في عراقنا بوليس ديني

اصبح الكل يتاجر باسم الله.

وكيل الدجاج بانواعه يبيع لحوم الحلال الباكستانية والهندية والايرانية باسم الله.

موظفوا دائرة التقاعد لاينجزون معاملة أي عجوز متقاعد الا باسم الله وكم يدفع.

موظفوا امانة العاصمة يحرصون على تجميل بغداد باسم الله.

اعضاء البرطمان العوراقي يتعاركون “بالقنادر” باسم الله.

في مصرف الرشيد فرع يسمى النافذة الاسلامية يقدم قروضا سكنية للمواطنين بفائدة مقدارها 52% من قيمة القرض.. ولاندري هل هي نافذة اسلامية ام نافذة يهودية ولكن الذي ندريه انها تقدم القروض باسم الله.

آخر تصريحات وزير الكهرباء النارية يوم امس حين ان هذا العام سيشهد اختفاء المولدات الاهلية وستكون الكهرباء ميسرة لمدة 24 ساعة، ثم يأتي وكيل الوزارة لشؤون التوزيع ليعلن ان مشكلة الكهرباء لن تحل قبل العام 2015. وكل هذا الكذب باسم الله.

اقصاء ربع مليون موظف من وزارة الداخلية لأنهم من غير المذهب الحاكم باسم الله.

اصبحت مياه الحنفيات في بيوت النجف”تنتل” لأنها موصولة مع مولدات بيعت من قبل تجّار يسبحون باسم الله.

والمصيبة الله ساكت.. ليش ؟ محد يدري.

سيأتي حتما احد المعلقين ليقول: لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

اذا كان القوم يستطيعون يملكون القدرة على تغيير انفسهم لماذا يلجأون الى الله؟.

وفي الاسبوع الماضي شوهدت جماعة في الفلوجة تسمي نفسها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باسم الله.

هذه الهيئة ضربت عرض الحائط حرمة القضاء ودستور الدولة وقوانين مجلس البرطمان لأنها تعمل باسم الله.

وفي الاسبوع الماضي نفسه لقنت امرأة مصرية رائعة احد رجال الدين بضربة”بابوج” على وجهه في الشارع العام حين قال لها غطي وجهك يافاجرة.

فهل ينتظر اعضاء هذه الهيئة نفس العقوبة ام يعودوا الى بيوتهم ويحترموا انفسهم.

لا اخفيكم ان هذا الخبر اثار استنكار كل اولاد الملحة تقريبا.

الخبر يقول:

“ألقى أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الفلوجة ، القبض على سيدة في الثلاثينيات من العمر تعمل بوظيفة إدارية بكلية التربية بنات بجامعة الانبار وتقوم بالقوادة على طالبات من الجامعة نفسها مقابل مبلغ مالي للسهرة مستغلة عملها للتعرف على الطالبات واستدراجهن للرذيلة”.

هل هذا الاجراء من اختصاص هذه الهيئة التي لم ولن تكون محايدة حتى ولو حملت اقدس ماشرعته المذاهب والاديان.

لماذا؟.

لأنها لايمكن ان تحل محل القانون وحكم القضاء.

يقال، والعهدة على القائل، ان من بين اعضاء هذه الهيئة خياط امضى بالخدمة اكثر من 40 سنة وآخر مصمم ازياء نسائية بلغ من العمر عتيا وآخر … اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..

الاول تمت الاستعانة به لمراقبة ملابس الشباب ومدى مطابقتها مع الواقع الفلوجي، والثاني لمراقبة ملابس النساء والتدقيق فيها طويلا لمعرفة مدى مطابقتها لمقاييس الخيمة السوداء التي تضعها المرأة بدءا من الرأس وانتهاءا بالساقين.

فاصل ينتل: قال عامر الدوري، وكيل وزارة الكهرباء لشؤون التوزيع، ان “عام 2015 لن يشهد اي انقطاع في الكهرباء” ..الكذاب يروح للنار.

ويضيف: نحتاج ما لا يقل عن 2 مليار لبغداد وحدها، وهذا يعادل ثلث ميزانية وزارة الكهرباء، ونحن عاجزون عن توفيره، ولا نستطيع ان نوفر لمدينة بغداد سوى 200 مليون دولار سنويا اي 10 بالمائة من الحاجة، ونحتاج نحو 9 مليار دولار، لتكون شبكات الكهرباء في مدن العراق كمثيلاتها من عواصم العالم وان هذه اول سنة تخصص لنا 600 مليون دولار، لان العام الماضي كان التخصيص لا يتجاوز 400 مليون دولار، وقبلها كان اقل من هذا بكثير”.

الحل كلش بسيط، ياجماعة تحويل تخصيص دولارات الصفقة الروسية الى الكهرباء.

يعني منو افضل بشرفكم الرشاش لو الكهرباء ياناس.     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.