قصة و حكمة من زياد الصوفي..49

القصة:

لما كبرو فواز و منذر الأسد، و اتطمن عليهون أبوهون جميل أنو الحمدالله مستقبلهون اتأمن و كل فدان فيهون صار عندو بدل البيت عشرة، و بدل السيارة صار عندهون ألف، و ملايين الدولارات بحساباتهون جوا و برا البلد، و شغل التهريب بكل أنواعو و التشبيح و الاتاوات و كل مصادر المال السهل وفرلهون ياها..

و بلحظة صفن و رغبة، قرر الشيخ جميل يتزوج.. لما فاتح ولادو بالموضوع، أكيد ما كان حدا قادر يفتح تمو قدامو..

بالفعل بيوقع الاختيار على طبيبة باللادقية و بيتزوجها..

سنة بتمر و هالدكتورة مرة الشيخ بتحبل و بتجبلو حيدرة..

هالشي طبعا ما كتير استلطفوه فواز و منذر لعلمهون أنو أبوهون رجل بالدنيا و رجل بجهنم، بس ما كانو مع ذلك قادرين يعبرو عن كرهون لهالولد..

بالفعل المتوقع صار..

و بيوم من بالإيام بأواخر التسعينات، منفيق باللادقية على خبر موت جميل الأسد..

رسميا: جميل الأسد عضو مجلس الشعب عن مدينة اللادقية..

اجتماعيا: جميل الأسد رئيس و مؤسس جمعية المرتضى الإسلامية للأعمال الخيرية، و حطولي عشر آلاف خط تحت كلمة خيرية هون..

اقتصاديا: جميل الأسد رئيس و مؤسس شركة الساحل للأتاوات الجمركية..

تشبيحيا: جميل الأسد صاحب أكبر شبكة تهريب دخان في الشرق الأوسط..

عائليا: جميل الأسد هوة الأخ الشقيق لحافظ الأسد..

بيطلع قرار بالجنازة المهيبة، ما بيضل موظف دولة و لا طالب مدرسة و لا مسؤول و لا عضو عامل و لا نصير إلا بيطلعو بجنازة الشيخ جميل..

البلد اتسكرت و صور الشهيد عبت الحارات و الشوارع، و كمية لا يستهان فيها من النفاق و أبيات الشعر و الغزل بمناقب شهيد الأمة..

الكل كان عينو على الجنازة ، إلا ولادو عينهون كانت على الورثة الهائلة اللي تاركها..

بيخلص الهرج و المرج مع نهاية التشييع و التعازي، و بيلتفت فواز و منذر عاللحظة اللي هنن بانتظارها..

بيتصلو بالمحامي منشان حصر الإرث، و بيروحو لعندو..

البقية بحياتكون يا شباب، اللي خلف ما مات، الله يرحمو ما كان في اطهر منو..

خلصنا استاذ، شبعنا شعر و غزل تلات أيام، خلينا نشوف شو تاركلنا الوالد..

كلشي كان تمام، الأراضي و البيوت و العقارات و الكاش و السمعة الحسنة كلها لفواز و منذر.. إلا بوصية صغيرة، تارك الشيخ جميل مبلغ مرقوم و شوية عقارات لحيدرة ابن مرتو الجديدة..

الله لا يشبعهون الجوز ، بينطو الاتنين بأرضهون و بيقولولو للمحامي: على جثتنا هالابن الحرام بياخود قرش..

بس يا استاذ فواز هيدي وصية الوالد و كاتبها بخط أيدو و هالكم عقار موهوبين للصغير..

بدك تعمل شي بهالموضوع، قرش واحد هالمسخ أبياخود..

بيقلهون المحامي باستهزاء: والله يا شباب مافي غير أنو المرحوم جميل يفيق من موتو و يلغي هالوصية، غير هيك ما قادرين نعمل شي ..

هلأ هون المحامي و لا كان بيتوقع أنو كلامو عن فيقة جميل من الموت الها أي معنى، بس فواز و منذر حطو هالحكي براسهون..

هات يا استاذ كل الأوراق اللي لازم الوالد يوقعهون و يبصم عليهون حتى تلتغى هالوصية.. بيقلو فواز للمحامي..

المحامي بطيب خاطر و بدون فرض لأي نية سيئة بيعطيهون المستندات اللي لازم يبصم عليها جميل و بينتهي الاجتماع..

آخر شي في حياتكون ممكن تتوقعوه صار..

بيجمع فواز أربعة من كلابو، و هالقصة روالي ياها واحد من مرافقتو اللي كانو بالحادثة ( ماهر مغيروني) ، و بيطلعو على قبر جميل الأسد..

الميت ألو أربع أيام مدفون.. بينفتح القبر..

نعم بيفتح قبر أبوه..

بيبصمو على كلشي، و بيرجعو بيطمروه.. و لا مين شاف و لا مين دري..

القصة انطبلت بالبلد و خصوصي لما المرة الجديدة كبرت الموضوع كتير بعد ما انحرمت هية و ابنها من ورثة شرعية بيتحقلهون، و نتيجة المشاكل اللي تبعت هالحادثة، و خصوصي لما الدكتورة وصلت هالشي للقصر، و بعد ما منذر ضربو للمحافظ بالشيخضاهر لما حاول يتدخل لحل القضية، كانت النتيجة أنو بشار سحبو لمنذر من اللادقية سنة 2004 و حطو بالشام عقوبة ألو، الله يطعمنا هيك عقوبة..

الحكمة:

معروف عن بيت الأسد نبش القبور و سرقة الآثار، بس جديدة عليهون فتح قبر شخص عم ينشوى بجهنم و ينكوى بالنار..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.