لأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية …. بقلم : طلال عبدالله الخوري

الأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية

بقلم طلال عبدالله الخوري

كان بامكان الاب الايطالي باولو دالوليو ان يمضي خدمته الكنسية بموطنه الاصلي ايطاليا, معززاً مرفهاً, ولكن نداء المحبة الذي لقنه اياه معلمه رسول المحبة الصافية لكل الناس بما فيها الأعداء, جعلته يحط رحاله بدير مار موسى الحبشي,( بالسريانية ܕܝܪܐ ܪܡܪܝ ܡܘܫܐ ܚܒܫܐܝܐ, وتلفظ باستخدام احرف عربية كالتالي: دَيرو دمور موشِ حبشويو) لكي يمضي 30 عاما من عمره في البناء وخدمة اهل سوريا المسلمين منهم قبل المسيحيين ينهلون من رسالة محبته المخلصة.

لقد جعل الأب باولو من حوار الأديان بين المسيحيين والمسلمين هدف ورسالة له يريد ان يؤديها وأن يوصلها الى العالم, وقد قام بنشر كتاب بهذا الصدد تحت عنوان «الإيمان بيسوع، وحب الإسلام».

لم يقتصر عطاء الأب باولو لاهل سوريا على الحوار, وانما توج محبته بعمل وكد دؤوب وعلى مدار اكثر من عشر سنوات قام خلالها بترميم دير مار موسى الحبشي والذي كان قبل ذلك ديرا مهجورا و مجرد حطام لمبنى بيزنطي ولوحات جدارية متلاشية باهتة تعود إلى القرن الـحادي عشر الميلادي.
لقد قام الأب باولو بترميم الرسوم الجدارية والكنيسة بشق الأنفس. ثم قام بترميم بيوت الضيافة الحجرية المتمركزة بتناغم في التلال المرتفعة. ولكي يكون وفيا لحضارة سوريا العريقة, مهد الأبجدية والعلم, قام بترميم واستصلاح مكتبة الى جانب عدة مكاتب. ولم ينس ضيوفه من الزوار السوريين والاجانب ومن المسلمين قبل المسيحيين, فأنشأ لهم متنزه واسع النطاق.

ثم قام ايضا بتجديد دير آخر على بعد 30 ميلا، إضافة لبعض الكهوف القديمة التي كان النُسّاك يستخدمونها قديما كملجأ.

يعمل الأب باولو ايضاً مع القادة المسلمين المحليين في مشاريع تعليمية وبيئية وإقامة مؤتمرات في لاهوت التوحيد, حيث يجيد الاب باولو العربية مثل اهلها الى جانب عدة لغاة اخرى.

خلال اقامته وعمله بسورية على مدى اكثر من ثلاثين عاماً, لم يتدخل الأب باولو بالسياسة قط ! ولم يمالق الرئيس بشار الاسد او والده حافظ الاسد, لكي يحصل منهم على العطايا, كما يفعل رجال الدين السوريين والعرب, وهو الذي يحمل الجنسية الايطالية, وله شهرة ووزن على مستوى العالم, والتي من اجلها يسيل لعاب اي ديكتاتور عربي من اجل تسخيرها لتلميع صورته عالميا وأن أي طاغية مستعد من اجل هذا الهدف بدفع اي ثمن يريده الأب باولو ! راجعوا مقالنا: قس وعلماني, معضلة الكنائس العربية.

لم يستطع الأب باولو, وهوالذي يفيض بالمحبة والحق والذي يكره الظلم, ان يرى ابنائه من السوريين, يرتكب بحقهم الطاغية بشار الأسد وشبيحته المجازر الوحشية وبشكل يومي وممنهج, أن يلوذ بالصمت كما يفعل الجبناء ورجال الدين الدجالون, فقال كلمة حق عندما جبن الاخرون, ووقف بوجه الطاغية وقال له: كفى ارهابا ولا يحق لك بان تهمش اي فئة من الشعب, ويجب ان تحكم بالديمقراطية.

لم يعجب طبعا كلام الأب باولو الطاغية بشار وأمره بمغادرة سوريا؟؟

الأب باولو يرفض ان يغادر سوريا ويترك ابنائه للجزار وللغدر, وسيثبت, ولن يحيد عن الحق, لان معلمه قد تجلى بضوء باهر كالشمس رمز الحقيقة والحق.
طبعا بشار الاسد سيحسب كثيرا قبل ان يفكر بآذية الأب باولو, فهو له مكانته العالمية, وبشار يعرف بان ثمن آذية الاب باولو اكثر من ان يستطيع ان يتحمله نظامه البائد في هذا الوقت الحرج له.

الف تحية للأب البطل وابن سوريا عى مدى اكثر من ثلاثين عاما لموقفه المشرف الى جانب الحق والحقيقة.
ونحن نقترح بان يتم تسمية الجمعة القادمة للثورة السورية باسم الأب باولو رمز الشجاعة والحق والوفاء.
ونقترح ايضا بتسمية ساحة باسمه بعد انتصار الثورة وفاءاَ لاخلاصه لوطنه الثاني سوريا.

طلال عبدالله الخوري

هوامش: قس وعلماني (معضلة الكنائس العربية)؟

الويكيبيديا:
دير مار موسى الحبشي ( بالسريانية: ܕܝܪܐ ܪܡܪܝ ܡܘܫܐ ܚܒܫܐܝܐ دَيرو دمور موشِ حبشويو) هو دير سرياني قديم في سوريا يبتع جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية بحسب طقس الكنيسة السريانية الكاثوليكية يقع على مسافة 80 كم شمال دمشق و15كم عن مدينة النبك، على سلسلة جبال القلمون السورية، يرتفع 1320م عن سطح البحر، تشير الكتابات على جدرانه أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة 1058م
تعود تسمية الدير إلى القديس موسى الذي ترك الحبشة وهاجر إلى سوريا، وقد عاش أولًا في دير مار يعقوب التاريخي الشهير بالقرب من بلدة قارة شمالي مدينة النبك ثم أتى وادي الدير وأقام في إحدى المغر متنسكًا، حيث يقوم اليوم دير مار موسى. يتميز الدير بموقعه المهيب المشرف على وادٍ سحيق وفيه كهوف وآثار.
بعد أن طاف في أماكن مقدسة في سوريا قام المستشرق الإيطالي باولو ديل أوغليو (بالإيطالية
)Paolo dall Oglio
اليسوعي وسمي لاحقًا (الراهب بولص)؛ بزيارة الدير صيف عام 1982، لقضاء بضعة أيام في التأمل في هذا المكان المقدس، لكنه بعد ذلك قرر البقاء فيه وبدأ عملية ترميمه عام 1984. تطوع بعض الشباب للمساعدة في الترميم الذي استمر حتى صيف عام 1991، حيث بدأ الأب بولص بإعادة الحياة الرهبانية إلى المكان بمساعدة الشماس الحلبي يعقوب مراد

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to لأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية …. بقلم : طلال عبدالله الخوري

  1. Ahmed says:

    Father Paolo dall Oglio
    is a just holy person
    he loves all syrian people muslims and christians

    thanks

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.