سرقات في وضح النهار

لاندري تحت أي بند قانوني او تشريعي يصرف للسيد النائب في مجلس البرطمان راتبا تقاعديا لقاء خدمات لم ينجزها وحضور اشبه بالغياب؟.

سموها كما تريدون ولكنها بكل الاحوال سرقة في وضح النهار.

لقد تداولت بعض وسائل الاعلام امس وثائق تثبت ان مجموع الرواتب التقاعدية للنواب واعضاء المجالس المحلية بنهاية الدورة الحالية يبلغ اكثر من 108 مليارات دينار سنويا.

ويبدو ان 10 أعضاء فقط من بين 235 عضوا وقعوا على طلب الغاء الرواتب التقاعدية، وهذا يعني ان هناك 225 عضوا رفضوا التوقيع ومنهم نائب الرئيس عارف طيفور الذي قال امس الاول “ان الراتب التقاعدي هو من استحقاق النائب الذي يقدم خدماته الى المواطنين”.

لاندري عن أي خدمات يتحدث طيفور هذا؟ ولاندري لماذا يعطي بقية النواب “الاذن الطرشاء” لمطالبات الشعب والمرجعية في ذلك.

وذكر موقع “الصباح” ان الوثائق تظهر طلباً مقدما من رئيس كتلة الاحرار بهاء الاعرجي الى رئيس البرلمان ونوابه بتاريخ 18 /6 /2013 بشأن تعديل قانون حقوق الاعضاء بالغاء التقاعد للنواب كونه مخالفا لقوانين الخدمة والتقاعد ولرغبات وتطلعات الشعب.

ويشير الموقع نفسه الى ان مجموع الرواتب التقاعدية لمجلس النواب ومجالس المحافظات التي كلفت الميزانية منذ تأسيس مجلس الحكم العام 2003 وحتى انتهاء الدورة الحالية يبلغ 654 مليارا و290 مليونا و400 ألف دينار عراقي، وهذا الرقم يعادل بناء 600 مدرسة اواكثر بقليل او على الاقل تنفيذ البنى التحتية لكل العوراق العظيم.

وقد تفضّل علينا بعض النواب بالتصريح بان هذه الرواتب ستضاف الى الميزانية حال الغائها.

ياسلام على هذا الكرم الذي بز حاتم الطائي في عقر داره .

اولاد الملحة لايرجون خيرا في القراءة لمقترح الالغاء في هذا الشهر اذ يبدو ان صيحات الاحتجاج ومطالبة المرجعيات ستذهب ادراج الرياح.

ويبدو ان دولة رئيس الوزراء نوري المالكي انضم إلى المطالبين بإلغاء رواتب التقاعد للنواب وفي نيته كما يقول مصدر مقرّب جدا الى انه سيتنازل عن بعض رواتبه الى الخزينة العامة وهي رواتب:

رئاسة المخابرات العامة.

رئاسة الاستخبارات العسكرية.

رئاسة الحكومة.

القائد العام للقوات السلحة.

اما بقية الرواتب فهي “مصروف” للاولاد”.

المصيبة الاكثر شناعة هي ان ميزانية مجلس الوزراء اعلى بكثير من مجموع الرواتب التقاعدية لأعضاء البرطمان الذي يجتمع مرة في كل شهر ليصدر التعليمات ويبدو ان كل “تعليمة” تعادل مليون دينار.

كيف لا وهذا المجلس يقود السفينة وينحرف بها نحو شاطىء الامان.

ولايدري اولاد الملحة كذلك اين سيقضي اعضاء البرطمان السابقين واللاحقين عطلة العيد كما يشكون في ان ربنا رب الجلالة والاكرام سيقبل صيامهم.

اما احمد السهيل المعتقل في مكان مجهول حتى هذه اللحظة فسيقضي عيد الفطر المبارك في زنزانة انفرادية لأنه طالب مع رفاقه يوم الجمعة الماضي بوضع حد للتدهور الامني، ولكنه سيبقى رمزا لانحدار الديمقراطية العراقية نحو الحضيض.

فاصل مميت: أفاد مصدر في شرطة مدينة ابو غريب، بأن رجلا توفي بعد تعرضه للضرب من قبل قوات سوات خلال تنفيذها أمر اعتقال نجله في قضاء ابو غريب غرب بغداد.

وما يستحون يكولون في العراق توجد ديمقراطية يحسد عليها من قبل دول الجوار!.

واخيرا لاندري كيف يتم التزاوج بين الديمقراطية واستحصال موافقة التظاهر.

واخيرا مرة اخرى تعهد امس وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي بعدم حصول أي عمل ارهابي بعد الان

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.