كفن الزوجة

استمرارا لسرد النشاط العظيم الذي تعتبره مجامعنا الفقهية أنه فقه الأئمة الأربعة ونبلاء الفقه الإسلامي الذين أورثونا إرضاع الكبير وقتل المرتد وقتل تارك الصلاة وغير ذلك من أباطيلهم التي يعتبرونها فقه إسلامي..فنحن معكم هنا لنراجع فقههم بالنسبة لكفن الزوجة المتوفاة، حتى تعلموا بأنكم تتبعون فقه الأراذل تحت مسمى الفقه على المذاهب الأربعة .
فالمالكية والحنابلة قالوا لا يلزم الزوج بشراء كفن لزوجته المتوفاة ولو كانت فقيرة …[راجع الفقه على المذاهب الأربعة طبعة دار الحديث الكتاب الأول مبحث الجنائز باب التكفين صفحة 425 رقم الإيداع بدار الكتب 5073/94. شارع جوهر القائد رقم 140 أمام جامعة الأزهر].
وأنا لا يعنيني في هذا إلزامه بتكفينها أو عدم إلزامه لكن….
• يعنيني الصورة الفقهية للأئمة……..
• ويعنيني الصورة التي تدلل على فقدان السلف للمروءة……
• ويعنيني الخبل الفكري لفقهاء الأمة الذي يجعل الأمة جيلا بعد جيل تفخر بهذا الفقه……..
وتأمل قولهم بأنه ليس عليه كفنها ولو كانت فقيرة، فبماذا يأمر هؤلاء الأئمة؟، أيأمرون الناس بالخِسَّة، أم يشجعونهم على النذالة، أيكون هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟، هل هذه هي الصورة التي يتشدقون بها من أن الإسلام قد أكرم المرأة؟، وهل هذه هي الشريعة التي يريدون تطبيقها بالبلاد إذا ما دان لهم الأمر.
بل انتهى فقه الأئمة الأربعة على عدم مسئولية الزوج في أجر طبيب ولا نفقة دواء لزوجته إذا مرضت….فهل بعد ذلك من انعدام نخوة وفقدان رجولة.
والإمام مالك (ولد في 93 وتوفي 179 هجرية)، وهو إمام دار الهجرة (المدينة المنورة) فانظر كيف تبدل حال المسلمين بعد رحيل رسول الله وقبل مرور مائة عام على وفاته صلى الله عليه وسلم.
والإمام أحمد ابن حنبل (ولد 164 وتوفي 241 هجرية)،
بما يعني استمرار هذا الفقه المؤسف مئات السنين، بل لا زال يطبع بكل عزة وفخر ويتم تدريسه لأبنائنا بالأزهر….فهل نحن أمة لها أي بصيص من نور العقل أو الأخلاق؟.
ورغم أنهم يجيزون للرجل هذه النذالة فإنهم يجيزون له نذالة أكبر وهي أن للزوج أن يطأ زوجته مضاجعة وداع وهي جثة ميتة.
فإذا كان وطء الميتة لا يوجب الحد، أي العبث بحرمة الأموات، فكيف بمجامعة الزوجة وهي ميتة، ولست أدري أيُّ فقه وأيُّ فقهاء وأيُّ تراث هذا؟.
)…..( المغني – عبدالله بن قدامة / ج 10 / ص 152 / ط دار الكتاب العربي ).
)……………… ( حاشية الدسوقي / ج4 / ص 314 / ط دار الفكر ).
لذلك لا تعجب إن قص عليك أحد دعاة السلفية أن المسلم الحق (في نظرهم) من يدفن زوجته في الصباح ويعرس بأخرى بالليل وهو يقول [أخشى أن ألقى الله أعزبا]، أرأيتم كيف كانت تقوى هذا السلف وتلك الأئمة؟.
فإذا أضفنا لذلك فقه الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي بأنه ليس على الزوج نفقة الطبيب لزوجته ولا ثمن الدواء، ولا إطعامها الفاكهة ولا الشاي والقهوة، (المرجع السابق الجزء الرابع الصفحات من 546]،علمت الوجه العابس للفقه السلفي فيما يخص المرأة.
فإذا تكلمنا في تحريرها من قيود ذلك الديناصور الفقهي المسمى زعما منهم بأنه [الشرع]، قالوا بأننا علمانيين وإباحيين ونرنوا للغرب وانحلاله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد يتساءل سائل عن سبب فتح تلك العورات الفقهية….وإليك الإجابة:
• إنها الحرية الفكرية والفقهية …فنحن نطالب بألا نكون عبيدا نقف على حدود أعتاب فكر أبو حنيفة أو غيره.
• نحن لا نريد أصناما بشرية ترتع في رءوسنا ويكرهوننا أن نبجلها ونذعن لمنتجها الفكري.
• نحن نريد أن يكون ديننا نموذج لما ورد بكتاب الله من رقي الأسلوب وسمو الغاية.
إن هذه هي حقيقة الإفراز الفكري والفقهي الذي نقوم بتعظيمه باسم فقه الأئمة، بينما هو فقه لا يصدر عن فهم الحشرات….. فما أظن الصرصور يتعامل هكذا مع عشيقته….ثم بعد ذلك يتهموننا بالعمالة للغرب وأننا أصحاب أجندات لهدم الإسلام، وأننا غير متخصصين… بينما أرى بأن من يعبدون الفئران لديهم نخوة وأخلاق أفضل من ذلك الفقه الذي يتمسك به المسلمون أو من يظنون بأنهم على دين سماوي اسمه الإسلام بينما هم على شريعة أحط من شريعة الصرصور، ويرفضون تماما مبادراتنا للعودة لفقه القرءان.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.