قنفة الرئيس واحمر الشفاه

rodenyاللص السياسي يتمتع بذكاء تخريبي لانجده عند اللصوص العاديين ولهذا فهو يعد مسرحيته بعدة فصول وليس بالضرورة انها تعرض في مكان واحد فلكل فصل مكان خاص فيه.
تسلطت الاضواء امس على قنفتين، الاولى بنية الشكل يقف امامها احدهم وهو يتفحصها ويبدو انه ليس من النواب لأنه يلبس ملابس رياضية والثانية قنفة بيضاء عليها آثار لون احمر.
العبادي والجبوري زارا القنفة البيضاء الملطخة باللون الاحمر، لسان حال هذه الزيارة اريد له ان يقول ان مقتحمي البرلمان اعتدوا على النواب وتسببوا في اسالة دماء بعضهم.
وبرز خلال ذلك نسيج محاك بعناية لهذا الادعاء غرضه تشويه المقتحمين.
ترك رئيس الوزراء مكتبه والجبوري عرشه ليتجهوا الى القنفة وطلبوا من المصور الخاص ان يصور اللون الاحمر عليها خصوصا وانه تم اختيار لونها الابيض ليسهل ظهور اللون على انه دم بشري.
نسي “الجباران” اختتام هذه المسرحية بل تناسوا رفع عينة من هذا اللون لفحصها من قبل المختصين واخبار المواطن العراقي بنتيجة هذه الفحوصات.
اولاد الملحة سخروا من هذين “الجبارين” وقال بعضهم انه يبدو احمر شفاه ونتحداهم ان يعلنوا نتيجة الفحص.
الجبوري زاد “الملح” قليلا حين زار احدى القاعات حيث وجد ان زجاج الشبابيك تعرض الى الكسر.
مسكين الجبوري اراد اكمال المسرحية بفصل اخير ولكنه عاد ادراجه بدون ان يصرّح باي “بيت شعر”.
ويعتقد ان التعليمات صدرت لأحدى النائبات بوضع احمر الشفاه على القنفة بعد ان هربت الاء الطالباني بعد ذلك تاركة حذائها الازرق في احدى القاعات.
لم يثبت بعد ماهو سر هذا اللون الاحمر رغم ان العديد من المقتحمين اكدوا انهم كانوا حريصين على الحفاظ على ممتلكات الدولة داخل قبة البرلمان.
ويبدو ان القنفة البيضاء سعيدة جدا هذه الايام بعد ان استحوذت على اهتمام اكبر “مسؤوليين” في العراق.
اذا كان هذا اللون الاحمر هو من دماء النائب عن الفضيلة عمار طعمة ليقولوا ذلك ويعلنون صراحة ماحدث رغم ان صاحبنا معروف بانه من صغار اللصوص ،”يعني بعده يحبي”.
واذا واحد شريف في المنطقة ليقول الحقيقة بعيدا عن ذكر الاسماء.
كما يعرف الكثيرون ان الاحتجاجات والاعتصامات والاقتحامات لاتمر بسلام في كل بقاع الارض ولابد من ان يندس بعض المخربين “مدفوعي الثمن” لتشويه الهدف من ورائها.
دعونا ننتظر ونرى نتيجة الفصل الاخير من هذه المسرحية الهزيلة.
فاصل مسموم:غادر الزعيم الشاب مقتدى الصدر الى ايران امس ويقال انه قد يتلقى “رزالة” من اعمامه بعد هتاف ” ايران بره بره ” ولكن المهم ان اولاد الملحة توسلوا اليه الا يشرب القهوة التي يقدموها له.
وصفت نائبة معروفة لديكم اجتماع الرئاسات الثلاث في احد قصور فؤاد معصوم بانه تافه… هذا هو الردح الحقيقي.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.