كل يوم في سوريا هو جمعة عظيمة

من أوراق الأمس

إنها ذكرى استشهاد النبي السوري السيد المسيح أمير السلام و الذي كانت قوته في ضعفه، و رسالته في أفعاله مات مظلوماً مسمّر اليدين، مسلوباً حرية التعبير و الدفاع عن النفس قضى تحت التعذيب باستنزاف آخر نفس منه ففارقت روحه المعذبة جسده المنهك بعد معاناة طويلة توشك آن لا تنتهي.
في سوريا كل يوم العشرات من أبنائها يعيشون ظروفه و يجسّدون قصته و معاناته. حيث اعتقلوا بكل ظلم و حقد و عبودية أُهينوا و عذبوا ليس من قبل الرومان و اليهود، بل من قبل إخوة لهم بالوطن باعوهم بثلاثين من الفضّة إلى الطاغية و باعوا معهم ضميرهم و وجدانهم ووطنيتهم، و لا يغيظ هؤلاء الوحوش أكثر من موت السجين لأنه يعني توقف استمتاعهم السادي بجلسات التعذيب .
هؤلاء السوريون المساكين الذين لا حول لهم و لا قوة، لا صوت منهم و لا كلمة إلا آهات العذاب تستصرخ إله السماء بعدما سئمت استصراخ ضمائر الأرض ، لتخبوا بالنهاية فيستشهدون بصمت كل يوم تحت أبشع أنواع جلسات القهر و التعذيب فيعانون في لحظات موتهم الأخيرة آلام السيد المسيح، فتتوحّد أرواحهم مع روحه ليخلق من كل منهم لحظة موته مسيحاً جديداً. فكل مظلوم مات تحت التعذيب يعمًد بآلامه و يولد مسيحاً حياً لا مسيحيا ليكون أقرب إلى السيد المسيح من أي مسيحيٍّ آخر . فلكم كل الأدعية، كل الابتهالات و الصلوات، كل الدموع و الشموع ، كل الندور و البخور، كل الركوع و الخشوع،

About الأرقش

كاتب وطيبيب سوري يعيش بأميركا
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.