قرار الإيرانيين كان تدمير سوريا … وكان قرار بشار الأسد هو التلطي داخل عباءة الولي الفقيه

نجاد يقول لبشار دراكولا سوريا: لقد انهكت في قتل شعبك اشرب هذا الكوب من الدم لتهدئ روعك

Bassam Yousef
في 26-1-2011 ( انتبهوا الى التاريخ جيدا) أقلعت طائرة مدنية سورية من مطار دمشق إلى طهران.
كان على متن الطائرة 186 راكبا كلهم من السوريين ومن فئة الشباب، لم يغادروا من صالة المغادرين، ولم تمهر جوازات سفرهم كما هو متعارف عليه، لقد دخلت الحافلات التي تقلهم من مدخل خاص واتجهت الى الطائرة مباشرة.
هؤلاء الركاب كانوا دفعة من دفعات عدة جندتهم ايران وتكفلت بتدريبهم ورواتبهم من أجل أن يكونوا أداتها في مشروعها داخل سوريا، في إيران كانوا يتدربون على بعض أنواع الأسلحة وعلى كيفية التعامل مع المظاهرات من داخلها، والأهم أن أغلب المحاضرين بهم كانوا من رجال الدين التابعين للحرس الثوري الإيراني، باختصار كانوا نواة تشكيل تنظيم سوري طائفي يشبه في بنيته ودوره “الباسيج ” الإيراني وحزب الله اللبناني.
في شهادة من أحد الأشخاص الذين سافروا في تلك الرحلة والتي سأوردها لاحقا بالتفصيل في بحث خاص عن البدايات، قد تتوضح مجموعة من الاسئلة التي كنا نسألها لأنفسنا ولانجد لها جوابا منطقيا، على الأقل سأقول أنني لم أكن أجد لها جوابا يقبله العقل.
لم أفهم لماذا اتخذ قرار زج الجيش في قمع التظاهرات بعد شهر من بداية الثورة السورية ( في الشهر الرابع دفع بالجيش الى درعا) وفي الوقت الذي لم يكن هناك عمل مسلح باعتراف بشار الأسد وفاروق الشرع وبثينة شعبان وغيرهم… فلماذا إذا يضعون الجيش في مواجهة شعبه؟؟!!.


كنت أفسر التصعيد الذي تتسبب به ممارسات أجهزة وعناصر (عصابة النظام ) على أنه تخبط، وعدم دراية، وغطرسة، ومحاولة للحفاظ على ما يعتبرونه “هيبتهم”، ولم يخطر ببالي أن يكون التصعيد هو الهدف المتعمد والمدروس، والذي ترتكب من أجله المجازر التي لا موجبات لها لا عسكريا و لا أمنيا، ومن أجله ترتكب المجازر الطائفية، وتسرب الفيديوهات التي تستفز العصبيات الطائفية من داخل أقبية الأجهزة الأمنية، ومن أجله يتم تخريب البيوت التي تقتحم ويتم سرقتها واذلال أهلها، وجعلها غير صالحة للسكن … ومن أجله أيضا كان لابد من قتل عدد من السوريين يوميا كي تظل دوامة “التشييع – القتل – التشييع” مستمرة.
من أجله تم اسكات، أو تصفية، كل الأصوات داخل “النظام” التي طالبت بامتصاص غضب الناس، والتوجه الى طريق الحوار واللاعنف .
ايران هي التي عمدت -عبر أزلامها والتابعين لها داخل بنية النظام السياسية والعسكرية – الى اغلاق كل سبل الحل السياسية، فمشروعها لا يمكن تحقيقه إلا عبر إشعال النار، والسيطرة على الأرض وتشكيل ميليشياتها الطائفية القوية، والتي تصبح بحكم الأمر الواقع هي من ترسم أفق أي سلطة قادمة في سوريا … عندها لن يهم كثيرا من يحكم سوريا … تماما كما يسيطر حزب الله الآن على لبنان.
الذين ذهبوا إلى إيران عادوا الى سوريا ، ارتكبوا الكثير من المجازر طائفية …وكانوا يأتمرون بأمر قادة إيرانيين ومن حزب الله … وهم من شكلوا الميليشيات الطائفية في سوريا وفي مقدمتهم عصابات “الدفاع الوطني”.
لو يحاول السوريون ان يستقصوا عن تفاصيل السنوات الأولى من الثورة، أظن أنهم قد يعيدون النظر في الكثير من الأحداث.
المجرم الأول والمسؤول الأول في تدمير سوريا وخرابها هم عائلة الأسد، التي لم تر في سوريا يوما إلا مزرعة وعبيدا، ولهذا تركوا إدارة كل المعركة مع الشعب السوري للإيرانيين وأزلامهم بشرط أن يبقوا حكام سورية، أما المجرم الآخر الذي يجب على السوريين كلهم أن يعرفوه جيدا فهو “الولي الفقيه” وأتباعه من الحرس الثوري وحزب الله وباقي ميليشيات القتل، وكي لا يفسر بعض الجهابذة ما كتبته على أنه تبرئة للأطراف الأخرى التي ولغت في الدم السوري، أشير إلى أنه بعد أشهر من توغل ايران في الدم السوري ..وانسياق النظام وراء إيران، وبعد أن أيقنت أطراف كثيرة أخرى أن سوريا أصبحت في طريق الخراب سارع الجميع لكي يثبت حضوره في تقاسمها ونهبها، وأذكرهم أن السعودية قدمت 240 مليون دولار للنظام في الشهر السادس من 2011، وأن تركيا ظلت تقدم للنظام كل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالمعارضة حتى نهاية 2011 تقريبا، وأن وزير خارجيتها حينذاك ( أوغلو) ظل مجتمعا مع بشار الاسد في الشهر السابع لمدة ستة ساعات لمساعدته للخروج من الأزمة ….
لكن قرار الإيرانيين كان تدمير سوريا … وكان قرار بشار الأسد هو التلطي داخل عباءة الولي الفقيه.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.