كثيرة.
يبدو ان مدير هذه المدرسة الابتدائية وهي في بغداد العاصمة قد شبع ضربا من ابيه حتى صاح “الداد” وحين كبر قليلا ومات اباه رعاه عمه وكانت العصا تحط على جسمه بقوة 3 او 4 مرات في الاسبوع وفي المرحلة الاخيرة من الثانوية صفعه مدرس الرياضة ب”راجدي” حين رآه يدخن في الساحة المدرسية وربما لم يتخرج بعد من معهد المعلمين لأنه كان يبكي ويشتهي الضرب بعد ان ادمن عليه ولكنه وجد ضالته في زوجته، فهو يتعمد التأخر بالعودة الى البيت مساءا حيث سيجدها واقفة عند “عتبة” الباب ماسكة عصا غليظة تهوى بها على رأسه دون سؤال او جواب اما اذا سلّم راتبه ناقصا فستكون العصا الاغلظ خير دواء له يليها استجواب عن الدنانير المفقودة واين صرفها.
هذا المدير “الارعن” ،وهي اقل كلمة مؤدبة تطلق في حقه، استطاع بعد ان اصبح مديرا بتطويل لحيته ووضع الزبيبة على “كصته” ان يمارس نفس ما مارسوه معه ولايهم بعد ذلك ماذا يقول القوم عنه.
وحتى لا تتهموني بالجرم العشوائي اليكم هذا الرابط.

لم ينم اولاد الملحة ليلة امس فبعد طامة هذا المدير اللااخلاقية جاء خبر عاجل باتهام بهاء الاعرجي رئيس كتلة الاحرار النيابية التابعة للتيار الصدري بالتورط في عمليات غسيل اموال في مزاد البنك المركزي
حلو…!
اولاد الملحة لايريدون من الزعيم الشاب الا ان يتخذ الاجراء المناسب ولا يصير مثل سعادة رئيس الوزراء “لايحل ولا يربط”.
الاتهام جاء على لسان النائب البرطماني المستقل كاظم الصيادي الذي قال امس” النتائج التي توصلت لها اللجنة المكلفة بمتابعة عمل البنك المركزي أشارت الى وجود فساد في عمليات بيع العملة الصعبة والتعاملات الداخلية وعلاقة البنك المركزي مع عدد من النواب منهم النواب [جواد الشهيلي ,طلال الزوبعي, بهاء الاعرجي، جمال الكربولي, عدي عواد , ومها الدوري] المتورطين مع البنوك الأهلية ومكاتب الصيرفة وحوالات وهمية لاستيراد مواد وأصناف تجارية وصناعية، إضافة إلى عدم وضوح آليات تدقيق في عمليات غسيل الأموال بالبنك المركزي والمصارف الأهلية والمتورطين بقضية البنك المركزي استغلوا قضية البطاقة التموينية وصفقات عقود التسليح للتطبيل والتباكي على مقدرات الشعب العراقي للفت الأنظار عما قاموا به من سرقة للمال العام”
ولم يفت الحجاج نوري المالكي ان يقول في هذه المناسبة” رؤوساً كبيرة ستسقط بقضية البنك المركزي لأن محافظ البنك المركزي يرفض إعلامنا بأي شيء، وهو من يضع السياسة النقدية ويقوم ببيع الدولارات
وكعادته استغفل المالكي الناس حين قال ان “المعترضين من مجلس النواب والسياسيين وأئمة الجمعة في البلاد لا يعرفون حقائق قضية البنك المركزي .
طيب ياسعادة دولة رئيس الوزراء، اروح لك فدوى ممكن اتفهمنة حتى ما نسقط بالمحظور.. لعد احنا ليش انتخبناك،موحتى تحافظ على اموالنا ولا الكرسي نسّاك كل شي؟.
ويبدو ان زعيم التيار الصدري قد اوجز كارثة الاقتصاد العراقي حين اتهم الحكومة العراقية بتدخلها في عمل البنك المركزي من دون وجهة حق مما يهدد ذلك انهيار اقتصاد البلد وهو الان على حافة الانهيار لاسيما بعد تدخلات رئاسة الوزراء بعمل البنك المركزي العراقي بغير حق ولا هدى ولا كتاب منير ” .
حبوبي شنو يعني كتاب منير؟.  تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.