سيكلوجية الأديان 3-3

كامل النجار

يزعم المؤمنون ورجال الدين بأن الأديان جاءت لتعلم الناس الفضيلة. وهذا الادعاء أجوف لا تسنده أي حقائق علمية أو تاريخية. فنحن نعرف أنه منذ أيام اليونانيين القدامى عندما كانت أثينا
city state
أي دولة ذات مدينة واحدة، كان الفيلسوف زينو الصقلي ومجموعات كبيرة من المعلمين المتنقلين بين البلاد
the sophists
يتناظرون عن الفضيلة والأخلاق، وقد كتب إفلاطون كتاب الجمهورية
the republic
الذي شرح فيه الحكم النزيه وواجبات وحقوق المواطن. فالأخلاق والفضيلة كانت معروفة عند البشر قبل ظهور ما يُسمى بالأديان الإبراهيمية أو السماوية. فمثلاً كونفوشيص
Confucius (551-479
قبل الميلاد) حث على الفضيلة في الحياة الفردية وفي الحكومة، وحث كذلك على العدالة واحترام كبار السن والوالدين. وفي جزيرة العرب تخبرنا كتب التراث أن شخصيات مثل عنترة بن شداد كان يعف عن الغنائم والسبايا، بينما كان حاتم الطائي مشهوراً بالشهامة وإكرام الضيف وحماية المستضعف.
وقد قال الباحث لورنس كولبيرج
Kohlberg
في عام 1964 إن الطفل يمر بثلاثة مراحل في تعلمه الفضيلة والأخلاق. المرحلة الأولى هي مرحلة الطاعة والعقاب. بالنسبة للطفل في هذه المرحلة فإن الرذيلة هي ما يجلب له العقاب، والفضيلة هي ما يجلب له الحلوى. فالفضيلة في عرفه مبنية على المصلحة الشخصية. في المرحلة الثانية يتعلم الطفل أن مقياس الفضيلة يعتمد على ما يجلب له المدح من والديه ومعارفه. فكل ما يؤدي إلى مدحه هو الشيء الصواب. ويتعلم الطفل أن القواعد الاجتماعية التي تنظم الحياة شيء جميل في حد ذاته. وفي المرحلة الثالثة يتعلم أن السلطة والقانون هما الذان يحكمان حياة الناس. وقد أكد كولبيرج أن نمو الأخلاق والفضيلة عند الطفل لا يرتبط، ولا له علاقة بالدين. وقال (من أبحاثنا العديدة لم نجد أي فرق في تعلم الأخلاق والفضيلة بين أطفال الكاثوليك، والبروتستانت، واليهود والمسلمين واللادينيين) (كتاب سيكلوجية الأديان، ص 87).
أجرجت مجموعة من علماء سيكلوجية الأديان (جولدسن، روزنبيرج، ويليامز، سوشمان) في عام 1960 دراسة على طلبة الكليات المنحدرين من عوائل متدينة، ووجدوا أن 92% قالوا إن الغش خطأ. ولكن عندما قالوا لهم إذا كان الجميع حولك يغشون، هل تغش، فأجاب 87% بالإيجاب مما يثبت الانفصام في الأديان بين ما يقولون وما يفعلون. يقول بروفسور رالف وود (إن الأبحاث السيكلوجية عبر عدة عقود من الزمن لم تثبت أن الأديان لها أي أثر في تعلم الأخلاق والفضيلة ( سيكولوجية الأديان ص 385). وقد أجرى جوتمان في عام 1984 بحثاً في إسرائيل على طلاب الصف السادس في المدارس الدينية، ووجد أن غالبيتهم قالوا فيي الاختبار النظري إنهم لن يرضخوا إلى الإغراء، ولكن عندما اختبر أفعالهم وجد أنهم أكثر ميلاً للغش والخداع. وكذلك وجد ويليامسون والأسدي في عام 2005 أن الانتماء الديني لا يقلل من الغش. وكان استنتاجهما أنه لا يوجد أي دليل علمي من الدراسات على السلوك الفعلي على أن الأشخاص المتدينين أكثر أمانةً أو أقل احتمالاً للغش من الأشخاص غير المتدينين (نفس الصفحة)
وعندما يكون رجل الدين، مسلماً كان أو مسيحياً، أو يهودياً وهو الذي يزعم أنه يمثل الدين ويشرح لنا إرادة رب السماء، وتكون تصرفاته قدوة لأتباعه، عندما تكون أقواله وأفعاله محرضةً على قتل المخالف، يصبح الدين آلهً لا تقل فتكاً عن أسلحة الدمار الشامل. رواندا أكثر البلاد الإفريقية تمسكاً بالمسيحية وبها أعلى نسبة كنائس مقارنة بعدد السكان في الدول الإفريقية. و65% من سكانها كاثوليك، و15% بروتستانت. في عام 1990 بدأ أحد القساوسة الكاثوليك يذيع أنه حلم عدة مرات بالسيدة العذراء ورأى كمية كبيرة من الدم وقتلى بالمئات وأن السيدة مريم أخبرته أن رجوع المسيح سوف يكون في عام 1994. وأعلنت رئاسة الكنيسة الكاثوليكية أنها استجوبت ذلك القس وتأكدت من صدق رؤيته. وفي عام 1994 بدأت مجاز التوتسي الذين هربوا واحتموا بالكنائس مما سهّل عمل مليشيات الهوتو الذين كانت تصلهم الأخبار أولاً بأول من قساوسة الكنيسة. وعندما انتهت المجازر كانت آلاف الجثث في الكنائس أو حولها تحمل آثار الماشيتي والرصاص. ومثل الأب وانسيلاس، أحد كبار قساوسة كنيسة سانت فيميل في كيغالي أمام محكمة العدل الدولية متهماً بإمداد المليشيات بقوائم تحمل أسماء التوتسي في المنطقة.
أما الأسقف جكنقورو المعروف باسم مسيو اوغستين ميساغو فكان معروفاً بعدائه للتتسي وكان يمنعهم من دخول الملاجيء. وقد كتب إلى البابا في روما يطلب منه نقل القساوسة التتسي من رواندا لأن الشعب الرواندي لا يريدهم. وفي يوم 4 مايو 1994 أخذ الأسقف معه كمية من رجال الشرطة إلى مركز كان به 90 طفلاً من التتسي وقال للأطفال إن الشرطة سوف تحميهم. وبعد يومين قتل رجال الشرطة 82 طفلاً من التسعين. وعندما سئل موظف بوازرة العدل في رواندا: لماذا لم يقدمو الأسقف جكنقورو إلى المحاكمة، قال إن الفاتيكان أقوى من أن نصارعه
(God is not great)
ص 190. الرجاء قراءة هذا التقرير عن دور الكنيسة في التطهير العرقي
Genocide and the role of the Church in Rwanda

شيوخ الإسلام لا يقلون عن نظرائهم المسيحيين في رواندا، ولا عن نظرائهم الحاخامات المتشددين في إسرائيل، عندما يبررون قتل المخالف. حاخامات إسرائيل اصدروا عدة فتاوى تبيح قتل الأطفال العرب، والشيخ القرضاوي وغيره أصدروا كذلك فتاوى تبيح قتل الأطفال اليهود لأنهم عندما يكبرون سوف يُجندوا في الجيش الإسرائيلي.
الإسلام من دون الأديان الأخرى يبيح الكذب لأتباعة في ثلاث حالات، منها كذب الزوج على زوجته أو الزوجة على زوجها، وقد أصدر الشيخ علي جمعة، مفتي جمهورية مصر، فتوى تبيح للبنت غير العذراء خداع خطيبها بالقيام بعملية ترقيع غشاء البكارة ولا تخبره بذلك، تماشياً مع حديث محمد (إذا بُليتم فاستتروا).
أحد كبار الإخوان المسلمين بالكويت وعضو في البرلمان، لا يمل من الحديث عن الأخلاق الإسلامية، ومحاربة الاختلاط في الجامعات، ومنع بناء الكنائس في الكويت، ذهب في زيارة إلى البرازيل وكاد أن يغرق على شاطيء العراة ولم ينقذه إلا تدخل حرس الشواطيء. فماذا كان يفعل رجل متدين ومن الإخوان المسلمين على شاطيء العراة، والشواطيء في البرازيل لا حصر لها؟
قاضي شرعي بالسعودية يختلس عشرات الملايين من الدولارات من بيع الأراضي الحكومية خلسةً، وعندما تلقي الشرطة القبض عليه يزعم أن الشيطان هو الذي سرق المال ولم يكن هو إلا واسطة فقط. وأيدت المحكمة الشرعية روايته. فالتدين مهما بلغت درجته لا يمنع المتدين من اقتراف أسوأ الأفعال مثل السرقة والزنا والقتل، وهي أهم الوصايا العشرة التي أوصى بها إله السماء مخلوقاته. فالأخلاق والمثل العليا لا علاقة لها بالتدين. ويكفي أن كل المذاهب الأربعة في الإسلام تبيح بيع العبيد والإماء في سوق النخاسة. أي مُثل عليا وأي أخلاق يمثلها لنا الدين.
فإذا كان التدين لا يؤثر في الأخلاق، لماذا يكون بعض الناس أكثر خضوعاً لتأثير الأديان ؟ لا بد أن هناك تفاعلات كيمائية في أدمغة بعض الناس تجعلهم أكثر ميلاً إلى التدين. للإجابة على هذا السؤال أجرى الباحث بنكي
Pahnke
في عام 1966 تجارب على 20 متطوعاً، أعطى نصفهم دواء اسمه
psilocybin
وهو علاج يُستخرج من الفطر
mushrooms
والمعروف أنه يسبب الهلوسة، وأعطى النصف الآخر حبوب بنفس الحجم واللون ولكنها لا تحتوي أي مواد كيمائية. وسأل الباحث المشتركين إن كانوا قد وصلوا إلى مرحلة الاتحاد مع الخالق، أو شعروا بإحساس ديني، وكانت النتيجة أن 70% من المجموعة الأولى أجابوا بالإيجاب، بينما أجاب 8% فقط من المجموعة الثانية بالإيجاب. وعندما أعاد الباحث دبلن نفس التجربة بعد 25 سنة كانت نتائجه كالآتي: 77% من المجموعة الأولى قالوا إنهم وصلوا مرحلة الاتحاد مع الخالق، بينما كانت النتيجة في المجموعة الثانية 5% فقط (كتاب
psychology of religion
) ص 357.
وأجرى العلماء كذلك أبحاثاً على تأثير العزلة على الفرد وخرجوا بنتائج تفيد أن العزلة من العوامل المهمة في جعل الفرد يتخيل أنه في اتصال مع قوى خارجية فوق الطبيعة (نفس المصدر 369). ربما يكون هذا هو السبب في أن محمداً كان يعزل نفسه في غار حراء لمدة شهر كامل كل عام، وكذلك موسى الذي زعم أنه رأى ناراً بجانب الجبل فترك أهله وذهب إلى جبل سيناء ليكون في خلوة من الناس.
والمعروف أن الاختلال الكيمائي الذي يحدث في الدماغ قد يصيب الشخص بداء الصرع. وقد عرف الناس هذا الداء قبل الميلاد. ففي القرن الخامس قبل الميلاد كانوا يسمون الصرع “المرض المقدس” لأنهم لاحظوا أن المصاب به عندما يفيق يزعم أنه تعرض لتجربة ميتافيزيقية. وفي القرن العشرين أجرى الباحثان ديوهيرست وبيرد في عام 1970 أبحاثاً أكدت هذا الزعم (نفس المصدر ص 62). وفي عام 1999 أجرى رامشاندران وبليكسلس تجارب على مرضى الصرع المعروف بصرع الفص الصدغي
temporal lobe
وقاموا بقياس التيارات الكهربائية في الدماغ وقت الصرع ووجدوا ما يثبت أن الذين زعموا أنهم تعرضوا إلى تجربة دينية كانت أدمغتهم قد أظهرت ذبذبات عالية في منطقة تُعرف ب
limbic system
. وفي تجارب مماثلة قال الباحثون إن نسبة الذين تعرضوا إلى إحساسات دينية أثناء الصرع كانت واحد، فاصل 3 بالمئة، ولكنها حتماً موجودة. فإذاً الصرع يجعل المصاب به يتخيل أنه قد تلقى أحاسيساً دينية. وفي عام 1987 قام الباحث بيرسنجر بتمرير موجات مغناطيسية على الفصل الصدقي في 414 متطوع لا يعانون من الصرع ووجد أن بعضهم قد قال إنه شعر بوجود الله وقت تمرير الموجات المغنطيسية. ورغم أن هناك بحث قام به الباحث لنسكي في عيادة الصرع التي تُسمى “عيادة مودسلي” في عام 1983 استنتج منه أن نسبة المصابين بالصرع الذين يقولون إنهم شعروا بأحاسيس دينية لا تختلف عن نسبتهم في عامة الناس، إلا أن غالبية الباحثين تُثبت وجود هذا الارتباط. فهل كانت خلوة محمد مع ما يقوله بعض المؤرخين من أنه كان مصاباً بالصرع لها دور في ادعائه النبوة، وإن الأخلاق الإسلامية ماهي إلا انعكاساً لأخلاقيات محمد نفسه؟
السؤال الآخر الذي يحير العلماء هو: رغم أن الأديان جميعها قد اضطهدت المرأة، لماذا يفوق عدد النساء المتدينات عدد الرجال؟ ففي مسح سكاني أجرته مؤسسة جالوب في أمريكا كانت نسبة المتدينين كالآتي: نسبة الذين يؤمون الكنيس اليهودي 53% من الرجال و64 من النساء. والذين يصلون في اليوم مرة واحدة على الأقل كانت 42% من الرجال و64% من النساء. والذين قالوا إن الإله مهم جداً في حياتهم كانت 52% من الرجال و58% من النساء. والذين يؤمنون بالمعجزات كانوا 67% من الرجال 81% من النساء. فهل متلازمة ستكهولم التي ذكرتها الدكتورة وفاء سلطان في أحد مقالاتها، يمكن أن تفسر هذا الوضع؟ تقول هذه المتلازمة إنه مع طول الوقت يصفح المجنى عليه عن الجاني ويحاول تقليده. فهل اضطهاد النساء يجعلهن متمسكات أكثر بالدين لأنه الجاني في هذه الحالة؟
وبما أن الأم اكثر احتكاكاً بالأطفال خاصةً في السنين الأولى من حياتهم وهي فترة التكوين النفسي، يكون تأثير الأم الديني على الأطفال مهماً جداً. ولهذا يصر اليهود أن الشخص لا يمكن أن يُعتبر يهودياً إلا إذا كانت أمه يهودية. في دراسة قام بها الباحث نلسون عن تأثير الوالدين في تدين الأطفال في عام 1990، وجد أنه إذا كانت الأم كاثوليكية والأب كاثوليكي كذلك فإن نسبة المراهقين الذين قالوا إنهم لا دين لهم كانت واحد فاصل خمسة بالمئة فقط. أما إذا كانت الأم لا دين لها والأب كاثوليكي فإن نسبة الذين قالوا إنهم لا ينتمون إلى أي دين كانت 47%.
فإذا أخذنا تأثير الأم على تدين الأطفال في الحسبان نجد أنه من المؤسف جداً أن تكون نسبة النساء المتدينات أكثر من نسبة الرجال، لأن ذلك سوف ينتج لنا أجيالاً مستقبلية تؤمن بالخرافة. ففي دراسة أجراها الباحث نيوبورت في أمريكا عام 2006، وجد أن 64% من خريجي الثانويات يعتبرون أن الإيمان مهم بالنسبة لهم، و50% من الذين نالوا دراسات فوق الجامعية يعتبرونه مهماً أيضاً.
بعضهم يؤمن بالدين لأنه ولد فقيراً لا يملك شروى نقير ويرى غيره يستمتع بملذات الحياة التي حُرم هو منها. فيخدره رجال الدين بأن الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله أو الجنة، إنما الجنة للفقراء، وبالتالي يمتليء بالأمل في انتظار تلك الملذات من أنهار الخمر الذي حُرّم عليه في الدنيا، وبنات الحور العذارى، خاصةً إذا لم تسمح له ظروفه المادية بالزواج. فإذا لم يؤمن بالدين ووعوده الكاذبة سوف يُصاب باليأس، وكما قال الفيلسوف الفرنسي أميل زولا: لا حياةً مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
لا يسأم المسلمون من ترديد أن الإسلام هو دين الفطرة، وهذا يعني أن الطفل الذي يولد على الفطرة ولا علم له بأي شيء في الحياة غير ثدي أمه، يزعمون أن فطرته سوف تقوده إلى الإسلام. ولذلك تفنن فقهاء الإسلام ومرتزقته في إصدار تشريعاتهم التي تفترض أن الجنين في رحم أمه مسلمٌ إذا كان زوج الأم مسلماً. فقالوا إذا ماتت زوجة من أهل الكتاب كانت متزوجة مسلماً، وماتت وهي حبلى، تُدفن ووجهها نحو الغرب حتى يكون وجه جنينها نحو الشرق لأنّ أباه مسلمٌ. ومن الجانب المسيحي قال سانت أوغسطين (إن أرواح الأطفال الذين لا يُعمدون في الكنيسة تذهب إلى برزخ أبدي
limbo
ولا تدخل ملكوت الرب). ويقول العهد القديم (التوراة) إن خطايا الآباء سوف تصيب الأطفال حتى الجيل الثالث). هل هناك سادية أكثر من هذا؟ ماذا فعل الأطفال حتى يعاقبهم يهوه بهذه القسوة والظلم. وهل ينتقم الأطفال يوم القيامة من يهوه لأنه كان الأقوى وظلمهم كما يظلم الأسد الظبي عندما يصطاده؟ وفي الحقيقة إذا درسنا أفكار الأطفال عن الله نجد أنهم أبرياء لا يعرفون عن الله والإسلام أو دين آخر إلا ما سمعوه من الأم أو الأب. سأل الباحث جولدمان في عام 1964 بعض الأمهات عما يقوله أطفالهم عن الدين. فقالت إحدى الأمهات إن طفلها قال لها (أمي! الإنجيل يقول إن الله بعد ما أرسل طوفان نوح وأغرق العالم، ندم على ذلك وتعهد ألا يرسل طوفاناً بعد ذلك، فلماذا حدث طوفان في تكساس؟) وقال آخر لأمه (إذا كان يسوع قد ولد في الكرسماس وصُلب في يوم الجمعة الحزين، كيف نما بهذه السرعة؟) وقالت طفلة اسمها جين تخاطب الله (عزيزي الله! بدل أن تميت كل يوم عدداً من الناس ثم تخلق مكانهم أشخاصاً آخرين، لماذا لا تحتفظ بما عندك الآن؟) فالأطفال أبرياء من تشنج الأديان وكراهية الآخر، فلماذا لا نتركهم في براءتهم حتى يكبروا ويقرروا إذا كانوا يرغبون في اعتناق أي دين؟ أدلجة الأطفال هي مأساة البشرية منذ أن عرفت الميثولوجيا ومنظومة الأديان.
في مدارس الغرب كثيراً ما تطلب المعلمة من الأطفال الصغر رسم صورة الله حسب تخيلهم له. الغالبية يرسمونه في شكل رجل كبير وله لحية سوداء كثة. وهم في الحقيقة يرسمون صورة القسيس الذي رؤوه في الكنيسة، ربما يوم تعميدهم، دون أن يشعروا. وهذا يُثبت أن الإله ما هو إلى وهم تخيلناه في صورة إنسان ولكنه غير مرئي لنا، ولذلك كل الأديان أعطت إلهها مواصفات إنسانية من فرح وغضب ويدين وفم يتحدث به.
فهل الإنسان أصلاً يحتاج إلى الدين ليعيش حياة سعيدة؟ يجيب على هذا السؤال رجل كنسي اسمه دانيل افريت بعثته كنيسته إلى قرية في البرازيل في أمريكا اللاتينية ليبشر أهل القرية بالمسيحية. الرجاء مشاهدة هذا المقطع من الفيديو لتروا النتيجة المنطقية

كامل النجار (مفكر حر)؟

About كامل النجار

طبيب عربي يعملل استشاري جراحة بإنكلترا. من هواة البحث في الأديان ومقارنتها بعضها البعض وعرضها على العقل لمعرفة مدى فائدتها أو ضررها على البشرية كان في صباه من جماعة الإخوان المسلمين حتى نهاية المرحلة الجامعية ثم هاجر إلى إنكلترا وعاشر "أهل الكتاب" وزالت الغشاوة عن عينيه وتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من حقيقة الميثالوجيا الدينية الهدف الوحيد من كتاباتي هو تبيان الحقيقة لغيري من مغسولي الدماغ الذين ما زالوا في المرحلة التي مررت بها وتخطيتها عندما كنت شاباً يافعاً
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.