‘سورية من دون الأسد’.. ما هي أوراق واشنطن؟

 ربما يكون تصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حول رغبة الولايات المتحدة في “سورية كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها”، مكررا لكن الإصرار عليه يعكس، حسب محللين، تحديا للنفوذ الروسي الإيراني في المنطقة.
تيلرسون قال إن “عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته. القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك”، والسؤال الأخير كان أحد محاور نقاشات في جنيف التي أدلى منها الوزير بتصريحه بعد لقاء مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي مستورا.
أحد أطراف هذه النقاشات هو رئيس وفد المعارضة السورية في جنيف نصر الحريري والذي يقول في تصريحات لـ “الحرة” إن وجود الرئيس السوري في السلطة “يعرقل العديد من المشاريع في المنطقة”.
ويوضح الحريري أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم في وجود الأسد، و”لا يمكن ضبط الحدود وعودة الأمن والاستقرار … ولا يمكن إحلال المصالحة الوطنية … ولا مواجهة مشروع إيران في المنطقة” في وجوده أيضا.
الحريري والمعارضون السوريون الممثلون في جنيف يعبرون عن طيف من الفصائل المعارضة التي تخوض معارك سيطرة على الأرض في سورية ضد القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وإيران.
والحرب الدائرة في سورية تسببت حتى الآن في نزوح قسري لأكثر من نصف سكان البلاد ودمرت سبعة في المئة من منازل البلاد بالكامل، حسب تقرير للبنك الدولي.
وفيما يتزامن البحث عن حل سياسي للأزمة مع الحديث عن ضرورة إعادة الإعمار، يرى الحريري أن مشاريع إعادة الإعمار لا يجب أن تبدأ “إن لم يكن هناك انتقال سياسي حقيقي في سورية”.
الإعمار مقابل التحول السياسي
الدول القادرة على تمويل عملية إعادة الإعمار “تربط ذلك بتحول سياسي حقيقي”، حسب ما يرى الكاتب السوري عماد بوظو.
ويقول بوظو في حديث لـ”موقع الحرة” إن سورية ستكون عبئا اقتصاديا على روسيا “في حال رغبتها إقامة النظام على قدميه”.
ويشير الكاتب السوري إلى تردي الأوضاع الاقتصادية للحليفين الأساسيين لحكومة الأسد، روسيا وإيران.
ويرى أن التأكيد على عدم وجود الأسد في مستقبل سورية إيجابي، “لكن يجب أن تكون هناك طرق محددة توصل إلى هذه النتيجة”.
وفيما تملك واشنطن تواجدا على الأرض من خلال دعمها لقوات سورية الديموقراطية التي تحقق انتصارات ملحوظة، آخرها إعلان تحرير الرقة من تنظيم داعش، يعتقد المحلل السياسي السوري ياسر المسالمة أن موسكو قد تتخلى عن الأسد في حالة ضمان بقاء نفوذها.
ويقول المسالمة إن مصير الرئيس السوري متوقف على “اتفاق أميركي روسي”، ويضيف أن هناك ضغطا كبيرا على موسكو حاليا في هذا الصدد.
وتنطلق جولة جديدة من مفاوضات جنيف في 28 تشرين/نوفمبر بين ممثلي النظام والمعارضة، وأوضح دي مستورا أن خطة العمل ستركز على صياغة الدستور ومتطلبات إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
المصدر: موقع الحرة

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.