محمد والصعاليك

الناصر لعماري: الحوار المتمدن

من هم الصعاليك؟

الصعاليك هم المجرمون والطائشون الذين خلعتهم قبائلهم (الخلعاء). الخليع سمي به لأنه خلعته عشيرته، وتبرؤوا منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء (تاج العروس الجزء 18 صفحة 92)

الخلع بالمناداة عادة في الحج او سوق عكاظ إنما خلعنا فلاناً، فلا نأخذ أحداً بجناية تجنى عليه، ولا نؤخذ بجناياته التي يجنيها.

وقد عُرف الصعاليك بالذؤبان وب “ذؤبان العرب” ونقرأ في تاج العروس “ذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون ويتصعلكون، لانهم كالذئاب” (تاج العروس الجزء الاول، صفحة 248 تحت ذأب)

وبين الصعاليك قوم من “الغربان” “غربان العرب”، وأغربة العرب سودانهم. شبهوا بالأغربة في لونهم، وسرى اليهم السواد من أمهاتهم. تصعلكوا لازدارء قومهم لهم، ولانتقاص أهلهم شأنهم، وعدم اعتراف آبائهم ببنوتهم لهم، لأنهم أبناء إماء. من أغربة الصعاليك: السُّلَيْك بن السُّلَكَة، وتأبط شراً.

انتشار الصعاليك وخطرهم

§ وقد انتشر الصعاليك في كل موضع من جزيرة العرب، حتى صاروا قوة مرعبة مخوفة، لشدة بأسهم في القتال. المرجع: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، الجزء التاسع صفحة 616.

§ ”وقد كوّن الصعاليك عصابات تنقلت من مكان إلى مكان تسلب المارة و تَغِيرُ على أحياء العرب، لترزق نفسها و من يأوي إليها. أنضم اليها الصعاليك من مختلف القبائل. و لكون أكثر الصعاليك من الشبان الطائشين الخارجين على أعراف قومهم، و من الذين لا يبالون و لا يخشون أحداً، صاروا قوة خشي منها، و حسب لها حسابٌ“. نفس المرجع السابق.

مكة كملجأ للصعاليك بسبب تعاون بعض قريش معهم

§ “وكانت مكة على ما يظهر من أخبار أهل الأخبار، مكاناً آوى اليه ذؤبان العرب وخلعاؤهم وصعاليكهم، حتى كثر عددهم بها، لما وجدوه فيها من حماية ومعونة“. المرجع: د. جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 618

§ الذين كانوا يريدون أن يستخدموا الصعاليك الخلعاء كانوا يأتون لمكة بسبب تواجد كثيرين هناك. فلما أراد “أبو جندَب” الهُذلي، الأخذ بثأر جارين له قتلهما “بنو لِحيان”، قدم مكة، فأخذ جماعة من خلعاء بَكْر وخُزاعَة، وخرج بهم على بني لِحيان، وكان قد “قدم مكة، فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا، فيصيب بهم قومه. المرجع: ( الاغاني 21: 62).

الزبير بن عبد المطلب كان ينزل عنده الفاسقين الصعالكة مثل ابو الطمحان و كان عبد المطلب يجير الصعاليك المخلوعين

§ وأما “أبو الطَّمَحان” القَيْني، فهو “حنظلة بن الشرقي ” من بني كنانة، وكان خليعا فاسقاً، متهتكا، لا يعرف خلقا او أدبا، نازلاً بمكة على الزبير بن عبد المطلب. المرجع: (جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 621)

§ وكان نديما للزبير بن عبد المطلب. المرجع: (ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم 2013).

§ وكان ينزل عليه (اي على الزبير بن عبد المطلب) الخلعاء. المرجع: الاغاني للاصفهاني، الجزء 11، صفحة 125؛ الشعر والشعراء، الجزء الاول، صفحة 304 مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 621.

§ ونزل “مطرود ابن كعب” الخزاعي، في جوار “عبد المطلب”. المرجع: المرزباني، معجم الشعراء، صفحة 282.

استخدام الصعاليك من البعض

§ وهكذا وضع “الصعاليك” أنفسهم في خدمة من يريد استخدامهم لتحقيق أهدافه التي يريدها، مقابل ترضيتهم وإعاشتهم، كما يفعل الجنود المرتزقة هذا اليوم من خدمة الدول الأجنبية، بانضمامهم إلى الفرق الأجنبية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 617.

§ ولما خُلع “امرؤ القيس”، جمع جموعاً من ذؤبان العرب وصعاليكها، وأخذ يَغِير بهم على أحياء العرب. المرجع: (معاهد التنصيص؛ مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 617).

§ ولما غزا “زهير بن جَنَاب” الكلبي، بَكراً وتَغْلِب أخذ “من تجمع له من شِذاذ العرب والقبائل” وغيرهم فغزا بهم. المرجع: (الاغاني، الجزء 21: 96).

انضمام الصعاليك لمحمد في مكة مثل ابو بصير واللحاق به من كل من اسلم من الصعاليك

§ وينفلت منهم أبو جَنْدَل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة. فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش الى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم واخذوا أموالهم. المرجع: صحيح البخاري 3 : 183.

§ لقد تبعوا محمد لأن الاسلام يعطي لهم تكتلا اكبر وحرية في استمرار مماراستهم في سرقة القوافل ونوال السبايا تحت حجة الدين.

§ عروة بن مسعود في صلح الحديبة يتعرف على بعض الصعاليك المسلمين “فرفع عروة رأسه فقال من هذا. قالوا المغيرة ابن شُعبة. فقال اي غُدَرُ. ألستُ أَسعى في غَدْرَتِكَ. وكان المغيرة صَحِب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم”. المرجع: صحيح البخاري 3 : 179 و 180 و 183.

صعاليك صاروا قادة مسلمين

§ لقد أدرجهم محمد في المجتمع الاسلامي ادراجا كليا بلا محاذير أو تحفظات.واستمرعدد كبير منهم في الاسلام الى قطاع طرق يتربصون بالقوافل. وصاروا لاحقا على قدر كبير في الاسلام مثل:

§ سارية بن زَنِيم الدائلي الكناني، الذي أمَّره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين هجرية.”وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية أي لصا كثير الغارة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه“ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم 3036

§ وأبو ذر الغفاري فقد كان من صعاليك الجاهلية, يقطع الطريق ويغير على النوق عند الفجر. المرجع: (الطبقات الكبرى لابن سعد، ج4 ص 162)

§ نلاحظ بان القريشيين قد طعنوا في القران بسبب أن الصعاليك قد دخلوا الاسلام

§ أن القوم طعنوا في صحة القرآن/ وقالوا لو كان خيرا ما سبقنا إليه هؤلاء الصعاليك. المرجع:تفسير الرازي، تعليق على سورة الاحقاف

§ حديث لابي طالب يذكر عن اتباع صعاليك العرب لمحمد: ”كأني أنظر إلى صعاليك العرب… قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت“. المرجع: السهيلي، الروض الانف، الجزء الثاني، صفحة 175.

§ نفور قريش من الصعاليك المسلمين: قالت قريش اطردهم عنك…. فقال رسول الله أبشروا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور يوم القيامة تدخلون قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام. المرجع: البداية والنهاية – ابن كثير، الجزء السابع، صفحة 125.

§ تبشير صعاليك المهاجرين انهم سوف يدخلون الجنة قبل غيرهم.

§ ”فقال رسول اللّه صلعم: “أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التَّامِّ يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يومٍ وذاك خمسمائة سنةٍ“. المرجع: سنن أبي داود، رقم الحديث 3666؛ الهندي، كنز الاعمال، رقم 16576 و 16614 ؛ مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ، للتبريزي، الجزءالاول صفحة 307.

§ تفضيل الصعاليك المجاهدين في سبيل الله على الصدقات الكبيرة.

§ أعَجَبَكُم صدقَةُ ابنِ عَوف، لرَوعَةُ صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سَوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابْنِ عَوف. المرجع: الهندي، كنز الاعمال، رقم 10683.

§ كان يستفتح بصعاليك المهاجرين (اسد الغابة، لابن اثير، الجزء الاول، صفحة 164).

صعاليك جبل تِهامة وضمهم من محمد

§ جبل تِهامة كمركز مهم للصعاليك المجرمين من سائر القبائل.

§ ”كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة“. المرجع: ابن منظور، لسان العرب، تحت جُمّاع.

§ كتابة محمد لصعاليك تهامة: وكتب رسول الله صلعم لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومُزَينة والحَكَم والقارَة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر صلعم وَفَدَ منهم وفد على النبي صلعم فكتب لهم: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر ومولاهم محمد. ومن كان منهم من قبيلة لم يُرَد إليها. وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، وما كان لهم من دين في الناس رُدَّ إليهم. ولا ظلم عليهم ولا عدوان وان لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم”. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الاول، صفحة 155.

تحليل لرسالة محمد لصعالكة جبل تهامة

§ ”ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها“ لم يردهم الى قبائلهم مع انهم مجرمون مطالبون من القانون. ونصب نفسه وليا لهؤلاء الصعاليك.

§ ”وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم“ جعل جرائمهم وسرقاتهم حلالا لهم

§ ”وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم“ وهي ادعاء ان لهم دين في الناس مع انهم سالبو الناس. وهي وقوفه مع الصعاليك ضد القبائل من اجل سلب الناس.

§ ”ولا ظلم عليهم ولا عدوان“ حماهم وأبرأ ذمتهم مع انهم اكبر جماعة خطرة على المجمتع.

§ الرسالة تكشف ترأس محمد على الصعالكة في صيغة تحترم اسلوب حياتهم الصعلوكية ومبادئهم في قتل وسلب الناس.

صفات الصعاليك وتأثيرهم على غزوات محمد

§ فلسفتهم في الادعاء بحقهم في انتزاع أي شيء من مالكه.

§ “والصعاليك حاقدون على مجتمعهم، متمردون عليه… لا يبالون من شيء ولو كان ذلك سلباً ونهباً وقتل أبناء قبيلتهم وعشيرتهم، لأنهم خلعوا منها…وكل ما تقع أعينهم عليه، هو مفيد لهم نافع، ومن حقهم بحكم فقرهم انتزاعه من مالكه، وإن كان مالكه فقيراً معدماً مثلهم، ويرون الخلاص من هذا الذل بالحصول على المال بالقنا وبالسيف، فمن استعمل سيفه نال ما يريد، لا يبالي فيمن سيقع السيف عليه، وإلا عدّ من “العيال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 602.

§ قال “السُّليك”: فلا تصلي بصعلـوك نَـؤوم إذا أمسى يُعد من الـعـيال. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 235 مستشهد من جواد علي، الجزء التاسع.

§ حقهم في سلب الاخرين بسبب بخلهم وأن السبي مدفوع لهم من الله.

§ ولذلك كان صعاليك العرب ولصوصهم وأرباب الغارة منهم يرون أن ما يحوونه من النعم بالغارة، إنما ذلك مال منعت منه الحقوق، فأرسله الله لهم، كما قال عروة الصعاليك: لعلّ انطلاقي في البلاد وبغيتي وشديّ حيازيم المطيّة بالرَّحْـل.

§ سيدفعني يوماً إلى رب هجـمة يدافع عنها بالعقوق وبالبخـل. المرجع: الجمان في تشبيهات القرآن، عبد الله بن الحسين بن ناقيا. المرجع: البغدادي، صفحة 262وما بعدها؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 603.

§ وهي صارت فلسفة اسلامية في الغزوات وهي حقهم في انتزاع أي شيء من مالكيه بحجة انهم مشركون.

فلسفة القتل والفتك بالاخرين

§ القتل عند الصعلوك كشربة ماء: فالحاجة عندهم تبرر الواسطة، وإذا امتنع إنسان على صعلوك وأبى تسليم ما عنده اليه، فهو لا يبالي من قتله، فالقتل ليس بشيء في نظره، منظره مألوف…والصعلوك نفسه لا يدريّ متى يقتل، فلا عجب إذا ما رأى القتل وكأنه شربة ماء. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 604.

§ فمن وجد شخصاً ومعه مال، لا يجد الصعلوك سبباً أخلاقياً يمنعه من قتله للحصول على ماله. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 611و 612.

§ أغار قيس بن الحدادية-صعلوك مشهور- على جموع هوازن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لالصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

§ تركت تأثيرا على غزوات محمد حيث نرى أن القتل كشربة ماء

قساوة الصعاليك وفرحهم عندما يقتلون الأباء ويسلبون ويتركون الآلام في نفوس النساء والأطفال. أليس هذا سر قساوة الإسلام في بدء نشأته.

§ ”نجد الشَّنْفَرَى، يصف غارة ملأت الرعب في قلب من وقعت عليهم، قام بها في ليلة باردة، عاد منها سالماً معافى بغنائم، وهو فرح بما تركه من قتل وسلب وألم في نفوس النساء والأطفال، إذ يقول: فأَيَّمْتُ نِسْواناً وأَيْتمْتُ إِلْدَةً وعُدْتُ كما أَبْدَأْتُ واللَّيْلُ أَلْيَلُ. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 49؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 612.

§ ”ونجد “السُّلَيك” يخرج مع صعلوكين يريدون الغارة، فساروا حتى أتوا بيتاً متطرفاً، ووجد شيخاً غطى وجهه من البرد، وقد أخذته إغفاءة، ومعه إبله ترعى، فأسرع اليه وضربه بسيفه فقتله، ونهبوا إبله، وعادوا بها مسرعين فرحين، قتله دون أن يشعر بوخزة ضمير، لقتله انساناً نائماً طاعناً في السن يرعى إبله… والضرورات تبيح المحظورات.“. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 182؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 613.

§ الصعالكة صاروا لا يبالون بعرف ولا سنة، يقتلون لأتفه الأسباب،…. هذا “عروة بن الورد” و “أبو خراش” الهذلي وغيرهما، نجد فيهم القسوة بل الوحشية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 613.

تمثيل الصعاليك بأجساد الناس

§ كان الشَّنْفَرَى عندما يرمي رجلا يقطع رجله ويرمي عينه. المرجع: الأغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 287.

§ ذاك يذكرنا بتشريع محمد بقطع رجل ويد الإنسان من خلاف و فقع عيون من يعترض عليه. المرجع: المائدة 33.

§ ”سليك يدخل بخبث ليسرق بيت عازل ويقطع رأس شيخ“. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 219.

§ نرى إذا بأن قطع رؤوس الناس هي عادة قد اختص بها الصعاليك. ونرى محمد يتبع نفس الأسلوب في قطع رؤوس الناس كما فعل في قطع رؤوس بني قريظة بعد أن خندق لهم. وايضا أَمْرُه لأتباعه بقطع رأس من يخالفه.

تقسيم الصعاليك نتاج الغزوة

§ عروة بن ورد كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم ويجعل لاصحابه الباقين نصيبه من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة 270.

§ تشبه تصرفات محمد في تقسيم الغنائم على المحاربين وعلى الغائبين.

§ فكرة اخذ زعيم الصعاليك في الغزو الربع او الخمس.

§ حاجز بن عوف أحد زعماء الصعاليك كان عمه يأخذ الربع من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الخامس صفحة 278 وما بعدها.

§ مشابهة مع محمد الذي كان يأخذ الخمس الأنفال 41.

عادة الصعالكة في تأليف عصابات من صعالكة آخرين من العرب والإغارة على قبيلتهم، بسبب مقاومة قبيلتهم لهم

§ قيس بن الحُدادِية خُلع من قومه وهم خُزاعة وجمع صعاليك من العرب يغير عليهم الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

§ تصرُّف محمد بتجميع صعاليك وقبائل أخرى لمهاجمة قبيلته قريش والسماح بالمتعة الجنسية للمحاربين الذين افتتحوا مكة معه، أمر لم يسبق أن حدث في تاريخ العرب. حيث أن كل فرد عربي كان له انتماء شديد لقبيلته. ولكن تصرف محمد هذا لا يوجد نظيره إلا في تصرف الصعاليك في زمانه.

تكتلهم وانتمائهم لبعض وأن أخوة الصنف والحرفة تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة، وهذا ما مهد لاتحادهم في الإسلام

§ ”وهم من عشائر مختلفة، فلا ينتسبون إلى نسب واحد، ونسبهم الوحيد الذي يربط بينهم، هو الصعلكة، والتمرد على المجتمع والتشرد في البوادي والهضاب والجبال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة 620

§ ونجد في شعر شعرائهم إشادة بأخوة “الصنف” و “الحرفة” تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة 203 وما بعدها؛ مسشتهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 621.

§ ذلك سر وراء انتماء المسلمين لبعضهم رغم أنهم ينتمون لقبائل مختلفة، واستعدادهم محاربة قبائلهم وأهلهم، إذ هم معتادون على هذا في حياتهم قبل الاسلام. فأوامر القرآن بمعاداة الناس والأهل وأن يظهروا غلظة نحو أهل بيتهم غير المؤمنين، الأمور التي لا يقبلها العاقلون في أي جيل أو أي شعب، قد وجدت عند هؤلاء الصعاليك قبولا، لأنهم قد مارسوها من قبل.

يفضلون الموت على البقاء في حالة الفقر

فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ

وسائلةٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ ومَن يسألُ الصّعلوك: أينَ مذاهبُهْ

مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضةٌ إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه

المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة 29

الموت ملازم للانسان، ولا مفر منه:

وأنّ المنايا ثَغْرُ كلّ ثنيّةٍ فهل ذاكَ عما يبتغي القومُ مُحصِر؟

وغَبراءَ مَخشيٍّ رَداها، مَخوفةٍ أخوها، بأسبابِ المنايا، مُغَرَّر

المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة 77؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 632

§ وهذا وراء مبايعات الموت وتحبيذ الموت، التي استمثرها محمد في تعميمها على أتباعه. والحروب الانتحارية. إنها ظاهرة خطرة ومضادة للنزعة الانسانية في الرغبة في الحياة التي وضعها الله في كل انسان، ولم يكن لجيل ان يقبلها لو لم توجد جماعات الصعالكة الذين كانت غزواتهم انتحارية.

رغبة الصعاليك إلقاء الرعب في قلوب الناس

§ الحديث عن تأبط شرا – أحد قادة الصعاليك”معنى يفيد أنه يغيرعلى القادم والآيب، يسلبه ويأخذ ما عنده، لا يبالي بشيء إلا بحصوله على غنيمة السلب، وهو إن قابل قافلة، فلم يتمكن منها، يكون قد رضي من فعله بما ألقاه من رعب وذعر في قلوب أصحابها، ويكون قد اشتفى بذلك منها. فهو رجلٍ منتقم، يريد أن يفرج عما ولد في قلبه من غلَ، بأية طريقة كانت”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 644.

§ وفلسفة إلقاء الرعب من محمد في القبائل والمدن هي في توافق مع فلسفة الصعاليك هذه.

§ ”نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ، وَأُحِلَّتْ ليَ المَغانِمُ ولم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي“. المرجع: (صحيح البخاري، كتاب الصلاة، حديث 433).

§ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال 60)

من أهداف غزوات الصعاليك هو الحصول على النساء

§ ومرّ “سُلَيْك” في بعض غزواته ببيت من “خَثْعَم”، أهله خلوف، فرأى فيهم امرأة بضة شابة، فتسّنمها ومضى. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة 648.

§ نجد عروة يأخذ بعض الصعاليك فنزل بهم ما بينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم قتل رجلا وسبى جماله وزوجته. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة 270.

§ قيس بن الحُدَادِية أغارعلى جموع هَوَازِن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة 64.

§ ذاك يفسر الغزوات المحمدية التي كانت تعطي للغازين نساء وبنات الابرياء. فواحد من أتباع محمد قد أحصن في الغزوات ألف امراة (المغيرة بن شعبة الذي كان من دهاة العرب وأحصن في الاسلام ألف امرأة). المرجع: الحلبية 2: 699.

§ ذلك بعكس الجيوش النظامية

بقية صفات الصعاليك

§ سلب الناس من أجل ان يفتدي أهلهم السبي بمال كثير

§ عروة يسلب امرأة وأهلها يفدوها بفداء كبير. المرجع: الأغاني،الجزء الاول، صفحة 269

§ وهي في أيامنا تصرف لأشر العصابات، قد مارسها الصعاليك قبل محمد ومارسها محمد.

§ الغدر والخداع بالدخول بمكر إلى البيوت حيث يقتلوا وينهبوا.

§ “تأبط شرا” يذهب مع صعاليك الى بلاد هذيل ويسأل راعيا لهم ويقول له عن بيت من قبيلة عتير كثير المال. ويبيتهم صاحب البيت، ولكن الصعاليك يقتلوا كل سكان البيت ويستقوا الاموال. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن، صفحة281.

§ يذكِّرنا بإرسال محمد مسلمين لكي يقتلوا بمكر بعض المنتقدين له مثل خداع كعب بن الأشرف بإرسال صديقه محمد بن مسلمة وأبو نائله أخوه في الرضاعة لكي يقتلاه.

الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب

§ “تأبط شرا” يغير مع ستة صعاليك على قبيلة من خَثْعَم، فخرج 40 رجل من خثعم ومعهم كبير القوم. ومبدأ الصعاليك عدم الهرب وهم لا يبالون إن ماتوا. فقتل الصعاليك منهم عددا وهرب الباقون. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 276 و 277

§ وقال الشَّنْفَرَى:

نحن الصعاليك الحماة البزل (اي المتفطرين بالدماء)

إذا لقينا لا نرى نـهـلل (يقصد لا يرتوا من الدماء)

§ وقال كعب حدار: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعا فتدبروا

المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة 282.

§ إن تلك الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب ولكن قبول الموت، قد انتقلت للاسلام حيث استخدم محمد الصعاليك واستثمر هذه الميزات الصعلوكية.

قبيلة غفار والصعلكة

غِفَارُ قبيلة من كنانة العيني، عمدة القاري ج:4 ص:238

قبيلة غِفارُ كقطاع طرق ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87

”أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم : إنما بايعك سراق الحجيج، من أَسْلَمُ وغِفَارُ ومزينة و جهينة “صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325

أبو ذر يعترف بأن قبيلته أي بني غفار يسرقون الحاج

”وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم.“ كنز العمال، الهندي، رقم 36901

قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، انهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار موسوعة ويكيبديا.

أبو ذر الغِفاري

أبو ذر صعلوك خطر: ”كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم (صَرْم اي الابل المشقوقة المحرمة ) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 86.

تخطيط محمد هو القتال منذ بدء دعوته: فقال لي: )يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. المرجع: صحيح البخاري 3328.

“ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك… فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلعم“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87.

تحليل للقاء محمد بأبي ذر وموضوع إسلام أبي ذر

أبو ذر يقول أنه رابع مسلم: عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلعم وأبو بكر وبلال هذا حديث صحيح الإسناد. المرجع: (الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم 5458).

من بداية نشاطه كان محمد يؤكد لتابعيه بانه يوما ما سوف يحارب ويبدأ بالقتال. حيث ان ابا ذر هو المسلم رقم 4 أو خمسة. ومن البداية كانت غايته هجر مكة نحو مدينة اخرى لكي يبدأ منها الحرب ضد مكة. لذلك كانت رسالته من البداية هي التحضير لحرب ضد قريش وباقي القبائل العربية. وكان من المتوقع ان الذي كان سوف يسمع له هم الجماعات الثائرة على المجتمع وعلى القبائل، الطامعة في غنى ونساء تلك القبائل وهذه الجماعات هي الصعاليك.

أبو ذر لم يتب ولكنه استمر في حياة الصعلكة في الاسلام.

ما سبب ضرب أبي ذر من بعض المكيين – إذا صح أنه ضُرب

قريش لا تضرب من يترك دينهم وضرْب أبي ذر هو لتحرشه بالمرأة“رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك يا إساف ويا نائلة. قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه… فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم… فخرج حتى أقام بعُسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة 87.

صيغة أخرى بسبب استفزاز المصلين في مسجدهم :فخرج حتى أتى المسجد فنادى باعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام فضربوه. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة 14.

أقام أبو ذر في عسفان يعترض قوافل قريش.

إسلام قبيلة غفار

فاسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله المدينة وكان يؤمهم خفاف بن إيما بن رخصة الغفاري وكان سيدهم يومئذ وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلعم أسلمنا. قال فقدم رسول الله فاسلم بقيتهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة 15.

ما سر نجاح أبي ذر في أسلمة جزء من قبيلة غفار قبل هجرة محمد للمدينة. لا بد انه نقل لافراد قبيلته فحوى رسالة محمد اي عزمه في بدء القتال ضد مكة وباقي المدن. الامر الذي هو جذاب لقبيلة معروفة بممارسة الصعلكة وقطع طرق القوافل. ولّد كلام ابو ذر فيهم رجاء تحقيق حلم في ان يكون لهم عمليات سطو أكثر على قوافل مكة وغيرها، ونوال غنى مكة والمدن الغنية من خلال الإسلام.

وتربُّص أبي ذر للقوافل التي كانت محروسة، لم يكن ليحدث بدون مساندة هؤلاء الذين أسلمهم.

اذا الإسلام ليس دعوة للتقوى ولكن لاستمرار أعضاء القبيلة فيما كانوا يفعلون من قبل من قطع الطرق وسلب القوافل.

إسلام باقي قبيلة غفار ودوافع إسلامها

أما الباقين من أعضاء القبيلة، فانهم قد أجّلوا دخولهم الاسلام الى أن يروا هل وعد محمد في الهجرة واعلان حرب سوف يتحقق. فلو كان الامريتعلق بالعقيدة، لأعلنوا قرارهم بقبولها او رفضها. ولكن الامر يتعلق بخطة وبرنامج صفقة كبيرة يترأسها محمد، وهي مهاجمة القبائل والمدن وسلب ثرواتها ونسائها وبناتها واستعباد اطفالها. فكانوا كقراصنة فرحين بمثل ذلك البرنامج والمشاركة فيه، وغير مستعدين لرفضه. ولكن كانوا يودون أن يروا نجاح محمد في تطبيق بنودها الاولى: وهي حصوله على قبائل اخرى قوية تسانده في الخطة ثم هجرته.

قبيلة غفار تأتي لمحمد مع قبيلة أسلم وتخدع أسلم وتسبيها.

”وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلعم فلما صاروا في الطريق قالت غفار لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل، فسبوهم“. المرجع: تاج العروس، 17: 141.

فهي في إسلامها تستمر تسبي القبائل بقدر ما تحين لها الفرصة، وليس لها اي دين او تقوى. وما اسلامها الا لزيادة فرص السبي.

القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: ”إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325.

حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، 47 – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم 2522.

الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.

ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.

القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم 3325.

حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، 47 – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم 2522.

الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.

ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.

مُزَيْنة والصعلكة

كان العرب يصفون مزينة انهم بلا دين. وذلك بسبب حياة القرصنة: وهل مزينة إلامن قَبَـيِّلة لايُرْتَجَى كرم فيها ولا دين. المرجع: مروج الذهب، للمسعودي، الجزء الثاني، صفحة 39.

مزينة كانوا يغيرون حتى على الافراد بقصد اسرهم من اجل ان ينالوا بدل فدائهم. المرجع: الاغاني،الاصفهاني، الجزء السادس، صفحة 68.

جهينة: عرفوا بصفاتهم الصعلوكية حتى في العصر الإسلامي

انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم واستوطنوها وملأوها عيثاً وفساداً. المرجع: تاريخ ابن خلدون الجلد الخامس، ص 487.

“والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة، تطمع في الحضر لما عندهم من رزق حرمت منه، من رزق وافر ومن ماء ومن وسائل عيش رغيدة، فتغزوهم. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الخامس، ص 333 و 334.

أسلوب محمد في جذب القبائل غرب المدينة

كَشَد الجهني من قبيلة جهينة كان يساعد المسلمين في التجسس على قوافل قريش ويخفيهم. وقال له محمد: ألا أقطع لك ينبع، فقال إني كبير وقد نفذ عمري، ولكن اقطعهما لابن أخي، فقطعها له. المرجع: الواقدي الجزء الاول، 19 و20؛ معجم ما استعجم الجزء الثاني: 656 و657.

أن النبي صلعم خرج إلى تبوك، وإن جهينة لحقوه بالرحبة فقال لهم: “من أهل ذي المروة؟” فقالوا: بنو رفاعة من جُهينة فقال: “قد أقطعتها لبني رفاعة” فاقتسموها. المرجع: سنن ابي داود، رقم 3068.

بلال بن الحارث وأقطعه محمد العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة. المرجع: ابن اثير، اسد الغابة، صفحة 298.

دوافع قبائل غرب المدينة للإسلام

ثم – اي بعد ان اسلمت غفار – تقدمت أسلم(قبيلة خزاعية ) وخزاعة فقالتا يا رسول الله إنا قد أسلمنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا. المرجع: الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم 5457.

يقوم بتهديدات بإرسال جماعات لأرض القبيلة لكي يُشعِر القبيلة بعدم الامان، ثم يكتب لها يعرض الامان في حالة التسليم اليه.

”عن جابر قال: غزونا مع رسول الله قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا“. المرجع: السيرة النبوية،ابن كثير،الجزء الاول، صفحة 156.

لما قدم رسول الله المدينة جاءته جهينة فقالوا إنك قد نزلت بين أظهرنا فاوثق حتى نأتيك وقومنا فاوثق لهم فاسلموا. المرجع: البداية والنهاية ج 3 ص 102

القبائل غرب المدينة خافت من تحالف محمد مع الأوس والخزرج وغفار وطلبت الأمان.

تحالفات محمد مع قبائل عُرفت في حروب مبنية على عصبية قبلية

كان مزينة حلفاء للاوس وجهينة حلفاء للخزرج في حروبهم التافهة. فمثلا في “يوم بعاث” استدعت الاوس قبيلة مزينة لمحاربة الخزرج، بينما استدعت قبيلة الخزرج قبيلة جهينة. وانتصرت الخزرج. المرجع: تاريخ ابن خلدون، المجلد الثاني، صفحة 334.

تغيير رسالة محمد بعد فشل رسالته الدينية

أبو بكر في رفقة محمد يبحث عن قبيلة قوية: في دخولهما إلى أحد مجالس العرب: “فتقدَّم أبو بكر فسلَّم. وقال:ممن القوم، قالوا: من ربيعة..”. المرجع: الحلبية 2 : 155.

قال لهم أبو بكر: “فلستم بذُهْلٍ الأكبر، بل أنتم ذُهْلٌ الأصغر”. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية 2: 163؛ البداية والنهاية 3 : 60.

ذهل كان فرعا من ربيعة. وعرف أبو بكر بأنهم فرع صغير. وهناك فقد أبو بكر اهتمامه بهم.

وتحرك أبو بكر مصطحبا محمد إلى قبيلة من قبائل بني شيبان بن ثعلبة

)بني شيبان انتصروا على الفرس في معركة ذي قار(

“فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم.. فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم”

وبعد أن اطمئن أبو بكر على قدرة القبيلة على القتال. قدّم لهم محمد طعمه الاعتيادي في هذه الكلمات: “ثم قال رسول الله: أرأيتم ان لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش” . المرجع: بن كثير، البداية والنهاية، 3 :60؛ ابن كثير، السيرة النبوية، 2: 166.

فهو يضع طُعم الاغراء الحقيقي للقبيلة، إذ يعرف أن القبائل غير مهتمة في تدينه. ولكن شيخ القبيلة يجاوبه ان ذلك لمحمد (أي ليس له أن يأخذ مساكن الناس وبناتهم).

عرض محمد طعمه على باقي القبائل

وعرض محمد ذاته على كِنْدة. فقالوا له “أجئتنا… لكي ننابذ العرب. إلحق بقومك فلا حاجة لنا بك فانصرف من عندهم”. أي غير مستعدين معاداة العرب وشن حروب عليهم. ومن جملة القبائل العربية التي عرض محمد ذاته عليها: “بنى عامر وغسان وبنى فزارة وبنى مُرة وبنى حنيفة وبنى سليم وبنى عبس وبنى نضر بن هوازن، وبنى ثعلبة بن عكابة، وكندة وكلب. وبنى الحارث بن كعب وبنى عذرة وقيس بن الحطيم وغيرهم. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية،2 : 171؛ البداية والنهاية، 3: 59.

تعليق على عرض محمد

لا نجد أي من تلك القبائل قد قبلت طعم محمد هذا. لم يحدث في تاريخهم أن أحدا قد عرض عليهم عرضا اباحيا مثل الذي عرضه محمد، الذي لو قبلوه كان سوف يجعلهم يتصرفون بطريقة منحطة، نحو افراد من جنسهم. وهكذا قد رفضوا طعم محمد الإباحي معتبرين اياه ضد الانسانية وشرائع الانسان الأدبية، التي راعتها كل قبائل العالم حتى المتوحشة منها في أدغال إفريقيا.

ولقد ذاعت سمعة محمد وسط القبائل العربية كمُفسِّد للمجتمع بسبب علاقته بالصعاليك

“فلم يقبله أحدٌ من تلك القبائل، ويقولون قوم الرجل أعلم به. ترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه؟!”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، 3 :59 ؛ابن حجر، فتح الباري، 3675؛ ابن كثير، السيرة النبوية، 2 : 158؛ الحلبية 2 : 158.

تعليق

أي رفْض محمد من القبائل العربية مبنيٌّ على فكرة أن محمداً يدّعي في أنه مصلح، ولكنه قد أفسد في تصرفاته وسط قومه، مُعمِّما مبادئ فاسدة عن سلب نساء الآخرين وأموالهم واستعباد أطفالهم. كذلك مُسخِّراً الصعاليك المعروفين بالإجرام وحياة اللهو والسطو على البيوت، في خدمته. وكثيرون من أتباع محمد الصعاليك كما رأينا بدأوا بعد إسلامهم في السطو على القوافل المكية الراجعة من الشام.

تاريخ الأوس والخزرج يدل على حقيقة غرضهم من دعوة محمد

رحيل عمرو بن عامر ونسله بعد العطب في سد مأرب، بسبب سيل العرم. وذهب الاوس والخزرج الى يثرب ووجدوا اليهود هناك. البداية والنهاية : 2 : 160 ؛تاج العروس 2 : 49 ونزلت الأوس والخزرج يثرب. نزلوا في ضرار. بعضهم بالضاحية وبعضهم بالقرى مع أهلها، ولم يكونوا أهل نعم وشاء، ولا نخل لهم ولا زرع والأموال لليهود، فلبثوا حينا. المرجع: الاغاني 9: 84؛ تاريخ ابن خلدون،2: 335.

خطة الخزرج في التخلص من اليهود هي قديمة وان موضوع قتل بني قريظة هو من تطلعات الخزرج في تاريخهم.

استعانة الأوس والخزرج بحسان ابن اسعد ابي كرب وقتل عدد كبير من اليهود. المرجع: (الاغاني، 1: 257).

حسان هو أبهحسن يهأمن، حكم من عام 435 – 440 م

مالك بن عجلان من الخزرج استدعى ملك غسان وهو أبي جبيلة وبنى لليهود حائرا ودعا اليه اليهود قائلا لهم بان الملك أبا جبيلة أحب أن يتقابل معكم. فحضر وجوهاؤهم وكل شخص مهم فيهم. فأمر الملك بقتلهم. المرجع: معجم البلدان، ياقوت الحموي 7: 221؛ الاغاني : 9: 84.

الملك الغساني قتل من رؤساء اليهود واعلامهم ثلثمائة وخمسين. المرجع: المقدسي، البدء والتاريخ 60:3.

أهداف الخزرج في التخلص من اليهود

ثم أجمع مالك بن العجلان وصنع لهم طعاما ودعاهم، فاعتذر لهم مالك عنها- اي عن قتلهم من أبي جبيلة- وأنه لا يقصد نحو ذلك، فأجابوه وجاؤا إليه وقتل منهم سبعة وثمانين من رؤسائهم. المرجع: تاريخ ابن خلدون، 2: 335.

يقول د. جواد علي: “إن أخذ الأوس والخزرج أمر المدينة بيدهم، وزحزحة اليهود عنها، يجب إن يكون قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، لأننا نجد إن أحد أولاد مالك وهو “عثمان بن مالك بن العجلان” في جملة من دخل في الإسلام وشهد بدراً، وهذا مما يجعل زمن “مالك” لا يمكن إن يكون بعيداً عن الإسلام”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزءالرابع، صفحة 134.

إذا كان الخزرج بعد مجيئهم الى يثرب قد استعانوا بابي جبيلة الغساني لكي يستولوا على جزء كبير من منازل اليهود، في زمن قريب من الاسلام. فكيف لا نفسِّر تحالفهم مع محمد هو من اجل إجلاء اليهود نهائيا عن يثرب وليس هو دافع ديني. اذ قد أثبت التاريخ ان هذه هي طريقتهم في الحصول على سبل العيش والاستقرار.

صفات الغدر وعدم العهد وتخطيطهم القديم للتخلص من اليهود

في يوم بُعاث. استعانت الأوس ببني قريظة وبني النضير ضد الخزرج. الخزرج اعترضت على ذلك. وكان جواب اليهود أنهم لن يعينوا الأوس ضد الخزرج. فأجابت الخزرج، ارسلوا لنا برهائن. فأرسلوا لهم بأربعين غلام من أولادهم. ولكن أحد زعماء الخزرج وهو عمرو بن النعمان البياضي قال للخزرج بأنهم يجب استغلال الفرصة وسلب اليهود مائهم ونخيلهم “وإنه والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم النخل. ثم راسلهم: إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها او نقتل الرهائن” ورفض اليهود ترك ديارهم. فقتل الخزرج الغلمان وقامت الحرب وانتصرت الأوس. المرجع: الاغاني، للاصفهاني،7: 116.

إذا فكرة قطع رؤوس بني قريظة واجلاء بني النضير هي حلم قديم للخزرج.

يهود يثرب كانوا في ولاية الأوس والخزرج، أو الواحد موالي للآخر وكان هناك عقد، وكان هناك حقوق مادية للأوس والخزرج، جواد علي، المفصل، الجزء 4، فصل 45 وهذا ما يكشف انهم كانوا يتقاضون أموال من اليهود بسبب ذلك.

طبيعة القبيلتان الحربية البربرية

عشرات الحروب بينهما في فترة قصيرة. وهي أكثر قبائل عربية عاشت حياة حرب وقتال، مما يدل على طبيعتهما البربرية. من الحروب بينهما حرب سُمَيْر ويوم السَّرارة ويوم فارع ويوم الفجار الأول والثاني وحرب حصين وحرب حَاطِب بن قيس ويوم بُعاث. العيني، عمدة القاري 6 :268

طبيعتهم النزاع على أتفه الأسباب حتى في الإسلام: “إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف”. المرجع: تاج العروس 12: 139

“ويظهر من روايات أهل الأخبار أن الأوس والخزرج، لم يكونوا كأهل مكة من حيث الميل إلى الهدوء والاستقرار، بل كانوا أميل إلى حياة البداوة القائمة على الخصومة والتقاتل. كانوا قد تحضروا واستقروا، غير انهم بقوا محافظين على النزعة إلى التخاصم والتقاتل، فألْهتهم هذه النزعة عن الانصراف إلى غرس الأرض والاشتغال بالزراعة كما فعل اليهود”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الرابع، صفحة 141.

القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة كسل

وكان “يهود” يثرب يتاجرون أيضاً، ويأتون إلى أهل “يثرب” بما يحتاجون إليه من تجارات. كما “كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والإسلام يقدُمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش، وما يكون في الشام”. المرجع: الواقدي، تحت فتوح، صفحة 16.

تجارة يثرب كانت بيد اليهود والغرباء الذين سمّاهم الواقدي بالساقطة. فكونهم لم يكونوا يمارسون الزراعة ولا التجارة، معناه انهم كانوا يعيشون كفقراء اما على القرصنة أو على المساعدات التي تأتيهم من اليهود. وكان يهود “بنو قَيْنُقاع”، قد تحالفوا مع الأوس والخزرج وكانوا صاغة، ولهم سوق عرف ب “سوق بني قينقاع” . المرجع: هاية الارب 67: 67.

حياة الكسل والاعتماد على اليهود “فالماء متوفر بعض الشيء في المدينة، وهو غير بعيد عن سطح الأرض، ومن الممكن الحصول عليه بسهولة بحفر آبار في البيوت. وهذا صار في إمكان أهلها زرع النخيل، وإنشاء البساتين” جواد علي، المفصل 4: 132“وقد احتفر اليهود آباراً، كانوا يبيعون الماء منها بالدلاء، مثل بئر أرومة وبئر ذَروان”. المرجع: المعارف لابن قتيبة، صفحة 83؛ تفسير النيسابوري 30 : 215 ؛ جواد علي، المفصل 4:131.

صفات الكذب والأمية والسذاجة واللهو

صفات اللهو: محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري 6: 144 فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية 2 : 159.

كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة 459؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي 3 : 15.

صفات سكان يثرب العرب كانت معروفة بالكذب، كأكذب قبيلتين عربيتين “وقد ضربوا المثل برجل من العرب في مخالفته المواعيد، فقالوا: “مواعيد عُرقوب“. وعُرقوب صاحب المواعيد”. المرجع: تاج العروس 2: 536.

)وأكذب من عرقوب “يثربَ” لهجة وأبين شؤما في الحوائج من زَحَل وورد. المرجع: جواد علي، المفصل 6: 821 ذاك يفسر كذبهم في تبني محمد كنبي بدون أساس.

صفات اللهو :محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري 6: 144 فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية 2 : 159

كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة 459؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي 3 : 15

سذاجة القبيلتين

“خرج رسول الله صلعم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فاذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جاء يستفرض فافرضوا له. قالوا ترى رأيك يا رسول الله. قال من كل سائمة شاة في كل عام قالوا كثير”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية 6 :60

ناهيك عن تصديقهم خرافات القرآن التي اعتبرها اهل مكة خرافات الاولين.

مقابلة محمد للرهط من المدينة

بدأ محمد حديثه معهم بقوله: “من أنتم؛ قالوا نفر من الخزرج، فقال: أمن موالي يهود: أي من حلفاء يهود المدينة قريظة والنضير، لأنهم تحالفوا معهم على التناصر والتعاضد على من سواهم، ويأمن بعضهم من بعض. قالوا نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى” . المرجع: بن هشام 2 : 53؛ الحلبية 2 : 159.

نستطيع أن نستنتج عما جرى في تلك المباحثة بين محمد وأولئك الرهط. فلن تكون مختلفة عما عرضه محمد على باقي القبائل.

الصيغة الإسلامية لتبرير الحماس الفوري للرهط من ثمانية أشخاص لعرض محمد

وأن هذا الرهط “قال بعضهم لبعض: تعلمون والله أنه النبي الذي يوعدكم به يهود، فلا تسبقنكم اليه، لأن يهودا كانوا إذا وقع بينهم وبينهم شيء من الشر قالوا لهم: سيبعث نبي قد أظل أي قرب زمانه نتبعه، نقتلكم معه قتلة عاد وإرم“. المرجع: حلبية الجزء الثاني، صفحة 159؛ ابن هشام الجزء الثاني صفحة 53.

وحثوا انفسهم على الايمان بمحمد قبل أن يؤمن به اليهود ولكن يهود المدينة لم يؤمنوا قط بمحمد، بل فضلوا الموت على ذلك. الحقيقة لم يسبق ان تكلم اليهود عن ان نبيا عربيا سوف يأتي، فكيف يكون يهود المدينة ذوو معرفة اكثر من باقي اليهود في العالم عن ظهور نبي عربي على وشك الظهور، في الوقت الذي فيه كانوا اكثر جهلا عن باقي اليهود، ولم يكن اليهود يعتبروهم كيهود اصليين انما هما اصلا قبيلتين عربيتين كانا قد تهودتا. راجع اراء المستشرقين مثل ونكلر Winkler . المرجع: المفصل، الدكتور جواد علي 6: 531.

تعليق

ومن حيث أن محمداً كان دائما يدعو ولسنين للإسلام بما فيه للحجاج الآتين من يثرب المدينة، فلماذا لم يفكر أحد من الخزرج أو الأوس خلال تلك السنين أن يؤمن بمحمد ويصادق على أنه النبي الذي تكلم اليهود عن ظهوره.

فمحمد لم يعرض ديانةً شخصيةً ولكن عرض خطة

قد ذهب الرهط إلى المدينة بخطة مُحدَّدة. وقد عرض محمد نفسه لزعامة القبيلتين في تطبيق الخطة. وقد وعد الثمانيةُ أشخاص بنقل رسالة محمد هذه إلى القبيلتين؛ وهي رسالة استعداد محمد التزعُّم لتطبيق ما وعد به. ونرى تعبير الرهط عن تفضيل محمد على غيره في تلك الزعامة: “فعسى ان يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم الى أمرك، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك“. المرجع: بن هشام 2: 54 ؛ الحلبية 2: 159.

إذاً ليس الأمر برسالة دينية يقبلها فرد. ولكن قبول زعامة إنسان يحقق لهم خطة معروف موضوعها إذ قد سبق وطرحها على باقي القبائل.

وقد تفشت فكرة محمد بسرعة بين رؤساء القبيلتين. إذ وصلت الى لعابهم فكرة تزعُّم إنسان من قريش بخطة مُحدَّدة، يتخلصون بها من حلفائهم، ويسلبون قبائل عربية ومدن أخرى

فلم تكن جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص لتقيم رسلاً، ولكن كافية لتوصيل خطة محدَّدة. فالإدعاء بأن القبيلتين قد آمنتا بالاسلام من خلال جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص هو أمر غير واقعي. ولكن قبلتا خطة محمد القديمة.

الذي جعل محمد كمرشح لتطبيق خطة مثل هذه هو أنه كان متبوعا من طابور من الصعاليك في مكة وعدد من قبيلة غِفار وآخرين ايضا.

بيعة العقبة الأولى

وبرنامج محمد سرى وسط القبيلتين. فلم يكن الرهط من ثمانية أشخاص قد تتلمذ على يد محمد لكي ينجح في خلق تأثير ديني إسلامي في المدينة. ولم يجري أحد منهم معجزات لكي ننسب سبب مجيء ممثلين عن القبيلتين لمحمد إلى حقيقة حدوث نهضة دينية حقيقية في المدينة بواسطة ذلك الرهط.

كما ان القبيلتين لم تؤمنا بموسى وناموسه رغم انهم سكنوا لقرون مع اليهود في المدينة، فقد بقوا وثنيين بصورة دائمة، فكيف الآن يؤمنون كلهم بسرعة عظيمة؟

ولكن هناك سر في اهتمام اعضاء القبيلتين بمحمد. فكانت هنالك مصالح مادية قد جعلت اهتماما خاصا لهاتين القبيلتين بما أتى الرهط من الثمانية من أول مقابلة بمحمد. فبعد فترة من الزمن أوفدوا له وفداً من اثني عشر شخصا. فلقوه في مكان يُدعى العقبة.

بنود معاهدة العقبة الأولى

الاثنا عشر تعهّدوا بدفاع القبيلتين عن محمد كما يدافعون عن أبنائهم وأن يهاجر إليهم محمد. مما يدل على موافقة القبيلتين على برنامج محمد. ورغم ان المسلمين قد سمّوا هذه البيعة ببيعة النساء، أي لم يكن مبايعة مباشرة عن حرب. ولكن كانت رائحة الحرب مُشتمة فيها، اذ نجد بين نصوصها الدفاع عن محمد: “محمد قال لمن حضر من الانصار: ابايعكم على ان تمنعوني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، فبايعوه على ذلك وعلى أن يرحل إليهم هو وأصحابه”. ووضع عليهم محمد بعض الشروط: “السمع والطاعة في اليسر والعسر والمَنْشَط والمَكْرَه، وأن لا ننازع الأمر اهله”. المرجع: البخاري 3680/3679، ومسلم 41/1709؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، الجزء الثاني، صفحة 346؛ النسائي، السنن الكبرى، رقم 8688- 8694؛الحلبية 2: 162؛ ابن هشام 2: 73-;- فتح الباري: 7199، ومسلم 41/170.

أي الطاعة لمحمد في كل الأحوال سواء أحبوا أو كرهوا. وهكذا ربطهم بعبودية قاسية بناء على رغبتهم في طُعمه. ووضع عليهم نوع طاعة عمياء لا يحق لهم ان يعترضوا عليها ولو كرهوها. وهذا يدل على معرفة محمد مقدار التحام القوم في طعمه، حتى انه لم يهمهم أي شيئ آخر. شدَّ عليهم الوثاق فأفقدهم حريتهم الخاصة، وجعلهم في أسوأ عبودية وُضِعت على الانسانية. وحتى إلى اليوم لازال المسلمون يعانون من نفس العبودية.

لقد أصبح تابعو محمد أدوات بشرية قد أخضعها وأذلّها من أجل أن يزيد في سلطته ومُلكه

ولم يكن عنده أي اعتبار لهم بل دفعهم إلى حروب انتحارية. فشتان بين تصرف محمد والمسيح الذي بدل أن يفرط بتابعيه قد بذل نفسه فدية عنهم. والحقيقة أن محمداً قد مارس هذه العبودية عليهم، حتى انه قد وضع مَنْ يرفع صوته أمامه تحت حرمان، أو من تأخر عن الغزو بحيث يحوِّل وجهه عنه ولا يتكلم معه ولا يرد عليه التحية. ثم يفرض نفس التصرُّف معه من باقي تابعيه، ويعزله في بيته. ويصل الى نقطة عزل زوجته عنه حتى يذلّه. ثم يدّعي ان توبته قد جاءت من (الله) بعد ان يكون قد أذلَّه وحوَّله الى عبدٍ ذليل.

وهنا نرى أن هاتين القبيلتين قد خضعتا لشرط مقابل شرط. فالمعاهدة في بنودها معروفة؛ إذ لا يُدعى رجل دين من جماعة في التاريخ من قبائل لكي يكون له اعتراف وسطهم، دون أن يعيش وسطهم لسنين طويلة، ويربح كل واحد منهم من خلال الإقناع. ولكن نرى الآن قبيلتين ومن خلال جلسة عابرة لثمانية أشخاص منهم في الماضي، يستعدون لتمليك محمد على نفوسهم الى أقصى حد: وهذه طبيعة تعاقدات الشيطان: فهي تقدِّم الحرام مربوطاً بسلب الإرادة، وفقدان الحرية للشيطان أو ممثِّله.

تلوين أفراد القبيلتين بالإسلام تحت أمر الرؤساء

ولكن محمدا كان دائما ينشر الإسلام ولمدة عشر سنين في مكة اثناء الحج وأسواقها، بما فيه للأوس والخزرج، فلم يؤمن أحد به من القبيلتين من خلال مناداة محمد السلمية عبر سنين، فكيف الآن يعلن رؤساء القبيلتين واعضائها وكانوا عددهم عدة آلاف من البالغين، ايمانهم جميعا من خلال فرد مسلم اسمه مصعب بن عُمير؟ الا يدلنا ذلك على أن الايمان المرفوض سابقا من خلال السلم أصبح مقبولا الآن بسبب غاية أخرى غير التعليم الإسلامي الذي كانوا قد سمعوه من محمد؟!

دخول القبيلتين في الإسلام لم يكن عن اقتناع ديني شخصي. ولكن نسبةً لقرار زعماء القبيلتين. فمحمد يرسل مصعب بن عمير الى المدينة كشرط الاتفاق. وهكذا مصعب بن عمير يلتقي بزعماء القبيلتين من أجل تلوين القبيلتين بالإسلام، وذلك قبل وصول محمد المدينة. وقد أقام مصعب في بيت أسعد ابن زرارة، وذلك من أجل أن يساعده في سرعة أسلمة القبيلتين.

ويود المسلمون أن يقنعونا ان قبيلتين كبيرتين قد أسلمتا من خلال نشاط مصعب بن عُمير في فترة وجيزة سبقت المبايعة الثانية -العقبة الثانية.

سرعة تلوين الزعماء لأعضائهم بالإسلام قد حدث بدون أي تمهيد او تعليم او اعتبار لرأي الفرد

والتلوُّن بالإسلام هو الأمر الذي لا بدّ من زعماء القبيلتين ان يفعلوه، من أجل ان يكونوا طرفاً مقبولاً في البرنامج الذي عرضه محمد لممثليهم في مكة. فجاء لبس الاسلام من زعماء القبيلتين كأمر تلقائي وسريع. وفرضوه على أعضاء القبيلتين في لحظة واحدة، دون أن يفهم أحد منهم شيئاً عن عقائد محمد الدينية، كما نرى في حادثة )سعد بن معاذ واسيد بن حضير يؤمئذ سيدا قومهما: اي بني عبد الاشهل. فبعد أن أعلن سعد إسلامه في مقابلته لممثل محمد مصعب بن عمير. المرجع: ابن هشام 2 : 59؛ الحلبية 2: 170.

نجده يذهب لكي يفرض الإسلام على أعضاء القبيلة كما هي بنود الاتفاقية مع محمد: “فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الاشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا سيدنا، وأفضلنا رأياً وأيمننا وأبركنا نقيبة اي نفسا وأمرا؛ قال فإن كلام رجالكم ونسائكم عليكم حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال: فوالله ما أمسى في قبيلة بنى عبد الاشهل رجل وامرأة إلا مسلما ومسلمة فأسلموا في يوم واحد كلهم” الحلبية 2: 171 ابن هشام 2: 60.

نجد إذاً أن الأمر لم يكن قناعة الناس بالإسلام. إنما هو حركة سياسية بيد رؤساء القبائل.

بيعة العقبة الثانية مؤامرة مبرومة في السر

وتسمى هذه البيعة الأخيرة ببيعة الحرب. “عن عبادة بن الصامت، وكان أحد النقباء، قال: بايعنا رسول الله بيعة الحرب”. المرجع: ابن هشام 2: 73؛ ابن هشام 2: 73

أي مبايعة أو معاهدة العقبة الأولى تركزت على السمع والطاعة لمحمد ولكن مبايعة العقبة الثانية هي معاهدة حرب. وقد اختير موعد المقابلة أثناء فترة الحج، فلا تشعر مكة بوزن الزيارة. المرجع: (ابن هشام 61:2).

حضر لمكة ثلاثة وسبعون رجلا. من بينهم أهم زعماء القبيلتين، منهم البراء بن معرور وكعب بن مالك وآخرون. المرجع: ابن هشام 61:2و62.

فلم يكن طبيعة الحديث ديني لا حرج من الحديث به في الشارع وعلى مسمع من الكل- كما هي رسالة كل نبي او مصلح- كان لقاءً عبارة مؤامرة على مكة. ويجب اختيار التوقيت الذي تكون مكة فيه نائمة. لذا يُفهم كيف يتنكر الرجال “ويتسللون كالقطا” بعد منتصف الليل. وكان اللقاء في”الشِّعب”؛ أي شعب الأودية. في مكان سري ومخفي عن القرشيين.

وهو عكس إعلان النور الذي نطق به الأنبياء قديما. حيث أُمِروا أن يذيعوا حقهم على المنارة، كما قال الرب يسوع المسيح “لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. (لوقا 11: 33 ) فالحق الذي يخلِّص الشعوب من الخطية يتميّز بكونه حقاً ظاهراً، وليس فيه كتمان أو سرية.

كان للعباس عم محمد – الذي لم يكن مُسلماً وعُرف بعلاقته التجارية مع القبيلتين – دوراً خفياً في إدارته

“وقد كنّا نعرف العبّاس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا”. المرجع: ابن هشام 62:2.

“فاجتمعنا في الشِّعب ننتظر رسول الله، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، اي ليس معه غيره. وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له”. المرجع: ابن هشام63:2 الحلبية 174:2.

تعليق

اذاً هي ليست معاهدة يُرافِق محمد بها أهم مساعديه مثل ابو بكر وعمر ابن الخطاب. ولكن هي برنامجٌ سريٌ لا يجب أن يسمعه حتى أقرب المقرَّبين اليه من مساعديه. ولكن يختار الشخص غير المسلم الذي له مصالح في نجاح البرنامج. اذ سوف يُكرم بكثير من أموال القبائل المتآمر عليها. كما حدث فعلاً ان العباس صار يأتي الى محمد بعد كل قرصنة وغزوة ويأخذ المال. كما حدث بعد مجيء مال البحرين أن العباس أتى واخذ كمية كبيرة عجز أن يحملها لوحده. المرجع: صحيح البخاري 65:4.

العباس غير المسلم آنذاك ودوافعه ودوره في إبرام الاتفاقية

وهنا نرى خلفيات لاتفاقيات جرت أصلا بين أشخاص غير مسلمين، ولم يفهموا من الإسلام شيئاً. وليس همّهم نشر ديانة لم يكونوا يؤمنون بها مثل العباس. وإنما همهم دوافع أخرى. ونرى أن الأيام دلّت على صحة ذلك: إذ جعل محمد خمس الغنيمة له ولاقربائه.

“فلما جلسوا كان العباس أول من تكلم فقال.. إن كنتم ترون أنكم وافون له- اي لمحمد-، بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك“. المرجع: ابن هشام 63:2؛ الحلبية 174:2.

العباس يتحدث على أن محمدا كان مدعوا من القبيلتين أن يعمل شيئاً محددا بقوله “بما دعوتموه اليه”. أي أن هناك برنامج كان محمد متوقع أن يعمله لصالح القبيلتين وهو لا شك القرصنة. ثم وضع العباس شروط الاتفاق؛ وهو أن الاتفاق الذي دُعي بموجبه محمد من القبيلتين لتطبيق برنامج محمد، يتطلب دفاع القبيلتين عن محمد والوقوف معه ضد كل من يخالفه. إذ أن بدء محمد في حملات قرصنة كما وعد، سوف يؤدّي الى غضب القبائل، بما فيه قريش، وإلى نشوب حروب ضد محمد.

مبايعة محمد لهم ومعرفته بثمن ومخاطر تطبيق برنامج إباحي، ومطالبته بالحماية. فهل محمد رجل إصلاح ديني؟

محمد يضع شروط مبايعته لهم، لتطبيق ما وعد للمرة الأولى “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العُسر واليُسر وعلى ان تنصروني فتمنعوني اذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم”. المرجع: الحلبية 175:2-;- إبن هشام 63:2.

وهنا نرى طبيعة شروط محمد في تطبيق برنامج كان قد وعدهم به. إن رجل الإصلاح الديني لن يضع شروطا على الشعب الذي يود أن يبثّ أفكاره بينهم. إنه يدخل وسطهم متسلِّحاً فقط بقِيَم يريد أن تؤثِّر في المجتمع من خلالها. محمد جلس ليس كمصلحٍ دينيٍ ينشر رسالةً دينيةً. ولكن كرجل معاهدة ذات بنود ووعود مادية جنسية. فالأمر يتعلّق بصفقة وليس بعقيدة. فالعقيدة يُعطَى لها الفكر والإيمان. ولكن الصفقة لها شروطها كصفقة. صفقة قرصنة كبيرة تخوّل من يعد بتطبيقها أن يضع شروطاً قاسيةً، وان تجعل الطامعين بها ان يجلسوا مستمعين خاضعين. فمحمد يطلب أن يُدافع عنه من القبيلتين مثلما يدافعون عن نسائهم وأبنائهم، وهي فهم الجانبين لتفاصيل الصفقة: وهي غزوات على الجار وعلى القريب والبعيد. فهي ليست مبايعة لعقيدة دينية بل لصفقة.

المصلح الديني عادة يخضع لأصحاب السلطة في المجتمع، ولكن محمد استثمر صفقته المغرية في عيون الرؤساء لكي يخلي القبيلتين من السلطة لصالحه ويستعبدهم

ان العقيدة لا تجعل من يقبلها ان يتخلّى عن سلطته لصالح من يبثّ بها. فلم يتخلّى ذو سلطة في التاريخ عن سلطته لصالح مُصلح أو رجل يبثّ عقيدةً دينيةً. بل احتمى المصلح تحت سلطة صاحب السلطة وخضع له. ولكن محمد عرف انه دخل من باب الصفقة. ولذلك عرف سريان بنود صفقته في رؤساء طالبين سلب أعراض الآخرين ومالهم الوفير. فوجد فرصته في التخلُّص من سلطتهم، وأن يدفعوا بدل قبول صفقته حريتَهم وسلطتهم.

“وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل”. المرجع: الحلبية 175:2. المعنى عندما تكونون قادرين على الطاعة وعندما ايضا لا تكونون قادرين على الطاعة. أي عندما لا تخولهم أجسادهم وظروفهم أن يطيعوه يجب أن يطيعوه. مثلا أنه عندما يأمرهم بالدخول في الحروب التي بها يواجهون الموت عليهم ان يطيعوا. وهي الطاعة العمياء ضد حياة الإنسان ومتطلبات جسده التي لم يطلبها الله من أي انسان في الماضي. وعرف أن رؤساءَ ساروا شوطاً كبيراً من أجل التعاقد معه ملوِّنيين قبيلتيهم بلون تدينه من لحظة سماعهم عن برنامجه من الثمانية أشخاص، عرف انه من الصعب أن يتخلّوا عن صفقةٍ تقدِّم لهم الأمور التي يشتهونها. ولذلك طالب بأن يكون بلا منازع في السلطة في وسطهم.

فرض محمد على القبيلتين سعراً ثابتاً لصالح جماعته -صعالكة مرتزقة- بغض النظر عمّا تمر به القبيلتان من ظروف

وضع عليهم شروطاً مادية في أن يتبنوا إقامة المهاجرين الآخرين ماديا حتى في حالة مرور القبيلتين بأقسى الظروف المادية، بقوله:”والنفقة في العُسر واليُسر”. وهنا كشف لهم أن البرنامج قد لا يعطي ثمره سريعاً. إذ الأمر يتطلب وقتاً فيه عليهم أن ينفقوا على مًنْ هم مُستخدَمين معه من تابعين معظمهم من صعاليك مكة وغفار. فالأمر عبارة عن شراء القبيلتين لمرتزقة لها ثمن وسعر خاص لا يتغير مع حالة القبيلتين.

قد سنَّ تشريعاً يتمشّى مع هذا البند: وهو أنه آخى بين كل واحد من المهاجرين من مكة وبين أعضاء القبيلتين، بحيث يحقّ لكل مهاجر ان يقاسم أعضاء القبيلتين في مالهم وإرثهم. وهذا ما أراد محمد ان يضمنه لكي يقنع من خلفه بالهجرة إلى مكان مثل المدينة. فيكون ثمن تجنّدهم خلفه مدفوعا.

محاولة تأخير وصول الخبر لقريش : وهو أن البرنامج الانتهازي الذي نادى به محمد للقبائل أصبح الآن رهن معاهدة مع الأوس والخزرج

ونلاحظ أن بنود الصفقة هي قبلية تخريبية كما نرى في البنود اللاحقة. فبعد موافقة القبيلتين على هذه البنود، يقول البراء بن معرور لمحمد: “فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحَلَقَة أي السلاح ورثناها كابرا عن كابر”. المرجع: ابن هشام 64:2؛ الحلبية 175:2.

ونرى أن العباس يحاول أن يضمن بأن تكون جلسات تلك الاتفاقية في حالة سرية تامة. إذ يقول للزعماء: “اخفوا جرسكم أي صوتكم، فان علينا عيونا”. المرجع: الحلبية 176:2.

تعليق

وهنا نرى أن الموضوع ليس هو انتشار دين. بل معاهدة صفقة وهي صفقة قذرة وخطرة.

فلو كان اتفاقاً دينياً ينتقل محمد من خلاله لكي يعلّم وسط القبيلتين، فلا حاجة الى السرّية. فلم يرد ان تُفضح خطورة الاتفاقية. أي ما كانت تشكِّل من خطورة على سلامة الناس وأموالهم ونسائهم وبناتهم.

برهان دوافع القبيليتين المادية وخلوهما من أي اهتمام بدين محمد

وكان في الهجوم أولا على يهود المدينة -التي كانت في عهود مع القبيلتين- كما ذكر ابو الهيثم احد الاطراف التي حضرت الاتفاق، وتوقف العهود معهم، هناك مخاطر يجب بحثها. فالقبيلتان تستفيدان من هذه العهود ماديا. فهل يتخلّى محمد عن برنامجه يوما، ويعود إلى مكة: “فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ان ترجع الى قومك وتدعنا”.ابن هشام 64:2؛ الحلبية 176:2.

أي أن لا يكون تطبيقاً جزئياً للمعاهدة تفقد القبيلتان مصالح مادية مع اليهود، ويعود محمد إلى مكة.

فالزعماء كانوا يتكلمون بعقليِّة صفقة مادية وليس بعقلية ديانة وعقيدة. وكانوا غير مستعدين لفقدان مصالحهم المادية في سبيل تطبيق برنامج جزئي من القرصنة.

محرّك الاتفاقية ليس الإسلام بل هي اتفاقية ذات طبيعة قبلية فيها محمد مشتري لدوافع القبيلتين بهدر الدم مقابل تزعمه

“فتبسم صلعم ثم قال: بل الدم الدم والهدم الهدم”. أي الموضوع هو قتل مستمر وهدم مستمر. وأيضا قوله: “اذا أهدرتم الدم أهدرته، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم”. وأيضا: “أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم“. المرجع: ابن هشام 64:2؛ الحلبية 176:2.

وهي تعاقد قبلي الطبيعة والصيغة. يصبح محمد مربوطاً قبلياً في ما عُرفت به القبيلتين من قرصنة وحرب على الآخرين.

وهنا نرى أن المعاهدة هي اجتماع طرفين على القتل وهدر الدم والهدم الذي ليس له علاقة بتديُّن أو عدالة أو دفاع عن مظلوم.

وخُتِمت المعاهدة بتأكيدات طبيعتها: وهي الحرب، كما نرى أحد زعماء القبيلتين، وهو عباس بن عبادة، يشرح طبيعة المعاهدة: “يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ انكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس”. أي الحرب على الجميع مهما كانت طبيعتهم جيدة أو رديئة. المرجع: ابن هشام 76:2؛ الحلبية 177:2.

اتحاد جبهتين بماضي معروف وإعلان عدم الرحمة المتوافق مع خطة الإبادة والقتل

هنا تكمن أسرار هذه المعاهدة: إنها تنظيم واتحاد لأماني قديمة سبقت ميلاد محمد، وهي في رفع سلطة وأمن مدينتين عن مجموعتين عُرفا برغبتهما في التحرُّر منها. وهما جماعة صعاليك مكة وقبيلتي يثرب. مجموعتين عُرفتا بالشغب واللهو، وترفضان العمل والجد في الحياة أو أن يدفع الآخرون لهم جزاء عدم حربهم. وهنا نرى أن هاتين العصابتين قد وجدتا مكاناً سرّياً للإلتقاء، وقائداً ملائِماً عُرِف ببثّه بجرأة لذات الأهداف والشعارات.

لا تبرير لقرارات حربية لقبيلتين لم يُضطَهدا بعد من أجل إسلامهما الذي قبلا التلوُّن به، وإنما هي قرارات تحقيق أماني قديمة معروفة.

فقد شدّ كل واحد يدَ محمد بعبارات، مثل هذه التي بايع بها النعمان بن حارثة: )أبايعك على الإقدام… لا أرأف فيه القريب ولا البعيد أي لا أعامل فيه بالرأفة والرحمة(. الحلبية 177:2 شعارات عدم الرحمة والإبادة بدأت من لحظة الاجتماع السري الذي اتُفق عليه على الحرب والإبادة. انه ليس كما بدأت المسيحية بكلمات المسيح أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم. وهو قانون المحبة الذي يربح البعيد ويبارك الجار.

عرفت قريش تفاصيل الاتفاق: وهو إخراج الطابور الخامس الصعلوكي من مكة لكي تحارب به القبيلتان مكة وتهدد سلامة الامن وتبدد سلامة الحياة العائلية والانسانية لباقي المدن والقبائل

“فَتَنَطَّسَ-أي تدقيق النظر في الاتفاق- القوم الخبر، فوجده قد كان“.

أي حقيقة مؤامرة إبادة وقرصنة منظَّمة وعامة وليس مبايعة دينية. “وخرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بأَذَاخِر-مكان بأعلى مكة- والمنذر بن عمرو، اخا بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، وكلاهما كان نقيبا.. وأما سعد فأخذوه”. المرجع: ابن هشام 69:2.

اعتراض قريش

ولقد اعترض سكان مكة على تآمُر القبيلتين على سكان مكة وباقي القبائل “غدت علينا جلة قريش، حتى جاءونا في منازلنا، فقالوا يا معشر الخزرج، انه قد بلغنا انكم قد جئتم صاحبنا هذا تستخرجونه من بين اظهرنا وتبايعونه على حربنا”. المرجع: ابن هشام 68:2 أي عرفوا تفاصيل الاتفاق انه حربٌ ومصالح حرب. وليس عبارة عن تديُّن أو درس ديانة أو فهم ديانة ونشرها. لو كان كذلك لخططوا كيف يحبون القرشيين.

لو بثت بها الأمم المتحدة لأنصفت مكة على محمد

إنه تسخير القبيلتين لفرد له طابور خامس صعلوكي داخل مكة، وصعالكة حولها مثل قبيلة غفار، وإخراجهم لمحاربة مكة. وهي تُعتَبر خيانة صريحة من محمد لقومه، واستغلال القبيلتين لخيانة فرد ورغبته في التسلُّط من أجل قتل القبائل وسرقتها، كما التآمر على سلامة مكة وأموالها وأعراض الناس فيها.

وهذه هي أصول الحرب التي ابتدأت بين مكة وقبيلة الخزرج والأوس: إنها ليست حرباً دينيةً. ولكن حرب قد وُضعت أصولها في اتفاقيات العقبة في شعاب مكة. وهي أيضا حرب دفاع مكة عن حقوقها في الحياة وأموالها ونسائها.

وحاول القرشيون ان يضعوا حظراً على جماعة محمد في مكة. إلا أنهم، أي الصعالكة، بدأوا يخرجون منها “أرسالا” أي متتابعيين “يخفون ذلك”. المرجع: الحلبية 180:2؛ ابن هشام 87:2.

فلماذا الآن تمنع قريش جماعةً خارجةً عن القانون في مدينتها، أفلا تتخلَّص مدينةٌ من أرذالها لو لم يفهم سكان مكة بنود اتفاقية حاصلة، فيها أصبحت مدينة مكة هدف اتفاق محمد مع القبيلتين. وأن من بنود الإتفاقية تهجير الطابور الصعلوكي لكي يكون مجتمعاً مع القبيلتين في جيش واحد لغزو مكة.

هجرة قائمة على هدم العائلة بعكس تعليم العهد الجديد بحفظ العائلة ومبادئ العمل في المجتمع

هجرة كل مُسلم بغض النظر عن ارتباطاته العائلية؛ فالزوجة المسلمة تهاجر سرّاً بدون علم زوجها. وتترك زوجها وأولادها في مكة بحجة أنهم لم يؤمنوا بمحمد. والشاب يهاجر تاركاً والديه ليخضع لبرنامج يحوِّله إلى وسيلة يُدفع بها للموت. وهي إذاً هجرةٌ تحارب العائلة، وليس لها أي احترام لأهم ما شرَّعه الله للإنسان.

العهد الجديد يعلِّم المرأة المؤمنة أن تخضع لزوجها وتربحه للايمان من خلال السيرة الجيده: “كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ” بطرس الاولى 3 : 1 و 2.

والاولاد ان يخضعوا لوالديهم. المرجع: كولوسي 20:3.

فالانجيل لا يزعج تركيبة العائلة التي هي من تشريع الله ونعمته. ولا يُزعِج المجتمع في ما هو عليه من أعمال. ولا يمس حقوق الآخرين في مُلكهم وعملهم. ولكن نرى المحمدية قائمة على نقض ما شرَّعه الله في العائلة والمجتمع.

هجرة قائمة على البغضة ومعاداة حتى الاهل

وفي معركة أحد (وقيل بدر) قتل أبو عبيده بن الجراح والده وكنتيجة لذلك جعله محمد واحدا من قادة الجيش. ومنع الابناء القتلة أن يظهروا أي حزن. كان أبو حذيفة بين الذين قد قتلوا آباءهم في معركة بدر. فبينما كان محمد يطرح جثة والد أبي حذيفة في القليب. لاحظ تغيّر تعابير وجه أبي حذيفة. وقال له “لعلك دخلك من شأن أبيك شيء”. فسارع أبو حذيفة في القول: “لا والله، ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا. فكنت أرجو أن يهديه الله للاسلام.” . المرجع: ابن هشام، الجزء الاول، صفحة 594.

فابنه القاتل قد شهد بمزايا حسنة كانت موجودة في والده مثل سداد الرأي والحلم والفضل. ألم تكن تلك الصفات تجعل والده في مقام سامي كأب أرفع بكثير فوق قاتليه، بما فيه الابن القاتل والعقل المدبر لتلك الاعمال الشنيعة التي ليس لها نظير في تاريخ البشرية.

موقف محمد المقنّع متآمراً على سلامة وأمن شعبه، وايضا في دخوله المدينة يعزف على اللحن الذي من اجله قد قُبل في المدينة

وتقنّع محمد بقناع غطّى به وجهه ورأسه. وخرج مع أبي بكر قاصداً المدينة. الحلبية 197:2

وهو ما لم يفعله أي نبي في أن يخفي وجهه. ويهرب متآمِراً على قتل شعبه مع شعب آخر شرس. بل كانت رسالة الأنبياء هي في عيش النبي وسط شعبه يحبهم. محمد كان يحمل رسالةً سريةً خطرة. لذلك كان يتقنع: “كان يكثر التقنع” وكان يقول عن التقنع “هذا ثوب لا يؤدى شكره” أي لأن فيه غض البصر. المرجع: الحلبية 198:2.

وكان الصعالكة يتقنعون، مثل تميم بن طريف العنبري شاعر الصعاليك. كتاب الديباج / تاليف ابي عبيده معمر بن المثنى.

أثناء دخول محمد المدينة، يقول: “إني أُمرت بقرية تأكل القرى” أي ان أهلها تفتح القرى فيأكلون أموال أهل تلك القرى، ويسبون ذراريهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية 85:3 ؛ الحلبية 240:2.

فلم يستطع محمد أن يُواجه المدينة بغير تكرار شعارات ذات البرنامج، الذي من أجله قُبِل.

About محمد البدري

مهندس وباحث انثربولوجي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.