زمن الغسالات

محمد البدري

تشريعات البشر الوضعية هي تعبير مباشر لما حققه العقل الاجتماعي والسياسي من مكاسب في بنيته وفهمه للواقع بعكس ما كانت تشريعات الاديان منصبة في معظمها علي فهم البشر البدائي لما هو عضوي من جسد الانسان أو الملكيات البدائية الفقيرة. و بقدر ما ارتقت التشريعات الوضعية فاصبحت تهتم بالمكاسب السياسية للمواطنين بقدر ما ظل العقل الديني المؤمن اسير الاعضاء الجسدية وما يحوطها من اهتمام. تشريعات البشر تماثل التكنولوجيا في كل عصر، فالاثنين من منجزات العقل بقدر ما تحقق من معرفة، وتحطيم كلاهما دليل علي عدم وعي بكلاهما.

كانت العمالة المأجورة في بدايات عصر الصناعة المميكنة تقوم بتحطيم الالات وقت أن كانت التكنولوجيا في بداياتها، لانها توفر طاقة انتاجية لصاحب العمل باكثر مما توفروه قوة العمل الانسانية عبر قدراتهم العضلية والذهنية بارثهم القديم لها. بل وتحيلهم للتقاعد حرمانا لهم من مصار عيشهم بالوقر في البيت لانها أكثر كفاءة منهم. واخذ اليسار المراهق الذي قيل انه يؤمن بالتطور والتقدم هذه الحجة لاشهارها كمبرر لادانة ملاك هياكل الانتاج واصحاب الملكيات من استيعاب البشر الحاليين في ظل الميكنة وبعد ان يضاف اليهم الانتاج الليلي المجاني لقوي بشرية جديدة لن تجد في المستقبل مكانا في ظل تعميم الميكنة في الصناعة. فسر احد المؤمنين بالله ورسوله سلوك هذه العمالة، بسذاجة وجهل، انهم يكرهون وجود شريك لهم في العمل حبا في اصحاب العمل واخلاصا لمن افاء الله عليهم من بركاته.

ولن نخوض فيما آلت اليه العمالة من إرتقاء والعلم من تقدم والماكينات من تطور والعقول والتشريعات من رقي، واختلاف متزامن للعقل الانساني، ووعي سياسي في الدول التي عرفت معني التقسيم الطبقي للعمل، إنما سنخوض بعمق اسفل الملابس الداخلية، في تلك المجتمعات التي قرأت ولم تفهم وعملت ولم ترتقي واحتقرت كل ما هو وضعي لصالح ما هو ديني وانتهي بها الامر لانتاج عقول بافكار بدائية وجاهلية مفضوحة.

في مصر أم الدنيا تحقق هذا القول، فبعد تعيين جوقة من المستشارين لرئيس مصر الثورة ليساعدوه ويرشدوه الي ما فيه صلاح البلاد والعباد خرجت علينا مستشارته الانثي / اميمة كامل واقتحمت بجرأة ثورية ما يشغل المجتمع المصري في ملف ختان الاناث وقال بالحرف: “المرأة التي لم يحدث لها عملية الختان فإيمانها ناقص” و “أن الختان غير مجرم قانونا وأن هذه العملية مجرد عملية تجميلية”.
فكما إمتازت ثورة يناير بالشفافية إمتازت نائبات ثوار يناير أن ما بين فخذي المرأة المضطهدة الضائعة هو هدفهم من الثورة وما خلع مبارك واسقاط النظام الا وسيلة للوصل الي الهدف باسرع مما يصل اليه المتحرشين والمغتصبين للنساء جنسيا. ولوقف جرائم التحرش فان عملية تجميل لفرج المرأة كفيل بحل ما لم يقدر مبارك عليه. ففتاوي بطلان الختان كثيرة لانتهاكها الصريح لجسد المرأة الا ان اسلاميي بعد الثورة لهم راي آخر في حق الانتهاك وتشويه الاعضاء وحرمان المشاعر وكبت الطاقات كلها بحجة العفة التي لا نعرف كيف ستتاتي علي يد السيدة أميمة الخبيرة نظريا وعمليا بما للختان من فوائد. مفتي الجمهورية د. علي جمعة من خلال بيان رسمي عا م 2007 حرمه وذكر ما تعانى منه الفتاة طوال فترة حياتھا النفسية. لكن الم تات الثورة للقضاء علي النظام؟ فالمفتي كان جزءا من النظام بحكم وضعه الوظيفي. فالنظام في راي مستشاري الاخوان ليس من سرق ونهب وقتل وافسد انما من لم يقم بعملية تشويه لفرج بناته.

وتسائل أحد فلول النظام كيف يكون نمص الحاجب حراما (النمص نتف بعض الشعيرات من حاجب المرأة من اجل تجميله حتي لا تبدو المرأة مثل جوردازيلا أو أمنا الغولة !!!) لكن بتر عضو كامل منها أمر يثاب عليه المؤمن يوم القيامة بعد ان يحرم منه في الحياة الدنيا. فاخطر ما في ثورة يناير هو التلاعب بالالفاظ الذي يجيده تنظيم الاخوان المسلمين ويحترفه مشايخ الاسلام علي الطريقة الوهابية مع درجات متقنة من التمويه عند اللزوم. وهو ما قامت به واحدة من إناث الحزب د. منال ابو الحسن أمينة الاناث بحزب الحرية والعدالة حيث افتت في أحد المؤتمرات: عمل المرأة هو المقصود به البناء الحقيقى وليس المستورد الذى روجت له الدول الأجنبية ووسائل الإعلام المضادة لفكرة النهضة وحرية المرأة، وأشارت أبو الحسن إلى أن عودة ريادة العرب فى المنطقة سيكون ثمرة من ثمرات الربيع العربى ونتوقع أن تأخذ المرأة مكانتها ووضعها الريادى الذى تستحقة وهو التمسك بالشريعة الإسلامية كمصدر رئيسى للتشريع وتحقيق مصلحة الإنسان وتحقيق الإبداع ليس الإبداع الذى يروج له الفنانين والفنانات، والذى شوه صورة المرأة المسلمة، فطالبت القيادات النسائية أن تظهر حقيقة المرأة لكافة المنظمات العالمية ودول العالم والصورة الحقيقة التى التى كفلها الإسلام لها، حيث وصى النبى علية الصلاة والسلام بالمرأة وقال «استوصوا بالنساء خيرا، ورفقا بالقوارير.

أما أم ايمن عضوه مجلس الشعب السابق فسبقتهم جميعا عندما كانت تقف بشموخ في المجلس الموقر لتدافع عن حق الذكر في مضاجعة الصغيرات في السن بتخفيض سن الزواج الي الحد الادني الممكن الوصول اليه عبر اتفاق الذكور الاعضاء عليه. بمعني انها فوضت لمن يحق له الاغتصاب في تحديد السن العمرية للضحية بقدر ما يراه هو مناسبا من نضج اعضائها، التي تم تجميله لها قبل ذلك.وهنا تبدو مسألة تسليم أعضاء الانثي للبتر والتشوية أو الاعمار لتحديد صلاحية المجامعة هي من مطالب ثوار التحرير. ولم يفوتها التحدث عن فروج النساء حيث افتت بان الختان فهو عفة للبنت ويجب اصدار تشريع بفرضه علي كل السيدات. لكنها لم تشرح لنا إذا ما كان التحرش الذكوري بالاناث يتم بسبب عدم ختانهن وكيف يعرف المتحرش صلاحية هدفه من عدمه والبنات يلبسن اغطية فوق الرأس والصدر وحول الفخذين بما يكلفهن بما لا يطاق اقتصاديا منعا لما يمكن نيله بالشريعة الغراء. ولهذا طالبت النائبة الموقرة، التابعة لحزب الحرية والعدالة عن دائرة 6 اكتوبر بـ بتطبيق الشريعة و ” بإلغاء قانون التحرش الجنسي، وبررت ذلك بأن “سبب التحرش هو عُري النساء وبالتالي فالمتحرش غير مخطيء”!!!!

الاناث من مستشارات ونائبات، من ثوار بعد الثورة قدمن ما يثبت انتمائهن الي بروليتاريا ما قبل زمن بدايات العصر الصناعي الحديث حيث يعشقن الاستخدام الجسدي والبدني في بيوت ازواجهن بعد تجميله علي طريقتهن, ورغم ذلك نجدهن يعشقن كل انواع التكنولوجيا والميكنة في اداء الخدمة للازواج في البيوت التي يجب الوقر فيها طبقا للشريعة. هن نوع من العبيد المتبرجز ايمانيا والمسلح بالاحاديث النبوية لتجميل ما خلقه الله مشوها. هذا النوع من المحصنات والعفيفات منذ زمن الصحابة علي قاعدة الاسلام الحنيف عشن طوال عصور الاسلام والي وقت قريب دون تكنولوجيا أو ميكنة الي ان تدخلت الدول الأجنبية ووسائل الإعلام المضادة لفكرة النهضة الاخواني وحرية المرأة في برنامج الحزب واتت بكل ما ناصبته بروليتاريا تلك الدول العداء قديما فحطمته. فلماذا لا تحطم أم ايمن وأميمة كامل كل تكنولوجيا تعمر بها بيوتهن خاصة الغسالات الفول اوتوماتك ليس فقط غيرة منها لانها تنظف بكفاءة افضل وتقدم خدمة أرقي بل لانها من منجزات الكفار واعداء الامة ويتفرغن هن لبحث كيف يفقدن اللذة علي سنة الله ورسوله بتجميل بنات جنسهن والدفاع عمن سيغتصبهن تطبيقا للشريعة أتناء عودة ريادة العرب فى المنطقة ودعم للبحث العلمي بتركيب فرج مختتن للغسالات والاجهزة المنزلية مع مراعاة الا يجمع الزوج من حزب العدالة والتنمية او الاحزاب السلفية باكثر من اربعة أجهزة في وقت واحد.

About محمد البدري

مهندس وباحث انثربولوجي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.