(عريف 5) ” نقلى الى مديرية المخابرات “‎

” نقلى الى مديرية المخابرات “

كما قلت, لقد استقبلنى ابن خالى و هَوَن علىّ الأمور و كنت اذهب كل نهاية اسبوع لزيارة عائلتى فهم فى قرية قريبة للعاصمة و كل يوم افهم الحقيقة جيداً , و تعرفت على طبيعة ابناء وطنى و الغرباء و لأول مرة افهم ماذا يعنى شيوعى أو اسلامى , او دعوجى و لماذا يتآمر أبناء الوطن الواحد على وطنهم تحت سقف فكرى و مسميات لا تمت للوطن بصلة بغض النظر عن طبيعة الحاكم او الحكم.

فالانتماء للخارج لعبة مخابراتية دولية تحت مسميات كل ما استطيع وصفه بالتفاهة, فلا موسكو و لا الأزهر أو قُم , او مفتى بلاد نجد و الحجاز الذى اجاز للغرب استخدام اراضيه و حلل قتل المسلم العراقى تحت ضريعة الضرائع النظام العلمانى الكافر.

و علمت ماذا يعنى الحكم, ففى كل بقاع الأرض هنالك الوجه المضحك من الأنظمة و الوجه المبكى الحقيقى الذى يمنع حتى التظاهر و يقمعه تحت شعار مخربين.

إن حرية التعبير فى المجتمع المتمدن هى سراب لا تتجاوز ((ثقافة الكلام)) و هنالك خطوط حمراء كثيرة لا يجوز اجتيازها؛ ما شاهدناه من مظاهرات فى بريطانيا, امريكا و اوروبا معادية لاحتلال العراق و قمع اجهزة الأمن و الشرطة هى فعلاً الحقيقة العارية للأنظمة الأوروبية فلقد شاهدت كيف يعتقل رجل (كنسى) راهب فى بريطانيا و كيف تقمع مظاهرات الجوع قى اسبانيا و هلم جر ..ّ. شكراً للتلفاز و الفضائيات.

و علمت كذلك كيف يتحول الإنسان الى حيوان يضرب الآخرين فى سبيل انتزاع المعلومات و فهمت ماذا تعنى كلمة فساد فى الدوله … 

و بعد ثلاثة شهور نُقلت الى مديرية السجون و هنا علمت بأننى لست سوى قطعة شطرنج وطنية و فكرت بالهرب!

يتبع

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.