عبث الدعاة بعقول أتباعهم 1: عدنان إبراهيم

يتساءل الداعية عدنان إبراهيم في هذا الفيديو: ما علاقة داعش بالإسلام؟
adnanibrahim يقول في مستهل محاضرته: “إذا أصررتم على أن ثمة علاقة بين الصليبيين والصليبيات بالمسيحية إذن لا بد أن تعترفوا، بتواضع، أن هناك ثمة علاقة بين الداعشية والبوكوامية وأمثال هؤلاء وأخواتهم وبين الإسلام. كيف؟ إيش هذا العلاقة؟”
هكذا هي عادة الكثير من كتابنا بشتى مشاربهم وهم يلجئون إلى إقحام المسيحية واليهودية كلما أرادوا توجيه نقد للإسلام مهما كان بسيطا، ظنا منهم أن هذا يجعل أفكارهم موضوعية حيادية أو يخفف من تأثير نقدهم للإسلام على المؤمنين غير المتعودين على سماع بعض الحقائق حول دينهم.
يرد الداعية: “هي علاقة قراءة. الصليبيات كانت قراءة في الكتاب المقدس، خاصة العهد القديم، قراءة من الواضح أنها متحيزة وكاذبة، كذبت على روح عيسى عليه السلام، وعلى روح عيسى رسالة المحبة. الأهداف كانت استعمارية واقتصادية… واليوم ما تفعله داعش وبوكو حرام من أمثال هؤلاء الإرهابيين قراءة في الإسلام، قراءة داعشية، قراءة بوكو حرامية، قراءة جماعتية حزبية إرهابية”.
يقول (استعمارية واقتصادية) ولو كان منصفا لقال نفس الشيء على ما سمي بالفتوحات الإسلامية. لكنه لن يفعل بعد أن قال بأن “القتال (في الإسلام) لا يكون إلا دفعا للعدوان ولا يمكن أن يُسْمَح به شرعاً أن يكون قتال عدوان..”.). هكذا تحولت عنده الشعوب المغزوة من نهر الغانج إلى نهر التاج، شعوبا مجرمة في حق المسلمين مما توجب عليهم غزوها.
يعترف عدنان بأن “هذا الكلام غير واف ولا كاف”. ليتساءل: “هل ثمة قراءات أخرى مغيبة، مدسوسة، مخبأة، غير موجودة.. قراءات موازية أخرى؟ وإذا كانت ثمة قراءات، أَفْرِزوها لنا، هل ثمة من يعظ بها؟ هل ثمة من يبشر بها؟ هل ثمة من ينتصر لها بالدليل والبرهان؟ ويحاول أن يثبت بنضال فكري وصراع عقلي كبير محموم أنها أقرب إلى روح الإسلام؟ المطابقة ما فيه مطابقة. كلها مقاربات، قراءة أبعد وقراءة أقرب”.
عدنان إبراهيم يقصد نفسه طبعا، ظنا منه أنه يقدم قراءة “أقرب إلى روح الإسلام”..
يجيب بعد هذه التساؤلات: “سأعطيكم مثالا سريعا له علاقة بكل ما تفعله داعش أو بأكثر ما تفعله داعش: لو قرأتم كتاب الله، وأنا أشهد الله على أنني فعلت جهدي أو بعض جهدي وفعل هذا مستشرقون أجانب وفعله كتاب إسلاميون بالمئات.. لو قرأتم كتاب الله هكذا مجردا بعيدا عن المفروضات والقبليات والمسلمات. كل الآيات المتعلقة بالجهاد والقتال، والله، لوجدتم هذه الآيات تَتَرَامَى إلى تقرير غاية ومعنى واحدا (وهو) أن القتال لا يكون إلا دفعا للعدوان ولا يمكن أن يُسْمَح به شرعاً أن يكون قتال عدوان..”.
قراءة عدنان إبراهيم الأقرب إلى روح الإسلام خلاصتها أن “كل الآيات المتعلقة بالجهاد والقتال.. تَتَرَامَى إلى تقرير غاية ومعنى واحد (وهو) أن القتال (في الإسلام) لا يكون إلا دفعا للعدوان ولا يمكن أن يُسْمَح به شرعاً أن يكون قتال عدوان..”.)
فهل يمكن أن نصدق أن رسول الإسلام باعتباره أول من أمر أصحابه بالغزو، بما في ذلك غزو قبائل وشعوب آمنة لم يكن بينها وبين المسلمين عداوة، ثم واصل صحابته والتابعون وتابعو التابعين طوال القرون غزو البلدان واستعمارها وفرض دينهم وشريعتهم على أهلها، بل شرّعوا استعباد الناس قرونا من الزمان حتى انقرضوا أو كادوا، هل يمكن أن نصدق أنهم فعلوا كل هذا جهلا بالإسلام الصحيح (دين الرحمة) أو تمردا على تعاليمه أو في أحسن الظروف إساءة لتطبيقه؟
عدنا إبراهيم وهو يتبنى هذه الأفكار الشاذة تاريخيا يحكم على أسلافه المسلمين، عامة وخاصة، علماء وفقهاء وساسة، بأنهم عاشوا وماتوا دون أن يفقهوا شيئا في دينهم لأنهم قاتلوا وحاربوا وغزوا واستعمروا خلافا لما ينص عليه دينهم. فما هذا الدين الذي عجز أهله عن فهمه 14 قرنا؟
هل يعقل أن تجتمع، في عصرنا، الوهابية والأصولية الإسلامية والأزهر وكل المذاهب والمدارس الدينية وكل الحركات الإرهابية على خطأ إما جهلا بصحيح الدين أو سعيا إلى تشويهه، ويصيب عدنان إبراهيم؟
يقول: “سيُرْمَى في وجهك بالآية الخامسة من سورة التوبة، بالتاسعة والعشرين، بالسادسة والثلاثين. سيُرْمَى في وجهك بالنسخ، لكن لو سلمنا اعتباطا بأن هناك نسخا، فهل النسخ حينما يقع ينبغي أن يعمل في اتجاه مقاصد القرآن وآياته الكبرى العامة أم عكس اتجاه هذه الغايات الكبرى العامة؟ لا طبعا، في اتجاه هذه الغايات. لأن هذا دين نهائي، رسالة خاتمة، ألقت السماء كلمتها الأخيرة، إذا كان هناك ناسخ ومنسوخ فالذي ينسخ هو الذي كان لا يعمل في اتجاه روح القرآن العامة، لا يعمل في اتجاه مقاصد الدين الكلية، كان يعمل عكسها لأمور ظرفية طرأت على الرسالة والرسول والمرسل إليهم من المسلمين والكافرين”.
دعونا أولا نقرأ آيات السيف التي أشار إليها عدنان إبراهيم والتي دعت إلى العنف لفرض الإسلام على الناس، دون أن يقرأها على مستمعيه، كما هي عادته في الآيات الأخرى. الآية الخامسة من سورة التوبة: ” فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”. الآية 29 من السورة نفسها: “قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”. الآية 36: “… وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
عدنان إبراهيم يرد: “جميل. السؤال الآن: لديك مئات الآيات تقرر حرية الاعتقاد والدين والضمير، وآيات كثيرة تقرر أن القتال لا يكون عدوانا وإنما يكون دفعا للبأس ودفعا للأذى وقطعا لدابر الفتنة، أن نُفْتَن عن ديننا، نُضْرَب ونُعَذَّب ونُقَطَّع حتى نترك التوحيد (قاتلوا حتى لا تكون فتنة)، وفي المقابل لديّ آية أو آيتان أو أربع أو خمس آيات تقول لا، (يجب) القتال للمشركين بعنوان كونهم مشركين، وطبعا هذا لا يجوز عليك خطوة واحدة، يعني القتال حتى ضد المشركين في القارة الهندية والصينية، هذا لم يخطر على بال الرسول والصحابةـ وطبعا لا تؤيده كل وقائع السيرة، لأنه حين أتت هذه الآية كان هناك مشركون في عَهْدٍ مع رسول الله وممنوع أن تقاتلهم والآية ما قبل تؤكد هذا وما بعدها تؤكد هذا، لأن هؤلاء كفلهم بعهدهم، إذن من هؤلاء المشركون الواجب قتالهم.. هم مشركون مخصوصون، عدوانيون ظالمون… ثم يقال بعد ذلك إن الإسلام يشرع للعدوان، يشرع للظلم.. دين يشرع للعدوان هل يكون رحمة؟.. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، هذا هو روح القرآن”.
هذا الرد لا يؤيده تاريخ الإسلام كله كما روته كتب السيرة والتاريخ وهو بالتالي عبث بعقول الناس. فقوله بأن “لديك مئات الآيات تقرر حرية الاعتقاد والدين والضمير” خرافة. روح القرآن الحقيقية ليست كما يقول هذا الداعية، بل العكس تماما. فلا وجود لمئات ولا لآحاد الآيات التي “تقرر حرية الاعتقاد والدين والضمير”. فسورة التوبة (129 آية) التي وردت فيها هذه الآيات كلها مشحونة بالآيات الداعية إلى العنف من أول آية إلى آخر آية تقريبا.
http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=9
وهي السورة التي بدأت بآية: ” بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ”. والبراءة هنا بمعنى الإعذار والإنذار، وبعد الإعذار والإنذار يأتي تبرير إعمال السيف وهو ما جاء في مختلف التفاسير، ومن أسباب (نزولها) تخلف بعض الصحابة عن الانضمام إلى جيش المسلمين الذي وجهه محمد لمحاربة الروم في تبوك (تبعد 700 كلم عن المدينة إلى الشمال). وبما أن هذه السورة هي الأخيرة (البخاري)، فإن ما جاء فيها يلغي ما قبلها. أليست كما يقول عدنان، هنا، آخر الكلام الذي ألقت به السماء؟ بل إن هذه السورة هي الموقف الصحيح للإسلام من المختلفين معه، خاصة بعد أن تغيرت موازين القوى لصالح المسلمين ولم يعودوا في حاجة إلى التكتيك والمهادنة وتأليف قلوب المترددين في دخول الإسلام. هذا هو مضمون آيات واضحات على شاكلة (ومَنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فلن يُقْبَلَ منه وهو في الآخرين من الخاسرين) أو مضمون الحديث المشهور (أمِرْتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويُؤْتُوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عَصَمُوا مني دماءَهم وأموالَهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى) (رواه البخاري ومسلم).
المفسرون لسورة براءة ذكروا أن لها 12 اسما كلها عنف: 1- براءة، بمعنى الإعذار والإنذار تبريرا للحرب القادمة على المختلفين، 2- التوبة، أي دعوة المشركين إلى التوبة وإلا السيف بعد انقضاء الأشهر الحرم، 3- الفاضحة، أي التي فضحت المنافقين، 4- سورة العذاب، 5- المقشقشة أي المبرئة من النفاق، 6- المنقرة، لأنها نقرت عما في قلوب المشركين 7- البَحُوث، صيغة مبالغة من البحث في قلوب المنافقين. 8- الحافرة، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، 9- المثيرة، لأنها أثارت مثالبهم وعوراتهم، 10- المبعثرة، لأنها بعثرت أسرارهم، 11- المُدَمْدِمَة، يعني المهلكة، 12- المُخْزِيَة. -13 المُنَكِّلَة، يعني المعاقبة للمنافقين. 14- المُشَرِّدة، يعني الطاردة لهم والمفرقة لجمعهم.
http://urlz.fr/2RSK
وعليه فنحن هنا بعيدون جدا عن أجواء الرحمة التي زعم هذا الداعية أنها السمة الغالبة في القرآن. بل حتى الآيات التي كثيرا ما ينخدع بها البعض على أنها دلالة على حرية الاعتقاد في الإسلام هي أصلا آيات أو مقاطع في آيات لا يدل السياق العام الذي وردت فيه على المضمون الإيجابي الذي يروجه عنها الدعاة، بل العكس. لنأخذ أشهر الآيات التي يمكن أن نشتم فيها حرية الاعتقاد:
“وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” (سورة الكهف). لكن المخادعين يتجنبون عمدا ذكر الآية كاملة كما وردت في الآية 29 من سورة الكهف: “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ، إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا، وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا”. وتتفق كل التفاسير على أن (الظالمين) هم الكفار. فأين حرية الاعتقاد والضمير بينما الوعد والوعيد والترهيب والترغيب والإعذار والإنذار هي السمة الغالبة على آيات القرآن، وليس آيات الرحمة الغائبة فيه تماما. أية حرية اعتقاد يمكن التحدث عنها في القرآن بينما أعد الله للكافرين (أي غير المسلمين حصرا مهما كان دينهم) “نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا، وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا”؟
آية “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” الشهيرة. هنا أيضا يتعمد المدلسون خداع الناس والعبث بعقولهم، بينما هذا المقطع هو جزء من آية ورد في سياق لا علاقة له بحرية الاعتقاد بل العكس هو الصحيح. الآية كاملة والتي تليها: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (الآيتان 256 و257 من سورة البقرة).
فأين الآيات التي زعم عدنان إبراهيم أن القرآن يحتوي على المئات منها والتي “تقرر حرية الاعتقاد والدين والضمير”؟
حقيقة الإسلام تقول لنا بأن داعش أقرب إلى فهم الإسلام الصحيح من هؤلاء الدعاة الأدعياء. فهي، على الأقل، حركة دينية إسلامية بوسعنا بسهولة أن نجد مبررات لأعمالها الإرهابية في نصوص صحيحة في الكتاب والسنة وفي سيرة السلف. لكننا في المقابل قلما نجد مواقف التسامح والرحمة مع المختلفين دينا ومذهبا طوال تاريخ الإسلام. لا دليل على أن الخلافات بين المسلمين أنفسهم كانت تُفَضُّ بالحوار، حتى بين صحابة مُبَشَّرين بالجنة.
بل حتى آية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فإن كل المفسرين يتفقون على أن هذه الرحمة لا ينالها إلا المؤمنون بالإسلام، أما غيرهم فبئس المصير. بل لا ينالها إلا ذكور المسلمين الأحرار وبدرجات متفاوتة، بينما مصير النساء والعبيد مهما حسن إسلامهم بائس، فلا مكان لهم في الدنيا ولا في الآخرة إلا كأكسسوارات مسخرة لخدمة أسيادهم ذكور المسلمين الذين يجاهدون لنشر الإسلام.
يتبع

About عبدالقادر أنيس

كاتب جزائري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.