قصة و حكمة من زياد الصوفي.-90

زياد الصوفي فيسبوك 

القصة:

بعد محاولة الانقلاب الشهيرة لرفعت الأسد و خروجو من سوريا بملايين مسروقة من البنك المركزي و بميات الملايين المقدمة من الزعيم الأخضر أبو سيف، كان كل كم سنة تتدخل أنيسة خانوم و تتواسط عند ابنها حافظ ليسمح لرفعت يرجع على سوريا..

هالحادثة تكررت أكتر من مرة.. و بكل مرة يرجع القائد ( متل ما بيحبو أنصارو يلقبوه)، يرجع على سوريا بضمان الإقامة الجبرية و تحت الحراسة المشددة..

بوحدة من الإعفاءات، قرر حافظ يرجع أخوه عالشام .. ليقعد بحض الوطن و تحت سقفو الله يطعمنا..

اخد أرض بآخر طريق المزة، و على سفح من سفوح قاسيون، عمرولو قصر مؤلف من أربع قصور صغيرة لنسوانو الأربعة المرافقين..

و ليقدر يفرق نسوانو عن بعضهون، قرر يعمول بوابات حديد ضخمة بتفصل البيوت عن بعضها..

روحو شوفولي مين أحسن حداد بالشام و جيبولي ياه..

أبو رامز واحد ما أهم حدادين و صنايعية الشام، الشغل بالعادة لفوق راسو و البركة الله ناعم عليه بالسترة..

ليك يا أبو رامز، لحتى خليك تعملي هال 28 باب حديد، بدي ياك تجربلي بواحد ، و إذا عجبني رح لزمك بهالمشروع..

بيركض هالمسكين أبو رامز و بيعملو باب للبائد بيمجد اللي خلقو..

بيطير عقلو أبو دريد و بيقلو هالمشروع الك يا أبو رامز، بس قلي شو بيكلف؟؟

بالقلم الرصاص و المحاية، عمل الحسبة المعلم أبو رامز عالسريع و قدمها لرفعت..

28 باب سيادة القائد بيكلفوك مليونين ليرة..

عطوه خمسمية ألف و خلوه يبلش..

بيستنفر المعلم أبو رامز هوة و ورشتو، ليل نهار، بيترك كل الشغل اللي بأيدو و بيلتهي بمشروع قصر نسوان رفعت..

بس شو بتعمول الخمسمية ألف؟؟

خلصو مصرياتو للمعلم و راح يطلب من القائد مصاري ليقدر يكمل..

روح انقلع من هون هلق! القائد مشغول و ما فاضي ليقابلك.. كفي و خلص شغلك عالأخير و منبقى منحاسبك..

الدين وصل لراسو لهالمسكين، و اللي دينوه على أبواب محلو كل يوم لمدة شهرين و القائد رافض يقابلو و رافض يعطيه مصاري يكمل و رافض يلغي المشروع، و دبر راسك يا أبو رامز..

شهرين على هالحالة.. لحتى إعتقد أنو إجا الفرج.. سيارتين مرسيدس سود بيوقفو على باب الورشة، و بينزلو خمس فدادين:

وين الأبواب بيقلك القائد؟؟؟

والله يا معلم لسا ما خلصو، ما ضل معي مصاري لحتى كفي الشغل..

بيضبوه لهالمسكين بالسيارة و بياخدوه لعند بلاي بوي العصر رفعت..

ولك هنت ليش ما خلصت الأبواب لهلق؟؟ ما قلتلك اني مستعجل عليهن أنا؟؟؟

بس يا سيدي…

لسا ما بيكفي الكلمة بيكون الكف نزل على وجهو..

هودي التلفون، بتحكي مع الورشة و بتقلن مانك طالع من هون قبل ما تخلص تركيب.. فهمان ولك حيوان؟؟؟

بيمسك هالتلفون و بيحكي مع ابنو: دخيلك يا رامز روح لف على تجار الشام و قلهون شو القصة، اتبهدلت يا ابني بآخر عمري..

معروف عن تجار الشام انهون ما بيتركو تاجر يوقع.. بيلمو المصاري، بيشترو الحديد، و بيبعتو الورشة على قصر رفعت..

28 باب صارو جاهزين للتركيب.. و خصوصية نسوان القائد قربت تتحقق..

خلصت يا بو رامز؟؟؟ الله لا يعطيك العافية فوق تعبتك.. كان بدها يعني كل هالوقت؟؟؟؟؟ و حاكم شغل!!! يللا روح انقلع..

بس يا سيدي حسابي.. و الله ديوني وصلت للسما، و ما بقا قادر فرجي وجهي بين التجار صحابي..

روح انقلع ولك ما قلك..

آخر عمرو هالمسكين أبو رامز، بيبيع محلو ليصفي ديونو و بيرجع أربعين سنة لورا ليصير صبي عند واحد اتعلم الصنعة على أيدو.. 

الحكمة:

مصاري أبو رامز مسامحينك فيهون يا زير النسوان..

بس بخصوص حماة. رح نجيبك لو كنت مخبى بمغارة بجزيرة باليونان

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.