مات زهير بيك الهنيدي ملك الطوابع البريدية السورية وغير السورية …

عرّفني عليه الصديق خالد العظم (الحفيد)منذ ثلاثين عاماً، يوم اشتد ولعي بجمع الطوابع البريدية ولكثرة ما كنت أسمع عن خبرته في هذا المجال.
كانت الأكابرية تشع من وجهه وحناياه، واللطف والكياسة واللباقة ورقة الملافظ تشي بأصله النبيل، كيف لا؟ وهو إبن قاسم الهنيدي أحد كبار دير الزور الحبيبة والعظيمة.
تاجرٌ مثقف نادر كان يملك فيما مضى مزرعة جميلة في خان الشيح ويجيد الصيد وفنون الزراعة ويعشق الفنون ويتصيد النقاش في أي موضوع ثقافي ممتع.
أصبحنا أصدقاء بفضل الهواية وتعلمت منه الكثير ثم انضم الى شلة الأصدقاء مع زوجته العزيزة فخر.
مرض منذ عدة سنين وانتقل إلى الولايات المتحدة للإستشفاء ولجمع شمل العائلة.
توفي بهدوء دون أن يدري أحد، كان كبيراً في حياته، كبيراً في مماته.
سأفتقدك يا زهير بيك حتى نلتقي. وأنا أقدم التعازي الحارة لزوجتك فخر العزيزة وبَنَاتِك وأصهارك وأخواتك، وكذلك لجميع من عرفك ولهواة الطوابع السورية وأنت كبيرهم، إذ كنت الوحيد في العالم الذي يملك مجموعة سورية كاملة من أيام العثمانيين الأخيرة إلى حكومة فيصل العربية (بأكملها) الى الإنتداب والدويلات والإستقلال بالإضافة إلى أخطاء الطباعة فيها.
مجموعةٌ فريدة في ندرتها جديرة بالتواجد في أحد أهم المتاحف العالمية.
نم قرير العين أيها النبيل. كانت سورية بحاجة إليك يوم تتعافى.
رحمك الله وطيَّب ثراك وستبقى ذكراك في القلب والعقل.
وداعاً زهير الهنيدي …

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.