قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 124

القصة:

ما في زعيم أو رئيس الا بيتعرض لمحاولة اغتيال وحدة عالاقل خلال فترة سيادتو.. بعض هالحوادث بينذكر و بينعلن بالاعلام للاستفادة سياسيا منو, و البعض الاخر ما بيكون الو فايدة سياسية للاعلان عنو فبيتم التحفظ عليه..

حافظ الاسد كمثال اتعرض لأكتر من محاولة اغتيال..

بس ابرز محاولة لاغتيالو كانت لما انرمى عليه قنبلتين داخل القصر الجمهوري اثناء استقبالو لرئيس افريقي و نفد متل التعلب بشوية اصابات..

و كانت نتيجة هالعملية ،المجزرة اللي صارت بتدمر بعد بيومين بس..

و للاستفادة السياسية بتجريم جماعة الاخوان بهالعملية, تم الاعلان عنها بشكل واسع لتبرير اللي كان مبيّت اصلا لسجناء تدمر..

حكاية اليوم بهالاطار نفسو.

القصة بصيف 1998 .. اشتهرت الشام بمطاعمها و مقاصفها عالنهر و عالجبل, و ما ضل لا شاعر و لا مغني ما كتب عن هالمطاعم و عن هالمناظر اللي باتشق القلب..

ما بعرف ليش مطعم أبو وحيد على طريق الفيجة كان الو اهمية خاصة..

هاد المطعم اللي كان مخصص بشكل يومي مكان خاص لاستضافة العميد الركن بشار الاسد و أخوه ماهر و كام جربوع من رفقاتهون..

كل يوم يطلعو عليه و تكون طاولتهون جاهزة و الاراكيل معمرة و ما لذ و طاب من الاكل و الشرب لدرجة أنو اتخصص على باب مطعم ابو وحيد مفرزة خاصة للحرس الجمهوري لمراقبة الداخل و الطالع و تنظيم حركة المرور أثناء دخول و خروج بشار و رفقاتو..

بطريقهون اسماعيل و رفقاتو الاربعة على مطعم ابو وحيد بعين الفيجة ليتغدو و يلعبو طولة زهر, ما كانو و هنن طالعين من ميدان الشام عرفانين شو ناطرهون بالفيجة..

قبل المطعو بكم متر, و كل اهل الشام و زوار هالمطعم بيعرفو, كان في اشارة مرور ، و دائما بوجود بشار و ماهر و الجرادين اللي معهون بتكون اشارتها حمرا..

بتتعطل الاشارة و بتنترك عالحمرا لدواعي أمنية منشان يتحكم الحرس الجمهوري بحركة السير بما يتناسب مع حركة العميد الركن..

بيصولو اسماعيل و الشباب على هالاشارة, و يومها بالصدفة الاشارة بتكون عطلانة و ما شاعل فيها و لا ضو..عم تعطي اشارة اورانج متقطعة..

اعتقد هون اسماعيل أنو الامور بخير و العميد و شلتو مانهون موجودين, فبيقطع الاشارة بسرعة شوي و بيدخل بمدخل المطعم..

باللحظة اللي كان داخل فيها, بيطلع متل الشبح واحد من الحرس الجمهوري بوجه السيارة .. الفرامل تاع اسماعيل ما أخد مزبوط و راح ضاربو لهالشب الجمهوري و موقعو عالارض..

بيفتج باب السيارة اسماعيل و بينزل متل المجانين ليشوف شو صاير بهالحارس, و بيركضو كلاب الليل كلهون على اسماعيل و الشباب و السلاح عم ينسمع كيف عم يتخرطش..

خلال ثواني كان هالشب المفعوس بسيارة آخدينو عالاسعاف, و اسماعيل و الشباب واقعين بين ايدين خمس حنازير جمهوريين نازلين خبيط فيهون..

بهاللحظة بيجي اتصال لحدا من الحرس و بيسمعو اسماعيل عم يقلو : أمرك سيدي أمرك سيدي..

يللا يللا شيليوهن لهالكلاب و دخلوهن لجوا خبوهن, المعلم قرب يوصل..

بيمشي اسماعيل و الشباب بالدفش و المسبات على سيارة جيب ميتسوبيشي واقفة على طرف الطريق و بيخبوهون جوا لبين ما يجي المعلم..

دقايق قليلة بيشرف بشار و ماهر و الوفد المرافق مع موكب طويل عريض..

بيدخلو عالمطعم قدام مرأى و مسمع اسماعيل و بيشوفو فدان جديد لأول مرة بيشوفوه بهالحفلة..

شو صاير، مين هالحيوانات؟؟

هادول اللي ضربوة لحسين سيدي و كسرولو عضامو و بعتنا هلق عالمشفى..

من قلة حظهون الشباب, كان المعلم الكبير اللي عم يستفسر عن الحادثة قالب عقلو و واصلة العصبية معو للقرداحة..

بيشيل و بقفا ايدو بيبدا ضرب باسماعيل لحد ما حس أنو عضامو رح تطلع من صدرو..

خدوهن عالفرع لهالعرصات بعد ما يروح المعلم, و أنا هلق بحكي مع رئيس الفرع منشان يستقبلهن مزبوط..

دقايق الشباب كانو مطمشيلهون عيونهون و حابسينهون بالسيارة لبين ما يروح بشار من المطعم و ياخدوهون عالفرع..

بيجي الليل و الافندي ما خلّص اجتماع الامن القومي جوا مطعم ابو وحيد..

خمس ساعات و الشباب قاعدين ناطرين و هنن عيونهون مطمشين, و كل شوي يجي كلب من هالكلاب يقرطون كم كف و يمشي..

بيسمعو صوت موكب بشار عم يمر و بيتحضرو ليروحو لمصيرهون المجهول..

بتمشي سيارة الجيب فيهون و بيوصلو لفرع التحقيق العسكري بكفر سوسة..

منزلينهون من السيارة بالضرب و القتل لحد ما وصلو لغرفة مسكرة قعدو فيها..

ثواني و بيدخل تلات شباب و معهون ضابط و بيسحبوه لاسماعيل عالتحقيق..

بدك تغتال العميد بشار يا اخو الشرموطة؟؟؟

و بيخلعو كف بنص وجهو بيقلبو بأرضو..

ما لحق اسماعيل يجاوب, كان المحقق عم يصرخلون لعناصرو ياخدوه عالتعذيب…

تلات شهور كاملة, و اهالي الشباب ما تركو فرع امن, و لا تركو مستشفى, و لا تركو مخفر شرطة ما زاروه و ما حدا بيعرف عن هالشباب شي الا أنو سيارتهون ضليت وحيدة عند ابو وحيد..

تلات شهور من ورا ضربهون عسكري و هنن عم يعذبوهون بكل ما بيخطر عبالكون و بتوصية من قائد المحرس عند ابو وحيد..

و التهمة: محاولة اغتيال العميد بشار الاسد..

الحكمة :

يا ريتك يا اسماعيل عملتها و اقتلتو للرئيس العتيد..

كنت وفّرت على سوريا اليوم سبعين ألف شهيد…زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.