شكريات فاخرة لوزير التجارة

محمد الرديني

عجيب امر هؤلاء القوم، تراهم في السياسة كفلاح الجبايش في معرفته باللغة الصينية وفي التصريحات مثل جدتي التي دخلت عقدها التاسع قبل يومين وفي المناقشات داخل البرطمان مثل عصافير الدوري حين تستيقظ في اول الصباح.
لايفقهون في كل شيء ماعدا شيئا واحدا بات معروفا للجميع (لايمكن الاستعانة بصديق لمعرفته).
ترى أيحق لنا ان نقول للأم ،أي أم، شكرا على تربيتك لاولادك؟هل يمكن ان نقول لموظف الشؤون الذاتية،شكرا لانجازك معاملة هذا المواطن او ذاك؟ هل يمكن مثلا ان نرسل رسالة شكر الى امين العاصمة لنقول له شكرا على تبليط جزء من شارع الكرادة داخل او ازاحة”الزبالة” عن وجه الرصافي؟.
تعالوا نشوف شنو سبب كل هذه الاسئلة.
يقول الخبر: اعلن عضو ائتلاف دولة القانون النائب منصور التميمي ان وزير التجارة خير الله بابكر اوعز باتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل الاسراع في اتلاف المواد غير الصالحة للاستهلاك الموجودة في مخازن الوزارة وقد استجاب الى تشخيصاتنا باتخاذ الاجراءات بشأن المواد التالفة في مخازن الوزارة”، مضيفا ان” الوزير اوضح لنا بان هذه المواد مخزنة قبل تسلمه الوزارة”.
عجيب هي تشخصياتكم.. ولكم أي تشخيصات وأي لغو فارغ.
لماذا؟
اولا السيد التميمي يستعمل مفردات اكبر من حجم المواد الغذائية التالفة0مفردة تشخيصات نموذجا).
ثانيا عذر وزير التجارة اقبح بكثير من فعله.
ثالثا سنقرأ بعد قليل ان التميمي يؤكد على شجاعة وزير التجارة في الاستجابة لاتلاف المواد الغذائية.
اذا افترضنا ان معالي وزير التجارة استلم هذا المنصب قبل سنة او اكثر قليلا فهذا يعني ان هذه المواد التالفة موجودة في مخازن الوزارة لحد الان ولم تتخذ بها أي اجراءات على اعتبار ان هذا المعالي أكد على ان هذه المواد موجودة قبل استلامه الوزارة.
هل يحق لنا ان نسأل الوزير ماذا كنت تفعل طيلة ايام هذه السنة؟وماذا فعلت في الفساد والنهب واللغف والتلاعب في مواد البطاقة التموينية .
هل صحيح مايقال بانك كنت تنتظر تصريح التميمي حتى تبادر باتخاذ الاجراءات اللازمة؟
كيف يمكن بقاء كميات هائلة من المواد الغذائية التالفة لأكثرمن سنتين في مخازن الوزارة وانت لاتحرك ساكنا؟.
خويه اذا ماتعرف كيف تتلفها، اولاد الملحة يعلموك الطريقة وهي سهلة جدا وما تكلف ولا دولار.
اصدر تعليماتك الى كل العاملين بالوزارة ماعدا المدراء العامين طبعا بتحميل هذه المواد التالفة في شاحنات الوزارة ورميها في شوارع بغداد، راح تكسب فيها ثواب من اجل الحيوانات السائبة.
يعني معقولة انت شجاع بحيث ان التميمي صاحب الكلمات “الجبيرة” يؤكد ذلك ؟.
اقرأوا ماتبقى بس ارجوكم “لاتكطعون” شعر راسكم.
وبين أن” خير الله بابكر اكد على تشكيل لجان مشتركة مع الامن الوطني ووزارة الصحة من اجل اتلافها”، مثنيا على” رد الوزير بابكر بعدما اطلع على مطالباتنا”، قائلا ان” هذا الرد يمثل شجاعة من قبل الوزير”.
نقطة نظام : قبل هذا التصريح اتهم النائب عن ائتلاف دولة القانون منصور التميمي القائمين على ادارة ملف البطاقة التموينية ووزير التجارة بـ “الفساد المالي والاداري” ، كاشفا في الوقت نفسه وجود مواد غذائية بكميات هائلة في مخازن وزارة التجارة غير صالحة للاستهلاك البشري”.
أي شجاعة يا خوية ياتميمي؟ وأي رد هذا الذي يتلاعب في قوت الناس؟ وأي ثناء يستحق من يقوم بواجبه وزيرا كان ام فراشا؟.
خوية انت مع الوزير روحوا لعبوا “دومنة” في كافتيريا المنطقة الخضراء احسن 100 مرة من اللغو الفارغ الذي تلقونه على مسامع اولاد الملحة.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.