قصة قيس وليلى واصولها الرافدينية !

ايليا الطائي
#افتراض

في الروايات العربية ظهرت قصة تعتبر من اهم القصص التي روتها كتب التاريخ العربي ، وهي قصة (مجنون ليلى / قيس وليلى) ، وعلى الرغم من انها كتبت وكأنها تخلوا من اي اضافة اسطورية على القصة وكأنها حدثت بالفعل ، الا اني افترض انها تمثيل لبقايا ادب رافديني متوارث ، جاء من نبط السواد وادخله العرب في رواياتهم المتأخرة ، وبالتالي يمكن تلخيص علاقتها بالادب الرافديني وحسب ما يأتي :

– ان قصة قيس وليلى مثلما اوضحنا هي بقايا ادب رافديني ادخله العرب على مروياتهم المتأخرة وكأنه تراث عربي اصيل .
– ابطال القصة في الادب العربي هم قيس وليلى ، وهذه الاسماء وهذه القصة تذكرنا بقصة من الادب الرافديني وهي قصة الاله انليل وزوجته ننليل.
– لو لاحظنا تشابه الاسماء بين القصتين ! نجد ان الاله انليل في الاختام السومرية دائماً ما يظهر وهو يحمل القوس كما في الصورة ، وربما من كلمة قوس جاءت كلمة قيس وربما العكس صحيح ، ولاثبات ذلك نجد ان الاله انليل هو اله الفضاء والهواء في الميثولوجيا الرافدينية القديمة ، اما قيس فقد ارتبط قديما بالاله قزح ، وهو اله فضائي ايضاً ، ولذلك لليوم نطلق على ظاهرة انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرة ماء المطر والتي تحدث بعد سقوط المطر والشمس مشرقة بـ(قوس قزح) ، ولذلك فاسم قيس ارتبط بالهة الفضاء المشرقية ، اما اسم ننليل ، فمقطع (نن) بالسومري يعني السيد اما ليل فحسب الميثولوجيا السومرية هي الفراغ الموجود بين السماء والارض ، وهي بنفس الوقت تدل على ظلمة الليل والرياح والهواء والجو ، وبذلك فهي الهة فضائية ايضاً ، وهي الاصل بكلمة (ليل) ومنها جاء اسم (ليلى) .


– في اللوح السادس من ملحمة الخليقة البابلية يرتبط الاله انليل بالقوس مرة اخرى ويرد : “ورفع انليل القوس، سلاح مردوخ، ووضعه أمام الجميع والشبكة التي صنعها كانت محط أنظار آبائه ولما انتهوا من تأمل القوس ودقة صنعه أثنوا على فعله ثناءً حميداً ثم رفعه آنو وتحدث إلى مجمع الآلهة قائلاً وهو يقبل القوس هذا […..] ثمّ أسبغ عليه الأسماء التالية: العود الهائل، اسمه الأول، والدقيق، اسمه الثاني أما اسمه الثالث فهو القوس- النجم، يشع في السماء…” .
وبما ان الاله اشور اخذ صفات الاله انليل ، لذلك نجده يظهر وهو يحمل القوس كما في الصورة ادناه .
– فكرة القصتين تشترك بالحب بين انليل وننليل وبين قيس وليلى وتختلف في بعض التفاصيل ، فتذكر المرويات العربية ان ان قيس وليلى كبرا سورياً حيث كانا يرعيان مواشي والديهما فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها ، وعندما كبرت ليلى حجبت عنه ، وهكذا نجد قيس وهو يتذكر أيام الصبا ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي كتبتها الاشعار العربية له في حب ابنة عمه .
اما عن قصة انليل وننليل ، فتبدأ تبدأ بوصف مدينة نفّر ثم تظهر أم الآلهة ننليل وتسمى ” الألهة نيسابا إلهة الجنوب والمعرفة” والتي تنصح ابنتها بأن لا تخلع ثيابها وتسبح في النهر خوفاً من أن يراها إنليل، لكن ننليل تفعل ذلك فيراها إنليل ويفتن بها ثم يأمر وزيره “نسكو” بجلبها له في قاربه، فيخلبها ويضاجعها في القارب ويبذر في أحشائها بذرة الآلهة القمر “نانا”. لكن مجلس الآلهة عندما يعلم بذلك يعتبر ذلك جريمة اغتصاب ويقرر نفي الإله إنليل إلى العالم الأسفل ، وما على الالهة ننليل الا ان تتبعه في ذلك العالم الاسفل وتلتقي به هناك .

This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.