لماذا نحن مع الثورة؟ – رداً على نبيل فياض

قام الكاتب السوري نبيل فياض بنشر مقالاً بعنوان: ” لماذا نحن ضد الثورة؟ “, يسرد فيه الاسباب التي جعلته ومعه الكثير من اليساريين للوقوف ضد الثورة السورية المباركة؟

 وقبل ان ندحض اسبابه التافهة والتي تنحدر الى مستوى الهراء في معاداة الثورة السورية, نريد ان نذكر بأن الكاتب نبيل فياض كان بالنسبة لنا احد رموز العلمانية والتنوير في سوريا, قبل ان يظهر على حقيقته كبوق من ابواق المجرم بشار الاسد, قاتل النساء والاطفال ومدمر سوريا الحضارة بمختلف انواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا.

  ومن الجدير هنا ان نذكر بأننا كنا قد تضامنا مع الاستاذ نبيل فياض عندما تعرض لإرهاب الاسلاميين في سوريا, ولقد قمنا بكتابة مقال دافعنا به عنه وعن نضاله, ولقبناه بالفيلسوف المعلم, وهاجمنا رجال الدين المسيحي الذين لم يؤمنوا له الحماية من ارهاب الاسلاميين باقسى العبارات, ومقالنا هذا كان بعنوان: ” ليسوا رجال دين وانما سياسيون رخصاء“, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل كان نبيل فياض عميل مزدوج اراد الايقاع برجال الدين المسيحي آنذاك؟  

ونحن ليس لدينا اي شك في ان الإسلاميين الذين هددوا الاستاذ نبيل فياض ولاحقوه هم من شبيحة النظام ذاته الذي يدافع عنه الآن نبيل فياض, ويريد ان يضعه على رأسه ويضع المجرم بشار الأسد تاجاً على رأسه, كما صرح في برنامج الاتجاه المعاكس مع فيصل القاسم على قناة الجزيرة, لانه من المعروف بأنه تحت حكم عائلة الأسد الاستبدادية لا يستطيع اي انسان ان يكون اسلامي او حتى ان يتنفس من دون أمر من المخابرات ومباركتها, وأن اي شئ يحصل في سوريا كان يصب بالنهاية بمصلحة النظام واستمراريته وتشديد قبضته على الشعب. 

  ونذكر من عملاء عائلة الاسد الاسلاميبن وشبيحته شخصيات من امثال محمد سعيد رمضان البوطي, والذي انتقده الاستاذ فياض بكثير من كتاباته, وعندما اصبح البوطي غير مفيد للنظام, قام النظام نفسه باغتياله وتباكى عليه, وهذا ما سيحدث للأستاذ نبيل فياض فيما اذا قررت المخابرات السورية بأنه اصبح عبئاً عليها, فهل يتعظ الاستاذ فياض؟ 

  وايضا هناك من شبيحة النظام مفتي الجمهورية حسون, ووزراء الاوقاف في كل الحكومات السورية منذ اكثر من اربعين سنة على حكم عائلة الاسد لسوريا, ويضاف ايضاً الى الشبيحة الاسلامية جميع أئمة المساجد السورية وعلى مدى اربعين عاماُ من حكم عائلة الاسد والذين كانوا يسبحون بحمد المجرم الطاغية ليل نهار, ويضاف اليهم جميع طلاب المعاهد الاسلامية والمدارس الدينية السنية والحوزات الشيعية, والتي تكاثرت لدرجة مبالغ بها بعهد عائلة الاسد, وذلك من اجل ان تنافس عائلة الاسد الاسلاميين على الاسلام: راجعوا مقالنا : ” المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة“. 

  بعد هذه المقدمة نعود الى مقالة الاستاذ نبيل فياض, ونلخص اهم اسباب وقوف نبيل فياض ضد الثورة السورية, هو ان السعودية وقطر وتركيا هم من مؤيدي الثورة السورية؟ وهذا قمة الهراء…! فلربما السعودية وقطر وتركيا هم مع ان يرتدي الناس ملابسهم وهم يسيرون في الطريق فهل يجب على الناس ان تسير عراة لان قطر والسعودية وتركيا هي مع ارتداء الملابس في الطريق؟؟  ما هكذا تورد الابل في النقاش العلمي؟

 مثال اخر: السعودية وقطر وتركيا هم مع اطعام الجياع في أفريقيا, فهل يجب ان نكون مع تجويع الشعب الافريقي لأن السعودية وقطر وتركيا تؤيد اطعام الجياع في افريقيا؟؟

   ويتسآل الاستاذ فياض في مقاله:  لماذا كان اردوغان وامير قطر وملك السعودية من اصدقاء بشار الاسد والآن فجأة اصبحوا ضده؟ وردنا هنا: ما دمت تسأل مثل هذه الاسئلة السخيفة فسنعاملك بالمثل ونسألك: ما دام زعماء السعودية وقطر وتركيا بهذا السوء لماذا كان سيدك بشار الاسد يقيم معهم علاقات ويتستقبلهم في قصره؟ حتى انه دعم الاقتصاد التركي على حساب قوت المواطن السوري: راجعوا مقالنا: “عائلة الأسد تسرق سوريا“. 

  هذا من جهة, اما من جهة اخرى فنحن نتسآل هل قطر والسعودية وتركيا هي فعلا مع الثورة السورية؟ 

  الجواب قطعا لا, فهذه الدول ليس لديها اي مصلحة في التغيير بسوريا, لأن التغيير سيصل الى جحورهم, وقد وقفت هذه الدول بإستماته مع بشار الاسد ونظامه في البداية حتى ارتكاب بشار الاسد جرائم حرب ضد الشعب السوري, وهذا لن يرض به المجتمع الدولي, وقد جائتهم تأكيدات من اميركا بأن بشار الاسد لم يعد مقبولا ان يستمر بحكم سوريا بعد ارتكابه جرائم حرب ضد الشعب السوري, عندها فقط وقفت هذه الدول ضده لان الموضوع خرج من ايديهم, والمجتمع الدولي اخذ قراره بأن نظام بشار الاسد الاجرامي يجب ان يسقط, وهذا ما حصل بمصر وليبيا, وهذا ما سيحصل بسوريا.

 ولهذا السبب فان كل من قطر والسعودية وتركيا هم الان عاتبون على المجتمع الدولي واميركا, لماذا هذا التأخير بإسقاط الطاغية بشار الاسد طالما اخذتم القرار باسقاطه وطالما انه لم يعد مقبولا فليس من مصلحة هذه الدول ان يطول الامر لهذا الحد لان الاطالة تشكل خطر على مصالحهم واستقرار بلدانهم؟  ولكن المجتمع الدولي واميركا لهم حساباتهم الخاصة التي لن ندخل بتفاصيلها في هذا المقال.

وفي الختام,هذا هو ردنا على بعض هراءات الكاتب نبيل فياض اما بقية هراءاته فقد رددنا على مثيلاتها في مقالات سابقة لنا ولا تستاهل الخوض بها مرة اخرى.  

نعم نحن مع ثورة الشعب السوري ضد نظام عائلة الاسد المجرمة.

نعم نحن مع ثورة الشعب السوري من اجل الحرية والكرامة.

 هوامش: 

  ليسوا رجال دين وانما سياسيون رخصاء  

المزايدة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة

 عائلة الأسد تسرق سوريا

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.