كيف تأمل مختلف التكتلات السورية بأن يكون الحل في سوريا وما هي اوراقهم

رأي أسرة التحرير 12\2\2018 © مفكر حر

من الواضح بأن المجتمع السوري منقسم الأن بين تكتلات مختلفة, سنقوم في هذه السطور بإستعراضها وتوضيح كيف تأمل كل منها بأن تسير أمور الحل في سوريا وعلى ماذا يعتمدون بآمالهم, والأوراق التي يلعبونها.

أولاً: تكتل جماعة الأخوان والمعارضة المسلحة المرتبطة بها: يؤمن هذا التكتل بالخلافة الإسلامية, وبالإنتصار العسكري على النظام, حتى ولو بعد قرون, لكي يسيطروا على كامل سوريا وشعبها ويخضعوهم لشريعتهم التي يعتبرونها الهية لتكون نقطة البداية لتحقيق الخلافة … طبعاً, لا يهمهم كم من التضحيات سيكلفهم هذا الانتصار, فهم يعتبرونها مسألة عقائدية لا تقبل المساومة … اما اوراقهم لتحقيق هذا الهدف, فهم يؤمنون بأن خليفتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اصطفاه الله لكي يعيد الخلافة الإسلامية, وهم يعتمدون عليه بأن ينتزع لهم حل سياسي من القوى العظمى (روسيا وأميركا) يضعهم بالسطلة لكي تكون نقطة البداية لمشروعهم بالخلافة, فهم يقولون للأمريكان عند يجتمعون معهم: “يجب ان تقبلوا بدولة دينية سنية مثلما قبلتهم بدولة دينية شيعية في ايران” … اذاً: هم لا يأبهون برفض غالبية المجتمع السوري لهم (طبعا ما عدى حاضنتهم الشعبية في الريف الدمشقي والحموي والحلبي وإدلب), طبعاً هم لا يؤمنون بالدمقراطية والانتخابات, لانهم يعرفون بان الشعب سيرفضهم, لذلك هم يعتمدون على الدبلوماسية التركية لإيصالهم للسلطة, بالضبط كما فعلت أميركا عندما وضعت إدارة أوباما ووزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون جماعة الاخوان في الحكم في مصر قبل ان ينقلب عليهم الجنرال ” عبدالفتاح السيسي ” بدعم من دول الخليج أعداء جماعة الاخوان… اذا هم يضعون كل اوراقهم ومالهم ودماء أبنائهم بسلة أردوغان, ويعتبرون بقائه بالسطلة في تركيا, تستحق كل هذه الدماء والتضحية بالمال والأرض والعرض, مثل بيع حلب للنظام وقتال السوريين من الأكراد الى جانب الجيش التركي, لأنه هدفهم عقدي لا يقبل المساومة.

ثانياً: تكتل الموالين للنظام: بنفس الطريقة التي تضع جماعة الأخوان كل بيضها بسلة أردوغان, هؤلاء يضعونها بسلة رئيسهم بشار الأسد, ويعتبرون مسألة انتصاره وبقائه في السلطة هي كل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم للمحافظة على المزايا التي كسبوها من خلال حكم عائلة الأسد, وهم يأملون بأنهم مع الفريق المنتصر بسوريا, ليس فقط للمحافظة على مكاسبهم, ولكن الأكثر من هذا, هم يأملون بمضاعفة هذه المكاسب عشرات المرات, لانهم مع الفريق المنتصر الذي سيكوش على كل شئ في سوريا, أي نفس طريقة تفكير جماعة الأخوان .. اما أوراق هذا التكتل فهم يأملون بأن دبلوماسية النظام مع حلفائه في روسيا وإيران ستقنعهم بأن يستثمروا اكثر ماديا وعسكرياً حتى يكتمل لهم النصر, وهم لا يبالون ايضا بمقدار التضحيات والتكلفة في الأرواح البشرية والممتلكات, لانهم يعتبرون خسارة نظام الأسد ستؤدي الى خسارتهم كل شئ كسبوه من وراء تبعيتهم لهذا النظام.

ثالثاً: تكتل حلفاء أميركا في مناطق شمال شرق سوريا وجنوبها: هؤلاء يأملون بأن يصبح لهم حكم لامركزي يتخلصون به من استعباد نظام الأسد في دمشق لهم .. وهم اكثر التكتلات السورية واقعية, وهم الأكثر نجاحاً واوراقهم هي تحالفهم مع الغرب المتحضر وسعيهم لحكم دمقراطي لا مركزي متحضر كما هو الحال في الدول المتقدمة .. وينضم الى هذا التكتل كل العلمانيين السوريين الحقيقيين.

رابعا: تكتل اليساريين السوريين: بنفس الطريقة التي تضع جماعة الإخوان كل بيضها في سلة أردوغان, هم يضعونها في سلة الطاغية فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وهو بمثابة “عمهم زوج امهم” بعد وفاة “والدهم ” النظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو.. هؤلاء يأملون بأن يستطيع بوتين مساعدة نظام المجرم بشار الأسد بالانتصار على المعارضة وتركيعها, ثم يأملون بأن ينقل لهم السلطة من نظام عائلة الأسد اليهم, لكي يعيدوا تشكيل نفس النظام المخابراتي الاسدي التابع لروسيا … أي كل ما تأمله هذه الكتلة هو ان تنتقل السلطة في سوريا من عائلة الأسد اليهم من دون أي تغيير حقيقي في سوريا , وقد كنا فصلنا عنهم مقال سابق يمكن الرجوع اليه على هذا الرابط: اليساريون السوريون عقبة كؤود للتغيير الحقيقي في سوريا تماماً كما جماعة الأخوان.

 

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.