محاسن الجرجير في بلاد الحمير

لاحظ عدد من تجار الخضروات في العراق العظيم ان نسبة كبيرة من المرشحين الجدد للبرلمان ارتادوا اسواق الخضروات donkeyوخصوصا في الفترات المساءية.
ولاحظ هوءلاء التجار كذلك ان هوءلاء المرشحين كانوا يشترون “باكات” الجرجير بكميات كبيرة مما حدا ببعضهم الى الاتصال بتجار بلد الجوار لتزويدهم بالجرجير لوجود اقبال منقطع النظير عليه خصوصا في العاصمة بغداد.
وكان عدد من خطباء الجمعة قد استعرضوا حالات الجفاء بين الازواج وعزوها لحالات البرود الجنسي التي يعاني منها الزوج والزوجة على حد سواء.
وقال احد الخطباء المتنورين ان الجرجير خير علاج لتنشيط “النعرات”الجنسية التي تعتبر من اهم اركان الحياة الزوجية الحديثة.
ولان مرشحينا الاشاوس يمتلكون عقولا اكثر طراوة من زملاءهم “الجوامعيون” فانهم سارعوا الى شراء الجرجير ليس للاحتفاظ بحياة زوجية مثالية ولا هو طموحهم في النظر ،مجرد النظر،الى بعض المرشحات اللواتي لاتختلف مقدمتهن من خلفيتهن عدا اتشاحهن بالسواد الكالح من اعلى الى اسفل انطلاقا من شعار ان السواد يسبي العباد والالوان تحجب روءية العميان.
ولكن الاخبار التي تسربت قبل ايام ان المرشحين اياهم تعدوا بخيالهم واقع الحياة الزوجية في المنطقة الخضراء وحلقوا في بلاد العم سام بعد الفوز بمقعد البرلمان.
وقد اعدوا لهذا الغرض جدولا زمنيا بعدد السفرات التي سيقومون بها خلال “عملهم” في دورة البرطمان المقبلة.
فالمهام “السفرية” الاولى الى بيروت من اجل بناء علاقات برلمانية متطورة تساهم في ارساء الديمقراطية على الطراز العربي.
وتتخلل هذه المحادثات فترات راحة يتجول فيها البرلمانيون الجدد في احياء بيروت رغم ان بعضهم يتحين الفرصة
للاستفادة من تشريعات الشيخ حسن الشمري خصوصا وانهم قد شعروا ان “الجرجير”بدا مفعوله في الظهور وعليهم تقسيم العمل مابين طفلات التاسعة والنسوان البيروتيات الشامخات.
وبعد العودة الى بغداد وبدء سيل التصريحات بنجاح هذه المحادثات التي ستقضي على “داعش”قضاءا مبرما يبدا التخطيط للسفرة الباريسية ،حيث العطور التي تنافس الجرجير فيما يصبوا اليه البرطماني الجديد.
ولان نوابنا الجدد يحملون جوازات سفر دبلوماسية فان شرطة الكمارك هناك تتغاضى عن معرفة سر هذه الكميات من الجرجير التي يحملها هوءلاء.
ويتعرض بعض المرشحين هناك الى مشكلة كبيرة حين يجد ان “الجرجيرات” قد نفذت لاستهلاكها بكثرة ولكنهم يستنجدون بالسفارة هناك لارسال مايحتاجونه اليه عبر الحقيبة الدبلوماسية.
قليل من المرشحين يذهبون الى لندن لمعرفتهم الكافية بشوارعها وسراديبها حينما كانوا يعملون في “البيتزا هت”و”كي افي سي”.
بعض المرشحين كانوا يقضون الساعات الطوال ،كما ذكر عدد من اولاد الملحة،للبحث في غوغول عن مدن جديدة لم يطاها برلماني من قبل، وقيل انهم سجلوا اسماء البلدان التي ينوون “زيارتها”من اجل توثيق العلاقات البرطمانية معها شرط الا تقل مدة الايفاد عن 30يوما.
فاصل نقال:سمع جيران وزير النقل هادي العامري وهو يبكي وينوح ويصيح باعلى صوته ان السكن العشواءي هو سبب تخلف وساءل التنقل بالقطارات التي مازالت تبحث عن ركاب بين البصرة وبغدادالا انهم،اي الجيران، تساءلوا عن سبب عدم نواحه على ابنه العاق الذي ارجع الطيارة اياها الى مطار بيروت لعدم انتظار سيادته…ولكنهم ذكروا ان هذا الشعب كثير النسيان حتى انه نسى هذه الواقعة من ضمن وقايع كثيرة يشيب لها شعر الرضيع.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.