سلامتك عزيزنا ابو اسراء

سلامتك يارئيس وزرائنا من كل شر وان شاء الله لاتكون جلطة ،اذا صحت الاخبار، والضغط وارتفاع السكروالكآبة من حصة اعدائك غير المبالين بما تقوم به من جهود مضنية في كل المجالات.

كل الشعب العراقي تقريبا يحرص على سلامتك فالمهام والمشاكل التي تنتظرك صعبة التنفيذ الا بوجودك.

صحيح لم تسفر صفقة الاسلحة الروسية عن اجراءات محددة سوى عزل وزير الدولة علي الدباغ، ولكنك تعرف ان شعبك طويل البال وينتظر منك الكثير.

صحيح ايضا ان التحقيق جار في فضيحة اجهزة السونار وشعبك ينتظر الكثير منك لازالة كل الملابسات عنها رغم انك عزلت مدير التفجيرات في الداخلية ونعتقد ان محافظة ذي قار ستكون سبّاقة في كشف المتفجرات بعد ان استوردت ثلاثين كلبا لهذا الغرض بدلا من السونار المزيف.

وربما تكون انت خارج العراق للعلاج ولكنك بالتأكيد تتابع اخبار الهوامير الذين يمنعون وصول واستمرار كهرباء الوطنية الى كل بيوت العراقييين.

شعبك يعرف ان معظم اعضاء مجلس النواب لايكنون لك الود لأنهم يحملون ألاف الوعود والتصريحات التي لم يستطيعوا البر حتى بنسبة 1% منها مما سبب لك ارتفاع ضغط الدم وقلة النوم والشعور بالارهاق الدائم، حتى ان بعض النواب حفاظا على صحتكاقترحوا تقديم استقالتك معتذرا عن الاستمرار في مهامك لأسباب صحية.

وبعضهم تمادى اكثر وطالب في الجلسات الخاصة ان تختار لك منتجعا صحيا تستعيد به عافيتك التي اتلفها الهوامير ممن يتاجرون بدم العراقيين ولا تصغي الى دائرة الادعاء العام التي تطالب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأنك ستكون “على الراس والعين” في حال استلامك للمنصب الجديد.

ولكننا ياسيادة رئيس الحكومة نريدك خيمة لنا فقد علمتنا كيف نصبر على المصاب الجلل ونواجه مشاكلنا بالدعاء الى رب العزة لأزالة هذه الغمات”جمع غمة” والمثل الانكليزي يقول (كل واحد يصنع قدره بنفسه).

لقد تنازلنا عن العديد من مطالبنا من اجل ان تسترد صحتك فكل الصعوبات والمشاكل العويصة تهون امام رمز الامة.

مثلا تنازلنا عن ازمة الكهرباء مادامت المولدات الاهلية متوفرة وباسعار معقولة.

وسنعدكم بالتنازل على ميناء خور عبد الله الى الجارة الشقيقة الكويت فليس بيننا الا الود والكرم.

ويغلف قلوبنا الامل في حل مشكلة السونار قريبا خصوصا ونحن لم نعد نستعمل سياراتنا الخاصة بعد ان وفرت وزارة النقل حافلات مكيفة لاتنتظر طويلا امام نقاط السيطرة… حتى اننا لانريد الماء الصالح للشرب بعد ان تعود اطفالنا على “الاسهال” واكتسبوا مناعة ضده ستسمر معهم طول العمر.

لانريد الا سلامتنا.. نريد ان نذهب الى العمل ونحن واثقون اننا نعود الى بيوتنا سالمين آخر النهار،هذا الذي نريده فقط وهو ليس صعبا عليكم،اليس كذلك؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.