كاتب الأطفال رولد دال

Roald Dahl
عاش رولد دال خلال النصف الأول من القرن الماضي حياة جيمس بوند حقيقيه كجاسوس بريطاني داخل الولايات المتحده الأمريكيه بعلاقات عديده مع نساء مختلفات , لكن الصدفة وحدها هي التي حولته من جاسوس وزير نساء الى كاتب للأطفال

ولد رولد دال عام 1916 في كارديف / ويلز . توفي والده وهو بعمر 4 سنوات فبقي تحت رعاية والدته النرويجيه . في طفولته المبكره عاش في البيت , لكن والدته سرعان ما أرسلته الى مدرسة داخليه لم يكن سعيداً بها , وحالما تخرج منها سافر الى افريقيا من أجل الحصول على ثروه حيث امضى سنتين وهو يعمل لصالح شركة ( شِل ) النفطيه

عام 1939 إندلعت الحرب العالميه الثانيه فتم إستدعاؤه الى بريطانيا حيث عمل طياراً في سلاح الجو الملكي البريطاني . كونه طياراً كانت المهمه تستهويه جداً رغم خطورتها , وسرعان ما تحطمت طائرته فأصيب بجراح مدمره جعلته يعرج لما تبقى من حياته

أتحدث في كتاباتي كثيراً عن الصراع الأمريكي البريطاني لمحاولة الأمريكان دفع بريطانيا والإستحواذ على مستعمراتها حول العالم , هذا الصراع الذي هو سبب كل مشاكل العالم منذ ثورة الإستقلال الأمريكيه وحتى اليوم .. خيبات وخذلان الشرق الأوسط برمته هو نتيجة لهذا الصراع منذ فجر القرن العشرين وحتى اليوم . المهم .. ما أن تعافى رولد دال من حادث طائرته حتى قامت بريطانيا بإرساله كجاسوس لمصلحتها وعلى غرار جاسوسية جيمس بوند حقيقي الى الولايات المتحده الأمريكيه , كطيار وسيم ( كازانوفا ) يعاشر الكثير من الفاتنات ويتسلل بهن الى الكثير من المواقع الحساسة وأصحاب القرار

من حسن حظ الولايات المتحده الأمريكيه أن رولد دال وقع في غرام الممثله الأمريكيه ( باتريشيا نيل ) وتزوجها واعتزل كل شيء لينجب منها 4 بنات وولد واحد ويستقر في الولايات المتحده الأمريكيه

ذات يوم كانت العائله خارج البيت والولد الطفل يجلس في عربة أطفال يدفعه والداه واذا بسيارة تاكسي مسرعه تضرب عربة الطفل وتطيح بها . أصيب الولد إصابة بالغة في الدماغ , ومن اجل أن يتمكن الأب من مساعدة إبنه وعدم تركه وحيداً بعد خروجه من المستشفى قام بمساعدة الطبيب بإفتاح شبه دار حضانه للطفل يقبل فيها الكثير من الأطفال وكان رولد دال هو من يتولى إدارتها

لحسن الحظ تعافى الولد من إصابته تماماً , لكن دار الحضانه التي افتتحت من أجله ساهمت في تربية آلاف الأطفال فيما بعد . منذ افتتاح هذه الحضانه بدأ رولد دال يكتب للأطفال

مصيبه ثانيه أصابت رولد دال هي وفاة إحدى بناته بسبب نوع نادر من الحصبه . فيما بعد , وفي قصة ( صديقي العملاق الكبير ) التي كتبها رولد دال أهداها الى إبنته : الى أوليفيا _ 20 أبريل 1955 _ 17 نوفمبر 1962

ومع هذا لم تنتهِ مصائب حياة رولد دال فقد أصيبت زوجته الممثله باتريشيا نيل بسكتة دماغيه جعلته يستعين بكل المعارف والجيران لمساعدتها على الحركه من سريرها

خلال كل تلك المحن كان رولد دال ومن خلال قصصه للأطفال يتحول يوماً بعد يوم الى أشهر كاتب قصه للأطفال في العالم , حيث ترجمت قصصه الى جميع لغات العالم الحيه وبيعت منها مئات ملايين النسخ

رولد دال له تقليد في الكتابه لم يفارقه أبداً , فهو يدخل الى مكتبه يجلس على كرسيه القديم , ويبري 6 أقلام كوبيا , ويبدأ الكتابه دون توقف الى أن ينهي الفكرة التي في رأسه , قال مره : من أجمل الأمور في الكتابه أنك لا تحتاج لغير ورقه وقلم .. وفكرة في رأسك

من رأس رود دال جاءت فكرة أفلام الكارتون : ذا تويتس

Roald Dahl

وفكرة فيلم : إيسيو تورو

والزرافه وبيلي وأنا

وفيلم شارلي ومعمل الشوكولاته

توفي رولد دال عام 1990 وهو في 74 من العمر حيث قامت زوجته الثانيه ( فيليستي ) بتأسيس منظمة خيريه تصرف عليها من ريع أعماله لمساعدة الأطفال المرضى والمعاقين
http://www.roalddahl.com/charity

د. ميسون البياتي

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.