كذبة المناطيد بعد ايام العيد

غادرنا عيد الاضحى المبارك بدون طعم ولا رائحة، فالاطفال لايتذكرون اطفال الاجيال الماضية حين تكون تكون اقصى سعادتهم في ركوب الحمير ودولاب الهوى،ولايتذكرون كيف يزورون الاهل والاقارب ليتلقفوا منهم”العيدية”.
ولكن صاحب التسع سنوات اثناء الغزو اصبح الان عمره 20 عاما،ويتمتع بالادراك والاحساس فيما حوله.
فهو يعرف جيدا ان آخر فصل من مسرحية السونار كان فصلا دراميا ولكنه صامتا فقد اسدلت الستارة عليه دون ان يصفق الجمهور.
اما مسرحية الكلاب البوليسية فقد كانت جميع فصولها صامتة وطلع الممثلون وهم يلطمون وامامهم الكلاب التي ظهر انها هجينية أي”نغلة” وليس من اختصاصها الكشف عن المتفجرات.
وكانت آخر مسرحية قبل مسرحية المناطيد هي صفقة السلاح الروسية التي كانت اقصر مسرحية بالعالم راح ضحيتها واحد او اثنين فقط.
وتعرض هذه الايام مسرحية “المناطيد”وهي مسرحية ان لم يشاهدها الشعبالعوراقي فعمره خسارة.
لنبدأ من الاول : قبل عدة شهور تعاقدت الحكومة العوراقية مع المانيا لشراء مناطيد مراقبة،وما ان علمت امنا الحنون امريكا بذلك حتى ارسلت مبعوثها”مراقب الصف” شاهرا عصاه الغليظة بوجه من وقع العقد وطالبه بالغائه وتحويل العقد الجديد باسم احدى الشركات الامريكية.
ولأن حكومتنا مدينة لأمنا بكثير من الفضل فقد الغت العقد السابق ووقعت عقدا جديدا مع أمنا الحنون.
وصلت اربعة مناطيد كوجبة اولى قبل شهر واعقبتها اربعة مناطيد اخرى وارتفع احدهم في سماء بغداد”منطقة التاجي”.
وبالامس فقط اختفى المنطاد من سماء بغداد ولم يعد يرى الناس اثره وحين سألوا عن السبب قالوا لهم ان المنطاد تم انزاله لأغراض الصيانة.
وتساءل اولاد الملحة عن سبب صيانة منطاد جديد لايتجاوز عمره شهرا واحدا!.
وسرعان ماصرح احد اعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية (حاكم الزاملي) هذه التبريرات بالقول “من غير المنطقي صيانة المناطيد بعد ايام من اطلاقها ولابد من وجود أياد خفية واستخبارات اقليمية لا تريد نصب هذه المناطيد”.
رغم ان هذا التصريح هو اسطوانة مشروخة تتكيف مع أي حدث ارهابي او غيره ولكن اذا صح ذلك فان حكومتنا تظهر كالطفل الذي يقاد من قبل مجموعة خارج العراق،وهذا يعني ان العراق يحكم من الخارج وما الحكومة الا صورة “متحفية” لاتهش ولا تنش.
ويبدو ان الزاملي مستغرب مثلنا من كذب عمليات بغداد حين تقول ان المنطاد اليتيم كشف عصابة ومجموعة ارهابية.
اللهم صلي على محمد وآل محمد.
المهم ايها السادات والسادة ان المناطيد السبعة الباقية مازالت مركونة في احدى كراجات علاوي الحلة بدعوى انها تحتاج الى متدربين ينتظمون في دورات تخصصية لاتقل مدتها عن ستة اشهر.
لاندري كيف يحضرون المناطيد بدون متدربين يعرفون كيفية اشتغالها؟.
مسكين هذا المنطاد فقد تم انزاله لآنه تعرض الى الاتربة والغبار ولابد من صيانته، هكذا يقولون.
يعني ذلك ان كل منطاد يجب ان تجري عليه الصيانة كل شهر ومابين انزاله ورفعه مرة اخرى يكون الشعار “اذا غاب القط العب يافار”.
اذن هناك قط وهناك فار ولكن ماذا عن الكلاب البوليسية k9 التي اتضح انها هجينية ولا تصلح لكشف المتفجرات.
هذه الكلاب ايها المحترمون تم استيرادها من قبل شركة تسمى “افق بغداد” وهي شركة سعادة علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء.
هل هناك اسوأ من ذلك، وهل هناك اصرار على قتل الابرياء اكثر من ذلك، والشعب العوراقي مايزال “مدحوسا” في الكهف ينتظر “القيمة”؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.