مابين معتكف مرعوب وصامت مبحوح حكاية عنوانها وطن منهوب

rodenyلا أدعي ان هذا العنوان من بنات افكاري بل هو في الحقيقة لشخص (سهير الجميلي) كتبه معزز بالصور فاستأذنته بسرقته ولم يرد علي.
اثار بي هذا العنوان جملة افكار وتساؤلات بلغ بعضها حد اللعنة على كل مايحدث الان.
اطل من هذا العنوان ثلاثة اسئلة:هل شعبنا مصاب بالشيزوفرينيا؟ وهل صحيح مايقال انه يحب تعذيب نفسه ويقدّس الاشخاص بدلا من الله؟ وهل يريد اللطم … واللطم فقط وطز بكل شيء آخر؟.
اذا كان امامنا الحسين صاح “هيهات منّا الذلة” فكيف يرضى هذا الشعب بالذلة ولايحّكم عقله؟.
حيرة والله.
احد المعممين ظهر علينا يوم امس ليقول:ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يمتحننا بهذا الخراب الذي نعيش فيه.
ولك عيني كل امتحان له وقت والعربان يعانون منذ قرون طويلة حتى انهم لم يجدوا سؤال “ترك” في الاسئلة.
بدأ الخراب منذ وفاة الرسول وتم اغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين ثم جاءت الخلافة الاموية حاملة السم لكل عالم ومفكر ثم الخلافة العباسية لتكون الابن البار للامويين واكملت على بقية العلماء وتففنوا في التعذيب حتى انهم كانوا يقطعون جسد الضحية ويجبروه على اكله.
وفي عصرنا الحديث جاءنا الاستعمار البريطاني وكان بكل المقاييس “رحوما عطوفا” ولكنه استثأر بتعيين من يراه مناسبا لأستلام السلطة.
والى يومنا هذا مايزال الاضطهاد والقتل على الهوية هو العنوان السائد.
سالت دماء العراقيين في الشوارع العامة وكان آخرها ما حدث امس في شوارع الثورة ويصر البعض على الصياح “هيهات منّا الذلة”.
أي ذلة تعيشون فيها اكثر من هذه؟.
هاهي زيارة منتصف شعبان قد جاءت وستفننون في ممارسة طقوسها ثم تعودون الى بيوتكم وانتم في غاية الفرح.
زعل مني الكثيرون لأعتقادهم اني اهاجم الشيعة واتحيز الى السنة ولكنهم مادروا اني لااحترم من يضع مذهبه فوق الوطن وفوق الله مهما يكن مذهبه.
لست سنيا ايها السادة ولست شيعيا وكل ذنبي انا متيم بالعراق.
ستقولون انها شعارات صارت مخرومة ، نعم انها كذلك ولكنها تظل افضل بكثير مما نراه هذه الايام.
فاصل استسقاء: لماذا لم يعد المسلمون في معظم بلدانهم يصلون صلاة الاستسقاء وهل استبدلوها بنترات الفضة؟.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.