عرض خاص لبيع وتأجير اطفال البصرة

صرخت الطفلة ذات الاربع سنوات بعد ان اجلستها امها داخل السيارة:ماما لقد نسيت ان تربطي حزام الامان.

من الصعب المقارنة بين حياة هذه الطفلة واطفال قريتي “منطقة الشهداء ” ويسمونها دور الغجر،والثانية يطلقون عليها نفس الاسم وهي قريبة من حي الآثار في قضاء الزبير.

انها فعلا مقارنة ظالمة، الطفلة تبحث عن سلامتها واطفال هاتين القريتين وقرى اخرى يباعون ويستأجرون من اجل التسول”.

هناك مافيا تبيع وتشتري الاطفال وتؤجر الاطفال القادمين من المحافظات الاخرى، ولدى هذه المافيا مسؤول ربما له سكسوكة او لحية طويلة يستلم “المحصول” من الاطفال آخر النهار ويوزع عليهم اجرهم اليومي.

هل اتاكم هذا الحديث؟ ربما ،ربما قرأتم تصريح رئيس اللجنة الامنية مهدي ريكان الخاقاني في هذا القضاء الذي ذكر فيه ان””احياء وقرى خاصة بالمتسولين بدأت تستقطب إليها العشرات من متسولي المحافظات، اذ توجد في الزبير قريتان تقطنها 70 عائلة، تعيش في ظل ظروف مؤلمة وقاسية واغلبهم جاءوا من محافظات اخرى وبعضهم القليل من البصرة”.

ولك عمي ياابن الخاقاني،اذا انت مسؤول امني ولا تستطيع حل هذه المشكلة بس منو يكدر يحلها؟.

اكيد راح تكول السيد محافظ البصرة يملك الصلاحيات الواسعة.

ولكن لا تنسى يا ابن الخاقاني ان اولاد الملحة يتحدوك ويتحدون السيد الدكتور خلف بن عبد الصمد الذي يصر نوري المالكي على بقائه محافظا اذا استطعتما ان تحلا مشكلة هؤلاء الاطفال التي بدأت تنتشر في معظم احياء البصرة.

انهم يتحدون المحافظ اذا ذكر مشروعا ناجحا قامت به ادارته هناك.

عجيب امركم تصرفون المليارات على ملعب رياضي وتتركون الاطفال قيد التأجير والبيع!.

هل نصدق ان المحافظ لم يسمع بهذه الظاهرة،وهل نصدق انه يصلي يوم الجمعة مستغفرا ربه وهو يعلم ان مئات الاطفال يباعون ويشترون في محافظته؟.

ان رب العزة بريء منكم ايها السادة ،اتعرفون لماذا؟لأن ضميركم انتقل الى المتحف البغدادي بينما ظلت فوهات المجاري فاتحة فاها منذ عشرات السنين ليس في البصرة فقط بل في كل انحاء العراق بدون استثناء.

اولاد الملحة واثقون ان هذه السطور سوف تنقل اليك انت والمسؤول الامني(…)،سوف تغضب وتسب كاتب السطور ولكن ذلك لايهم حين نجدك وقد قضيت على ظاهرة التسول “البصراوية” بامتياز.

القانون واضح جدا في هذه المشكلة ومسؤولك الامني شخّصها فماذا تريد اكثرمن ذلك؟

هل تريد هتاف”بالروح بالدم نفديك ياخلف”.

لامانع ابدا فالبعض مستعد لذلك وانت اعرف بهم جيدا.

ماعلينا..هناك 4 فواصل.

1- ترى ماذا اعدت الحكومة العراقية للاحتفال بيوم الطفل العالمي في الاول من حزيران المقبل؟ لااعتقد انهم فكروا بذلك واجزم انهم لايعرفون هذه المناسبة.

2- أستدعت الحكومة العراقية عددا من الاطباء النفسانيين من مختلف بقاع العالم بعد تصريح محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي قال فيه ان “الحكومة العراقية عاجزة وتهوى العيش من أزمة إلى أخرى من دون أن تعالج أي واحدة منها، وتحتاج إلى محلل نفسي لإبلاغها بحقيقة ما يجري على الأرض”.

فاصل عشائري: ياجماعة الخير انتم ذهبتم باربع طائرات الى دمشق لحماية مرقد السيدة زينب.. جميل جدا وهذا يعني انكم تعرفون معنى الاحتجاج وتعرفون كيف تساندون من يحافظ على المراقد الشريفة خارج العراق، ولكن ياسادة مراقدكم تعرضت الى الكثير من الدمار داخل العراق ولا احد منكم احتج او نظم تظاهرة رأي فمن أي ملة انتم؟؟.

4- هل يعرف محافظ البصرة الموقر ان “المتسولين ابتكروا اساليب في طريقة التسول، واستدراج عواطف الناس من خلال، استخدام الاقراص والمشروبات المنومة لتخدير وتنويم الاطفال وتستمر ليوم كامل والاستجداء بهم، وايجار الاطفال من عائلة الى اخرى باجر يومي, وعادة ما يؤجر من محافظة الى اخرى لاشهر او سنوات، واحيانا التعمد في ايذاء الاطفال وجرحهم ووضع الضمادات عليهم، واحيانا تجويعهم الى درجة المرض لغرض استعطاف قلوب الناس عليهم”؟.

سلام سيدنا المحافظ حفظك الله من كل مكروه.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.