قَبِّلِينِي‎

عَشِقْتُ فُسْتَانَكِ الأَحْمَر،
وَعَشِقْتُ خُطُوطَ الطَولِ وَالعَرْضِ،
فِي جِسْمِكِ النَّاعِمِ الأَشْقَر،
وَعَشِقْتُ فِيكِ حُمْرَةَ الشَّفَتِينِ،
وَسَيلَ الكِبْرِيَاءِ المُشْتَعِلِ،
عَلَى قِمَّةِ النَّهْدِينِ،
وَالأَهَمُّ مِنْ كُلِّ ذّلِكَ يَا جَمِيلَتِي،
أَنِّي عَشِقْتُ فِيكِ مَا هُوَ اَدْهَى وَأَخْطَر،
يَالَا فُسْتَانِكِ الأَحْمَر،
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ تَلَوَّعَتْ بِهِ،
وَكَمْ مِنْ عُيُونٍ أَذْبَلَ،

وَكَمْ مِنْهُمْ أَبْهَر،
يَالَا خَصْرَكِ..

تَشَبَثَتْ بِهِ عِينَايِّ،
وَقَلْبِي فِي مُحِيطِهِ أَبْحَر،
وَلَسْتْ أَنَا أَدْرِي،
إِنْ كَانَتْ قُبُلَاتِي تُمَزَّقُهُ،
أَمْ كَانَتْ شِفِاهِي أَنَا، القُبُلَاتُ تَنْحَر،
أَمْ كَانَ خَصْركِ هُوَ مَنْ يَتَرَجَّى الهَوَى مِنِي،
أَمْ شِفَاهِي أَنَا مِنْ رَحِيقِ الخَصْرِ تَتَعَطَر،
إِنِّي عَشِقْتُكِ يَا شِقْرِاءُ..
فَقَّبِلِينِي كَيْ يَهْدَئَ قَلْبِي المُسْتَنْفَر،
وَلَيسَ فِي الكَونِ شَيءٌ،
غَيرَ القُبُلَاتِ عَنْ مَشَاعِرِ المُحِبِينَ قَدْ عَبَّر،
وَلَيسَ بَينَ العُيُونِ وَصْلٌ،
إِلَا تَحَدِّي الشِّفَاهِ المُسْتَنْكَر،
قِبِّلِينِي وَتَفَنَّنِي فِي القُبَلِ،
وَأَرِينِي مَنْ فِينَا فِي التَّقْبِيلِ،
يَا شَقْرِائِي أَشْطَر،
ثُمَّ حَطِّمِي وَجْهِ بَينَ نَهْدَيكِ،
وَاِجْعَلِي المَسَافَةَ بَينَ شِفَاهِ، وَحُلْمَتَيكِ أَقْصَر،
وَدَعِينِي اُلْقِي حِمَمِي عَلِيهِمَا،
واَجْعَلْ مِنْهُمَا بُركَانً، عَلَى ضِفَافِهِ أَسْكَر،
قَبِّلِينِي كَيْ يَرْتَاحَ ضَمِيرِي،
وَأُعْلنُ اِنْتِصَارِي السَّاحِقِ المُظَفَّر،
قِبِّلِينِي كَيْ تَفْهَمَ الغَوغَاءُ،
بِأَنَ زَمَنَ الحُبِّ، قَدْ أَيْنَعَ وَقَدْ أَزْهَر،
قَبِّلِينِي قَبِّلِينِي أَكْثَر،
وَدَعِينِي عَلَى مَائِدَةِ شَفَتِيكِ،
مِنْ صَومِي الطَّويلِ أَفَطَر،
فَلَولَا القُبَلُ لَمَا رَأَى حُبُنَا النُّورَ وَمَا أَبْصَر،
وَلَا الرَّبِيعُ كُلُّ عِطْرِهِ وَعَبِيرِهِ عَلَينَا أَمْطَر،
قَبِّلِينِي يَا فَرَاشَتِي وَاِسْتَمْتِعِي بِشِفَاهِي،
فَأَنَا فَتَاكِ اَلأَسْمَر،
يَالَا فُسْتَانَكِ الأَحْمَر،
وَكَأَنَّهُ بُسْتَانٌ مِنَ الوَرْدِ الجُّورِيِّ،
مُطَرَزٌ بِالفُلِّ وَاليَاسَمِينِ وَالعَنْبَر،
كَمْ مِنْ مَرَّةٍ دَاعَبَتْهُ يَدَاي،
وَكَمْ فِي أَرْوِقَتِهِ، تَرَنَحَ قَلْبِي وَتَمَخْتَر،
وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَبَلْتُهُ، وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ..
اِسْتَرخَى جَسَدِي عَلَيهِ وَتَعَسْكَر،
عَشِقْتُ لَونَ عَينِيكِ الأَخْضَر،
وَخَصْرَكِ المَفْتُولِ المُدُوَر،
وَشَعْرَكِ المَجْدُولِ المُظَفَر،
عَشِقْتُ فِيكِ يَا أَنِسَتِي..
الجَّسَدَ والرُّوحَ والجَّوْهَر،
عَشِقْتُ شَعْرَكِ الأصْفَر،
وَكُلُّ مَا جَسَدَكِ الطَّرِيُّ قدْ اَظْهَر،
وَالحُبُّ كُلُّهُ فِي وَجْهِكِ البَرِيءِ يَا صَدِقَتِي قَدْ تَبَلْوَر،
وَتَحَرَّر، وَتَحَضَّر، وَتَكَرَّر،
وَحُبُّكِ العُذْرِيُّ المُدَوِّي،
فِي اَعْمَاقِي عَبِيرُهُ قَدْ تَجَذَّر،
أَيُّهَا القَوَامُ المُسَوَّر.. أَيُّهَا الخَدُّ،
أَيُّهَا الجَّبِينُ الذَّهَبِيُّ المُوَقَّر،
أَيُّهَا الحُبُّ الأَكْبَر،
إِنِّي عَشِقَتُكِ يَا شَقْرَاءُ،
وَعَشِقْتُ فُسَتَانَكِ الأَحْمَر.

جان برو

beautyboro6

About جان برو

الى اسرة التحرير شكرا جزيلا لجهودكم في نشر التنوير الاسم جان برو, مواليد مدينة حلب, التوجه الفكري علماني ملحد الهواية علم الفلك وكتابة الشعر, اكتب الشعر العاطفي الناقد لفكرة الدين عموما, من القصائد التي كتبتها لاجئ سياسي وتعرض على قناة حلب اليوم وثورة الحب وغيرها شكرا لكم ولجهوجكم قناتي على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCNBShOgeFjxDfg6O4TFG1Bg
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.