فرانسواز ساگان‎

ولدت الروائية والكاتبة القصصية والمسرحية والسينمائية الفرنسية فرانسواز ساگان في أيلول 1935 وكان إسمها الحقيقي هو ( فرانسواز كويرز ) . كانت ولادتها في ( لوت ) مدينة زراعية صغيرة واقعة جنوب غرب فرنسا , حيث عاشت محاطة بالحيوانات , وبقيت مولعة بتلك الحيوانات طيلة حياتها .

والدها كان يعمل مدير شركة أما والدتها فكانت إبنة أحد مّلاك الأراضي , عائلة برجوازية صغيرة فرانسواز هي الإبنة الصغرى المدللة فيها . كانوا ينادونها ( كيكي ) لكن كيكي المدللة فشلت في إمتحان قبولها في جامعة السوربون عام 1953 ورغم كل سمعة الثراء في حياتها الفاخرة إلا أنها بقيت دون مؤهل أكاديمي .

نشرت روايتها الأولى ( صباح الخير أيها الحزن ) عام 1954 أي حين كانت في 18 من العمر فحازت هذه الرواية مباشرة على النجاح والشهرة العالمية . الرواية كانت كلها عبارة عن تجميع إقتباسات … إبتداءاً من إسم الرواية المأخوذ من أغنية سايموند ولاگرفنكل ( صباح الخير أيها الظلام ) وإنتهاءا ً بإسم مؤلفة الراوية ( فرانسواز ساغان ) حيث قالت المؤلفة أنها إقتبست لنفسها إسم عائلة منحوت من شخصية ( الأميرة دي ساگان ) في رواية مارسيل بروست ( البحث عن الزمن المفقود ) .

أصبحت ساگان من خلال أعمالها الأدبية رمزاً من رموز المراهقين الخائبي الأمل في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي , فأنتجت العديد من الروايات التي تحاكي مفاهيم الرواية السيكولوجية ولكن بنزعة وجودية .. لذلك تحولت أغلب رواياتها الى أفلام سينمائية , كما أنها كتبت المسرحيات والمذكرات وكلمات الأغاني . وخلال أعوام الستينات من القرن الماضي كرست نفسها لكتابة العديد من المسرحيات ذات الحوارات الممتازة .. لكنها عادت فيما بعد لتركز على عملها الروائي وليس المسرحي .

تزوجت للمرة الأولى عام 1958 من ( جاي سكولير ) وهو محرر صحفي يكبرها عشرين عاماً وإنفصلت عنه عام 1960 .

ثم تزوجت البلاي بوي الأمريكي ( بوب وستهوف ) الذي كان يعمل خزافاً عام 1962 وتطلقت منه عام 1963 وكانت حصيله هذا الزواج إبنها الوحيد ( دنيس ) المولود عام 1963 .

بعد هذين الزواجين الفاشلين لم تتزوج ساگان مرة أخرى بل إتخذت لنفسها شلة من الأصدقاء والصديقات كانت تطلق عليهم لقب العائلة

وكان من بين أفراد هذه العائلة الكاتب المعروف ( فرانك برنار ) المهووس بالأكل والكتابة .

وعارضة الأزياء ( ﭙيگي روش ) .

كانت ساگان مولعة بالسفر الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تشاهد برفقة القاص والروائي الأمريكي ( ترومان كاﭙوت ) والممثلة السينمائية ( آڤا گاردنر ) .

كما كانت مولعة بقيادة سياراتها السبورت : أستون مارتن , جاگوار , أوتوموبيل , حيث تقودها الى مونت كارلو أثناء مواسم سباقات الخيل . أثناء سياقتها لسيارة أستون مارتن عام 1957 قامت بعمل حادث سير كبير جعلها تعيش في غيبوبة لبعض الوقت .

في تسعينات القرن الماضي , إتهمت ساگان بحيازة الكوكايين ضمن شبكة واسعة جداً من الأدباء والفنانين والمشاهير الذين يتعاطون هذا المخدر . الحقيقة أنها كانت مدمنة ومنذ وقت طويل على أنواع مختلفة من العقاقير .. بدأتها بحبوب الوصفات الطبية , ثم تحولت الى الإمفيتامين ثم الكوكايين , وبعده المورفين .. وكل ذلك إضافة الى الكحول .

في أواخر حياتها كانت تدخن بشراهة , ضعيفة ومعتلة الصحة حتى أنها لم تتمكن من حضور المحكمة بشأن قضية مالية تخص صديقها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران حيث أدينت وحكم عليها في هذه القضية ( مع وقف التنفيذ ) . عاشت أيامها الأخيرة في عزلة بعد أن إبتعد عنها الأصدقاء ولا حقتها الديون .. وفي العام 2004 ماتت بجلطة أقفلت لها شريان الدورة الدموية الصغرى الذي يربط القلب بالرئة ومرجح أن ذلك كان بسبب التدخين . ثم دفنت بناءاً على وصيتها في ( لوت ) مسقط رأسها .

عند تأبينها قال عنها الرئيس الفرنسي جاك شيراك : (( بموتها خسرت فرنسا واحدة من ألمع كاتباتها وأكثرهن حساسية وشخصية بارزة في حياتنا الأدبية )) .

كتبت خلال حياتها الأدبية عشرين رواية إبتدأت ب ( صباح الخير أيها الحزن ) عام 1954 وإنتهت برواية ( المرآة ) عام 1996 التي تحدثت فيها عن الإدمان والتدخين .

واحدة من أشهر رواياتها التي ترجمت الى الإنكليزية عام 1960 كانت رواية ( هل تحبين برامز ؟ ) .

أما القصص القصيرة فقد كتبت ثلاث مجموعات ( حرير العيون ) 1975 وترجمت الى الإنكليزية عام 1977 .

المجموعة الثانية بعنوان ( موسيقى المشهد ) 1981 وترجمت الى الإنكليزية 1983 .

المجموعة الثالثة هي ( بيت راكيل ڤيگا ) 1985 .

كتبت فرانسواز ساگان تسع مسرحيات بين عامي 1960 _ 1987 كانت الأولى منها هي مسرحية ( قلعة في السويد ) .

أما آخر مسرحية وكتبتها عام 1987 فكانت مسرحية ( إنه يوم وليل جميل ) .

قامت فرانسواز ساگان بكتابة السيرة الذاتية للممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو عام 1975 .

أما في العام 1988 فقد كتبت السيرةالذاتية لسارة برنار أشهر ممثلة مسرحية في القرن التاسع عشر وأشهر ممثلات السينما .

يوم 11 حزيران 2008 تم إطلاق الفلم ( صباح الخير ساگان ) في دور العرض الفرنسية وهو يتناول سيرة حياة الأديبة الراحلة أخرجته لدور العرض المخرجة ( دايان كوريس ) .

قامت بتمثيل دور فرانسواز ساگان في الفلم الممثلة الفرنسية ( سيلفي تستو ) .

ونختتم رحلتنا مع فرانسواز ساگان بواحد من أقوالها عن الحب وضعته على لسان إحدى شخصياتها الأدبية حيث تقول : (( حين أُحبُ فإلى حدِّ الجنون .. وذلك هو الجنونُ بعينه .. فأنا أرى .. أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ترضيني في الحب )) .

ميسون البياتي – مفكر حر؟

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.