كيف صار العراق يشتري منتجات النفط من ايران

يقول المثل العراقي ( انه ام النخل واليوم اصبحت طواشه ) والمثل حكاية تدور حول امرأة عراقية كانت تملك عدة بساتين، دار عليها الزمان وخسرتها ،فاصبحت تلتقط التمر المتساقط من النخل في بساتين الاخرين ،وهذا هو معنى ( الطواشه ) .
وهذا هو حال العراق رابع بلد منتج للنفط في العالم والثاني في اوبك ،وقد وصل به الحال حد ان يشتري المنتجات النفطية من ايران والكويت ،ولا تفكر كثيرا كيف وصلنا لهذا الحال فالنظام الذي ثبتت ركائزه على الفساد والتغانم وسرقة واردات النفط ذاتها لم يبق في خزانته العامة ما يمكنه من شراء مصافي تسد حاجة البلد بعد ان فكك عملاؤه في الحشد الولائي لايران عدة مصاف من بينها اقسام من مصفى بيجي المعطل حتى اليوم ومصفى الدورة وتعطيل مصافي اخرى في البصرة وكلها كانت وجهتها الاخيرة ايران ،ما افلس ذات اليد العراقية من القدرة على انتاج مشتقات النفط ،ودفع العراق الى شرائها من الكويت وايران ،ولا تنس ان الجارتين العزيزتين سرقتا على ما سرقتاه من العراق وبخاصة ايران الملالي ذات اليد الطولى في السرقة ،حتى ابار النفط الحدودية المشتركة ،واخر ما سمعناه ان الكويت تطالب العراق بضم مواقع ثلاثة ابار نفط الى داخل اراضيها ،ولا نعرف هل سيوافق حثالات العراق على هذا ام لا وان كنا نرجح الموافقة بعد قبض الثمن وبشان شراء العراق تلك المنتجات أ كد الخبير النفطي، نبيل المرسومي، هذا اليوم السبت، ان الاموال التي ينفقها العراق على شراء منتجات النفط من دول الجوار تكفي لانشاء عدة مصافي تكرير في البلد تلبي الطلب الداخلي، مبينا ان العراق لغاية الان ينفق 920 مليار دينار في شراء المنتجات.


وقال المرسومي في تصريح صحفي ” ان “العراق هو ثاني اكبر دولة منتجة للنفط على مستوى اوبك ورابع اكبر دولة منتجة في العالم ومع ذلك فشلت الحكومات ووزارات النفط المتعاقبة في بناء صناعة تكرير تستطيع تلبية احتياجات الطلب الداخلي من المنتجات النفطية مما أدى الى استيراد البعض منها من ايران والكويت بمبالغ كبيرة بلغت ٩٢٠ مليار دينار عام ٢٠١٨ لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء ولوسائل النقل”.
وتابع “لو كانت هناك سياسة اقتصادية وطنية لاستثمرت أموال النفط الفائضة في بناء مجموعة من مصافي النفط في عدد من المحافظات العراقية وهو ما سيؤدي الى سد الاحتياجات المحلية من المنتجات النفطية من دون حاجة للاستيراد والى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للعاطلين عن العمل”.
يذكر ان وزارة الكهرباء، اعلنت امس الجمعة، عن مباشرة وزارة النفط الكويتية بتجهيز الوزارة بوقود الكازأويل لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة.
وذكرت الوزارة في بيان صحفي انه “بتوجيه من أمير دولة الكويت، صباح الاحمد الجابر الصباح، ستباشر وزارة النفط الكويتية بتجهيز وزارة الكهرباء العراقية بوقود الكازأويل لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة ودعم الوحدات العاملة”.
واشارت الى ان “بارجة كويتية محملة بكمية (٣٠ الف) متر مكعب، من وقود الكازأويل ستصل اليوم السبت الى موانىء البصرة، كدفعة أولى”، مبينا ان “الكميات الاخرى ستتوالى وبشكل دوري على مدى الايام المقبلة”.
وفي السياق ذاته، طرحت “هيئة الاستثمار الوطنية” خلال مؤتمر المانحين الأخير في الكويت ثلاثة مشاريع لتكرير النفط بطاقة 600 ألف برميل يومياً، أكبرها في محافظة البصرة بطاقة 300 ألف برميل، واثنين في ذي قار والأنبار بطاقة 150 ألف برميل لكل منهما.
وتزايدت حاجة العراق إلى مشتقات النفط بعد سيطرة تنظيم “داعش” الارهابي على مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين عام 2014، التي كانت تؤمّن نحو ثلث حاجة البلد بطاقة تصل إلى 170 ألف برميل يومياً، ولا تزال المصفاة خارج الخدمة بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، وقيام بعض عملاء ايران بتهريب مفاصلها الى ايران .

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.