كريوستي CURIOSITY , وأشياء اُخرى !

رعد الحافظ

كطاووسٍ غارقٌ في دنياه !

لا تستغربوا الكراهيّة والقتل والغدر الذي تشهدهُ بلادنا البائسة .
كذاك الذي جرى في سيناء عندما قتلوا 16 جندي ساعة الأفطار .
أو عندما أعدموا رمياً بالرصاص ( عائلة برّي ) في سوريا دون مُحاكمة , ولا حتى صوريّة .
لو شئتم المتابعة لسمعتم كلّ يوم عن فضائع مُماثلة , فما خفي في السعودية والبحرين والعراق واليمن وباقي دولنا .. كان أعظم .
الأصح أن نستغرب ترك أصحاب تلك الفتاوى أحرار طلقاء ينخرون مجتمعاتنا كما يحلو لهم دون صدور ولو قانون واحد يمنعهم ويجرّمهم .
في هذا المجال أنقل لكم تعليق قديم ل عبد الحليم قنديل / يقول فيه :
{ وقد اُتيحَ لي أن أستمع وأشاهد فتوى غاية في الشذوذ للشيخ أبو اسحاق الحويني . وهو إسم إتخذه شيخ سلفي مصري لنفسه، وليس إسمه الحقيقي، وهو حرّ طبعا في أن يُغيّر إسمه كما يشاء .
والرجل له أتباع كثيرون، ويسمونه (( المُحدّث الأكبر )) , ويصف الحويني شيخ الأزهر, بأنه رجل جاهل !
ما علينا، المهم ما يقوله هذا الحويني . تحدّث مرّة عن فريضة الجهاد في الإسلام، وبعبث ظاهر وسوقية مفرطة، حدث مستمعيه المأخوذين عن الفقر والجهاد، وقال لهم أن فقركم سببه تناسى فريضة الجهاد !
كيف يامولانا ؟
قال إنّ الغزوات تجلب السبايا , و بيع السبايا يحلّ المشكلة الاقتصادية وعلى حد قوله :
{ الواحد يرجع من الغزوة، ومعاه شحط وأربع نسوان وجيبه مليان }
إلى هذا الحد بلغَ سفه القول بإسم الدين، وتحقير فريضة الجهاد في سبيل الله، وكأنّ الجهاد في الإسلام يشبه ـ والعياذ بالله ـ تكوين عصابة لسرقة الأموال والنساء .
ويضيف قنديل ما يلي :
ولو أراد أشد أعداء الإسلام أن يطعنه، فلن يبلغ في عداوتهِ مثل هذا الذي قاله هذا الحويني . ولم يعتذر عنه، أو يستغفر ربه، وإستمر في الإنتفاخ كطاووسٍ غارق في ملذات الدنيا وأموالها ونسائها، ومتقاعس قاعد عن قول كلمة حق واحدة في وجه سلطانٍ جائر } إنتهى
************
أولمبياد وأحلام وحسرات !

في اليوم السابع من أولمبياد لندن , المُصادف الجمعة 3 / 8 / 2012
وبالذات في مسابقة الدراجات الفرقية / الرجال ( عدد 4 )
فاز بالميدالية الذهبيّة / الفريق البريطاني , ثم تلاه بالفضّية / الفريق الاسترالي , ثمّ تلاهم بالبرونزية / الفريق النيوزلندي .
إرتفعت الأعلام الثلاث بطريقة جميلة تخلب الألباب يتوسطها العلم البريطاني , وهو نفس العلم المتواجد في زاويتي العلمَين الآخرين .
تسائلتُ مع نفسي / ماذا كان حالنا اليوم , لو كان العراق في إتحاد الكومنويلث مثلاً ( كما أرادت له بريطانيا ) , هل كنّا لنشبه ماليزيا أقلّهُ ؟
أو في حلف بغداد أو الناتو / هل نشبه تركيا ساعتها ؟
ثم سحبتُ نفساً عميقاً من سيكارتي ودوّنتُ ملاحظتي هذهِ , كي لا أنساها
( وليستمر القلب في القفز كمثلِ ضفدعٍ في العشب ) , كلّما لمحتُ ما يشبه علم العراق !
يعني حتى قطر والكويت والسعودية حصلوا على برونزية , من دون العراق / فمتى تنتهي خيباتنا ؟
***********
وبمناسبة الأولمبياد والمستوى العربي
ف تونس في ظنّي هي الأفضل عربياً , نظراً لصغر حجمها مقارنةً مع الفعاليات التي تُشارك فيها .
وهي فازت بكرة اليد على فرق كبيرة مثل كرواتيا . فيما فريقاها بالسلّة والطائرة قارعوا الكبار وأطاحوا ببعضهم .
شوفوا شويّة العلمانية ( زمن الحبيب بورقيبة ) بتعمل إيه ؟
أملي بتونس أن تقود الثورة الثانية على البغاة المشايخ هذه المرّة , لتبقى رائدة في هذا الربيع العربي الطويل !
*************
شفافيتهم وفسادنا
http://sverigesradio.se/sida/artikel.aspx?programid=2494&artikel=5221872
خبر اليوم الذي نسختهُ من الإذاعة السويدية باللغة العربية الى موقعي في الفيسبوك هو التالي :
جهاتٌ شعبية ونقابية تنتقد الحكومة السويدية , لماذا ؟
لأنّهم إستوردوا سيارات إسعاف (في مقاطعة واحدة هي فيسترا يوتلاند ) من شركة بولندية تُصدّر عربات عسكريّة الى السعودية .
يا للهول !
يقول مُمّرض الإسعاف السويدي ( في ألينغسوس) وإسمهُ / پير آنديش أوستروم , تعليقاً على الخبر
إنّ الديمقراطيّة تُباع مقابل الحصول على عقود رخيصة .
ويضيف هذا البطران ما يلي :
أنّه لأمر مخيّب أن تقوم جهات رسمية بالتبضع من شركة تقوم في نفس الوقت بالتصدير الى دكتاتوريات تقمع شعوبها.
بينما ( لينا هولت ) مُمثلة حزبنا الإشتراكي الديمقراطي في مجلس المقاطعة ومسؤولة المشتريات فيه قالت عن الصفقة ما يلي :
إنّ هذا غير مقبول أخلاقياً , لدينا في الحقيقة قواعد مشتريات و شروط أجتماعية وبيئية يتعين الألتزام بها عند أبرام عقود الشراء .
إنّها جوانب يتوّجب علينا الآن النظر ,فيما أذا كان قد تم الإلتزام بها .
هل سيكون فضول منّي لو بعثتُ لها برسالة تحكي عن قصّة الكهرباء الحزينة في العراق التي دخلت عقدها الثالث ( منذ 1991 ) دون حلّ ؟
لا بل أنّ دول كبيرة في المنطقة كمصر أصابتها عدوى الكهرباء العراقية .
*************
الصورة فجرُ الكلام
( تعبير للشاعر السويدي ترانس ترومر / الفائز بنوبل للآداب )
إنظروا الى صورهم التي بثّوها لنا من الكوكب الأحمر / المريخ .
Curiosity lands on Mars
مسبار كريوستي روفر ( الفضول ) يحّط على كوكب المريخ , في السادس من أغسطس 2012
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2012/08/120730_mars_rover.shtml

هذا أمرٌ مُذهل / قال ألن تشين , نائب قائد فريق الهبوط ,وأضاف : لا أستطيع تصديق ما أرى .
وهو مُحّق في فرحته فمعظم المركبات السابقة كانت تحترق عند محاولة إختراقها جو المريخ .
والتقنية التي إعتمدوها هذه المرّة تقوم على سلسلة من المناورات التلقائية بإبطاء سرعة المسبار من 20 ألف كم / ساعة ( عند إحتكاكهِ الأوّل بجو المريخ ) الى أقلّ من متر بالثانية لحظة الإرتطام بالسطح .
والفضول ليس مقتصراً على إسم المركبة ذات الكلفة 2,5 مليار دولار . ولا على سرعتها والمسافة التي قطعتها وهي أكثر من نصف مليار كيلو متر
لكن الفضول موجود في عملها أيضاً , حسب العالم المصري / فاروق الباز .
حيث ستقوم بحفر الصخور والتربة وأخذ عيّنات وتحليلها بالليزر أو ال X-ray لمعرفة خصائصها الكيمياوية والفيزياوية وإرسال صور ومعلومات بالغة الدّقة الى مركز المراقبة على الأرض في وكالة ناسا
وفي الواقع هم يبحثون عن إمكانية وجود عناصر الحياة البايولوجية مثل الهيدروجين . إنّهم يريدون معرفة فيما إذا كان الكوكب الأحمر , قد إستضاف الحياة في فترة سابقة . وهل مصير الأرض سيكون مثل مصيره لو حصل إصطدام بنيازك كبيرة مثل التي أصابته ؟
إنّه ليس فضولاً بالمعنى الحرفي . وبالتأكيد ليس ثمّة ترفاً معرفياً تقوم بهِ الرأسماليّة العميلة الخائنة للبشريّة .
إنّهُ بحث عن مستقبل الأرض والكون والمزيد من المصادر الإقتصاديّة .
بالمناسبة هم أطلقوا قبل فترة جهاز لتنظيف الفضاء من بقايا الاقمار الصناعية المحترقة , فهم لا ينسون حتى مخلفاتهم .
سيقول المؤدلجون / هؤلاء الجشعين , يبحثون عن مصالحهم فقط .
ويقول آخرون / وإيه يعني ؟ الإتحاد السوفيتي ( المرحوم ) كان أشطر وأسبق منهم .
ويقول المشايخ / الفضلُ لنا فقد ترجمنا لهم آية تقول :
{ يا معشر الجنّ والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا الى أقطار السماوات والأرض , فإنفذوا .. لا تنفذون إلاّ بسلطان } .
وأنا أجيبها لهم من الآخر , وبجواب مختصر قدر الإمكان .
أعزائي المستمعين / السلطان موجود هناك . جالس على سطح المريّخ .
طن من العقل والتقنيّة الغربيّة المتطورة موجودة الآن هناك , وتبعث الى الأرض بما يستجد من صور ومعلومات
أفلا تتفكرون ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
7 / 8 / 2012

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.