عبادة الجن بين القرآن وآثار تدمر

عبادة الجن بين القرآن وآثار تدمر

أرسل لي الصديق عبدالله الشامي يسالني عن الآية القرآنية رقم 41 من سورة سبأ {قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}، هل المقصود بها عبادة مباشرة للجن أم أنها مجاز يقصد به اتباع الشياطين، كما تذهب تفسيرات المفسرين ومنهم ابن كثير؟
جوابي:
لقد ثبت بالأدلة الاركيولوجية (الآثارية) والايبيغرافية (النقوش) أن عبادة الجن كانت قائمة في مملكة تدمر ومملكة الأنباط، ومملكة الحضر. وهي عبادة كانت تقوم على بناء معابد للآلهة الجن تتضمن تقديم القرابين المادية.
كانت هذه العبادة واضحة جداً في تدمر من خلال النقوش والتماثيل، وهو ما أضاء على أنها كانت موجودة أيضاً عند الأنباط ومملكة الحضر، لوجود النقوش التي تخص بعض الآلهة الجن، وخصوصاً سعد واشر.
أما أسماء الآلهة الجن الذين عثر عليهم في تدمر فهي: أبجل وسلمان ومعن ومنعم وأشر والرجيع وسعد وشقيقتهم الالهة الجنية سلمة.


كان الآلهة الجن يعدون رسلاً وخدماً للآلهة السماوية وخصوصاً بعل السماوات (بعل شمائين) وكان أهل تدمر يستغيثون بهم ويطلبون منهم حماية قوافلهم، ويقدمون لهم الأضاحي والقرابين عند عودة القوافل سالمة.
يظهر الآلهة الجن جميعا على هيئة شبان حليقي اللحية بشاربين مفتولين ونظرات ثاقبة، وهم يتسلحون برمح أو سكين يعتلون أحصنة متوثبة.
ولذلك فانا أعتقد بأن عبادة الجن التي ورد ذكرها في القرآن تعني هؤلاء تحديداً وليس الشيطان أو الشياطين مجازاً، علماً أن التراث العربي يعج بأسماء أشخاص من هذا القبيل: عبد الجن، تيم الجن.

الصورة: لوحة نذرية تدمرية للآلهة الجن السبعة وشقيقتهم سلمة الثامنة من اليمين.

About تيسير خلف

تيسير خلف كاتب وصحفي ومؤرخ سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.