(عريف 3) ” نقلى الى الصحراء “

نُقلت الى الحدود الوعرة الجبلية على الحدود مع جارة السوء التى لم توقف نهش جسدنا منذ العصر الجليدى و كنت مع رئيس العرفاء نقضى الليل بالتدخين و الحراسة و الشاى الساخن و الترقب و الحذر و التعليمات صارمة فى حالة وجود اى تسلل بشرى او عبور غير شرعى و خصوصا رجال العصابات التى تنقل الحشيش عبر الحدود ..

لقد كانت ايام رهيبة و صعبة خصوصاً شتاءً و لكن الألعن لم اكن مرتاحا من رئيس العرفاء اللذى كان يجاملنى كثيراً و انا ابن قرية فطن جداً.

و فى احدى الليالى جَلَب شراب “عنب مخمر” من احدى القرى الحدودية معتق و شربناه و انا غير معتاد على ذلك و لكن كانت مجاملة و تجربة سيئة ..

و كانت ليلة قررت بعدها ايجاد واسطة للهروب من هذا المسئول السيئ اللذى راودنى عن نفسى و فهمت ماذا يريد منى و نهرته فكانت العقوبة التوقيف بسبب الرفض .. و اتصلت بواسطة اخ فى الموقع بالأهل عندما اخذ اجازته ووصفت لهم الحالة و قام ابى بالاتصالات و نجح فى نقلى الى مكان آخر رغماً عن رئيس العرفاء السافل!

لم يكن لى خيار سوى الموافقة على مكان آخر موحش جداً, هى صحراء النُخَيب فى المحافظة الوسطى النَجَف و قَبَلت و انتقلت لمعسكر اسوأ من الأول ..

يتبع

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.